تشهد ولاية عنابة، أجواء رمضانية روحانية متميزة، حيث يمثل هذا الشهر الكريم بأيامه ولياليه، فرصة للعنابيين للتضامن والتراحم فيما بينهم، حيث تجتمع العائلات حول مائدة إفطار واحدة مليئة بالأكلات والأطباق التقليدية منها والعصرية، لمد أواصر التسامح وجسور الأخوة.
مباشرة بعد الانتهاء من وجبة الفطور تتوجه العائلات التي لا تزال متمسكة بتعاليم دينها، مباشرة إلى المساجد لأداء صلاة التراويح حيث تمتلئ المساجد عن أخرها، ومنهم من لا يفوت فرصة المشاركة في مسابقات حفظ القرآن، وبعد الانتهاء تتبادل العائلات الزيارات وتتجاذب أطراف الحديث، في أجواء حميمية يطبعها وجود موائد مميزة بالحلويات التقليدية مثل “المقروط” الزلابية وكذا الفلان والشاي، وهناك حلويات لا يجب أن تغيب عن مائدة السهرة مثل الشامية، في حين يفضل البعض منهم خاصة الشباب قضاء سهراتهم في المقاهي، لحضور بعض المقابلات الرياضية، كما تشهد ساحة الثورة قلب مدينة عنابة والكورنيش، خلال ساعات الليل من شهر رمضان، ازدحاما مروريا وحركية للعائلات إلى غاية الساعات الأولى من الصباح، حيث يتهافت المئات من المواطنين للتجول بين شاطئ “شابي” و”سانكلو” وصولا الى “لفنار”، فيسجل ازدحاما مروريا كبيرا منذ بداية شهر رمضان، لكن الأمر يتفاقم خلال عطلة نهاية الأسبوع.
ووجد بعض الشباب في توافد العائلات فرصة لكسب بعض المال، حيث أصبحوا يقومون بكراء سيارات كهربائية صغيرة مخصصة للأطفال على مستوى بعض الساحات مقابل مبالغ قليلة، أما المقاهي فتعرف هي الأخرى إقبالا كبيرا، خصوصا بعد الانتهاء من أداء صلاة التراويح، حيث تعج بالمواطنين للجلوس وتبادل أطراف الحديث، وأحيانا من أجل متابعة مقابلات كرة القدم، فيما يشهد المسرح الجهوي عز الدين مجوبي إقبالا كبيرا للعائلات التي أتت للترفيه عن نفسها لحضور سهرات بحضور ألمع الفنانين من كل ولايات الوطن ومن مختلف الطبوع.
ريم دلالو