استضافت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لولاية سوق أهراس أول أمس في إطار التظاهرة الثقافية الوطنية “منتدى الكتاب” في نسختها الثامنة والثلاثين الدكتورة مديحة عتيق، أستاذة الأدب المقارن بجامعة سوق أهراس، لمناقشة كتابها الجديد “الآخر يرد بالكتابة: مقاربات ثقافية وما بعد كولونيالية”.
استُهلّ اللقاء بكلمة ألقاها مدير المكتبة السيد شكري علالقة، الذي رحّب بالحضور وخصّ المرأة بتحية في يومها العالمي، مثمّنًا دورها في المجتمع ومساهمتها في مختلف المجالات. ونشّطت اللقاء الدكتورة سليمة بنية من جامعة محمد الشريف مساعدية بسوق أهراس، حيث قدمت ضيفة العدد للجمهور وسلطت الضوء على مسارها الأكاديمي وإسهاماتها في مجال الأدب المقارن والدراسات الثقافية. في مداخلتها، تناولت الدكتورة مديحة عتيق المحاور الرئيسية لكتابها، حيث ناقشت كيفية تشكل الهوية الثقافية من خلال الكتابة، خاصة في ظل التجارب الاستعمارية وما بعدها. وأوضحت كيف يمكن للكتابة أن تكون أداة مقاومة ومجالًا لإعادة صياغة التصورات حول الذات والآخر، عبر منظور الدراسات الثقافية وما بعد الكولونيالية. وتميّز اللقاء بنقاش مفتوح بين الدكتورة والحضور، حيث طُرحت تساؤلات حول دور الأدب في تفكيك الخطابات المركزية وإعادة بناء الهويات الثقافية بعيدًا عن الأنماط الفكرية المهيمنة. كما تمت الإشارة إلى بعض النماذج الأدبية التي تعكس هذه الجدلية بين الكتابة وإعادة تشكيل السرديات الكبرى. في ختام الفعالية، وفي لفتة جميلة، كرّمت المكتبة النسوة اللاتي حضرن اللقاء بتقديم الورود لهن، تعبيرًا عن التقدير لمشاركتهن في هذا اليوم المميز، واحتفاءً بمكانة المرأة في المجتمع والثقافة.
اختُتمت الفعالية بإشادة المشاركين بالمحتوى النقدي العميق الذي قدمته الدكتورة مديحة عتيق، وأكد المنظمون على استمرار المكتبة في احتضان مثل هذه اللقاءات الفكرية، التي تثري النقاش الثقافي وتساهم في رفعة النقاش الأدبي والفكري بولاية سوق أهراس.
بقلم أكرم بوعشة