ترأس رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أمس، اجتماعًا لمجلس الوزراء، خصّص لمناقشة ملفات حيوية تتعلق بالإقتصاد والتنمية الإجتماعية، مع التركيز على تحسين أوضاع قطاع التربية، وضبط السوق الوطنية استعدادًا للمناسبات الدينية، وتعزيز الربط بين الجالية الجزائرية والوطن، إضافة إلى التصدي للتحديات الأمنية والبيئية ومواجهة آفة المخدرات. في قطاع التربية، واصل رئيس الجمهورية الوفاء بالتزاماته تجاه الأسرة التربوية من خلال المصادقة على إدماج 82,410 أستاذ متعاقد في الأطوار التعليمية الثلاثة، ليصل إجمالي عمليات الإدماج إلى 144,410 أستاذ، بعد العملية السابقة التي شملت 62,000 أستاذ. هذه الخطوة جاءت استجابة لمطالب القطاع، وتأكيدًا على أهمية استقرار المنظومة التربوية، بما يعكس رؤية الدولة في دعم المعلمين وتقدير دورهم الأساسي في بناء الأجيال القادمة.
وفي إطار التحضير لعيد الأضحى المبارك، وافق مجلس الوزراء على استيراد مليون رأس من الماشية بهدف ضمان وفرتها في السوق بأسعار مناسبة. ولتخفيف العبء المالي على المواطنين، تقرر إعفاء عمليات الاستيراد من كل الضرائب والرسوم، ما سيسهم في جعل أسعار الأضاحي أكثر استقرارًا. كما تم اعتماد عروض ثلاث دول تستجيب لمعايير دفتر الشروط الجزائري، خاصة فيما يتعلق بضمان سلامة الماشية وفق الضوابط الصحية الصارمة.كما شهد الاجتماع قرارًا هامًا يخص الجالية الجزائرية في الخارج، حيث أقر مجلس الوزراء تخفيضات بنسبة 40% على تذاكر الخطوط الجوية الجزائرية لجميع الرحلات نحو الجزائر، بمناسبة عيد الفطر المبارك. هذا القرار يعكس حرص الدولة على تعزيز الروابط بين أبناء الجالية ووطنهم الأم، وتسهيل عودتهم لقضاء الأعياد وسط عائلاتهم، في خطوة تدعم التواصل الاجتماعي وتعزز الشعور بالانتماء.
وفيما يتعلق بمكافحة المخدرات، شدد رئيس الجمهورية على أن الجزائر تواجه حربًا غير معلنة، تستهدف شبابها عبر انتشار المخدرات القادمة من الحدود الغربية والجنوبية، في محاولة لضرب استقرار المجتمع وقيمه. واعتبر أن هذه الظاهرة تشكل تهديدًا للأمن القومي، ما يستدعي استجابة قوية وشاملة، تبدأ بالتوعية والعلاج، وتنتهي بتشديد العقوبات على تجار المخدرات الصلبة والمستهلكين، لضمان حماية المجتمع من هذه الآفة. كما أمر بتعميق الدراسة حول الاستراتيجية الوطنية لمحاربة المخدرات، بما يعزز آليات المكافحة ويجعلها أكثر نجاعة.
وفي سياق آخر، تناول الاجتماع موضوع مواجهة أسراب الجراد التي تهدد المناطق الجنوبية للبلاد، حيث أكد رئيس الجمهورية أن الجزائر تمتلك خبرة واسعة في هذا المجال، لكنها مطالبة بالبقاء في أقصى درجات الحذر واليقظة. ولهذا الغرض، أمر بعقد اجتماع تحضيري وتنسيقي في ولاية جنوبية نموذجية، مع الاعتماد على خبرات المختصين من أبناء المنطقة. كما شدد على ضرورة التنسيق الكامل مع وزارة الدفاع الوطني، لضمان استجابة فعالة وسريعة لمكافحة الجراد قبل وصوله إلى الأراضي الجزائرية. وفيما يخص الطاقة، وجّه رئيس الجمهورية الحكومة إلى تبني رؤية متكاملة لتنويع مصادر إنتاج الكهرباء، تعتمد على تطوير الاستثمار في الطاقة، وضمان تحقيق الاكتفاء الذاتي قبل التوجه نحو التصدير. كما شدد على ضرورة أن يكون الاستثمار في هذا المجال مربحًا للجزائر، مؤكدًا أن البلاد ستباشر قريبًا أبحاثًا بالشراكة مع مؤسسات دولية، لاعتماد الطاقات الجديدة والنظيفة، مع التركيز على الإمكانيات الجزائرية في هذا المجال. كما شجّع رئيس الجمهورية شركة سونلغاز على تعزيز مكانتها إقليميًا وقاريًا، بفضل ما تملكه من خبرات وطاقات بشرية مؤهلة، موجّهًا شكره إلى جميع عمال وإطارات الشركة على جهودهم في إيصال الكهرباء إلى مختلف مناطق الوطن، ودعم المشاريع الاستثمارية الكبرى.
وفي ختام الاجتماع، صادق مجلس الوزراء على مجموعة من المراسيم والقرارات التي تتضمن تعيينات وإنهاء مهام في وظائف عليا بالدولة، في إطار مساعي تعزيز الحوكمة وضمان السير الحسن للمؤسسات الوطنية.هذه القرارات تعكس التزام الدولة بتنفيذ إصلاحات جوهرية تمس مختلف القطاعات، وتسعى إلى تحقيق تنمية مستدامة تعود بالفائدة على المواطنين، مع التركيز على الاستجابة السريعة والفعالة للتحديات الراهنة، سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو الأمنية.
صالح.ب