الأحد 23 فبراير 2025
أخبار الشرق

النفسانية والمعالجة الدكتورة  “سميرة بعداش”

بقدوم شهر رمضان المبارك من كل عام يبدأ البالغين الأصحاء البالغ عددهم 1,9 مليار مسلم حول العالم بأداء فريضة الصيام والذي يعتبر ثالث ركن من أركان الإسلام  مدة  30 يوم.

 والصوم هو الإمساك عن كل المفطرات لفترة محدودة من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وهو فرصة للبدن للامتناع عن المتطلبات المادية وإعطاء غرفة لانتعاش الجوانب الروحانية الإكثار من العبادة وعمل الخيرات. لكن في العصر الحالي الذي نعيشه حاليا ذا طابع رقمي فأصبحت فيه الشاشات والهواتف الذكية أساس الحياة الشخصية والمهنية لمعظم الناس فظهر في السنوات الأخيرة مصطلح الصيام الرقمي الذي يحمل في تعريفه مبادئ الصيام المعتادة وهو الامتناع عن استعمال الهواتف الذكية والانترنت لفترات محددة من الزمن بهدف إراحة العقل والنفس من الإدمان الرقمي وفتح المجال لإنعاش الجوانب الاجتماعية والفطرية والروحانية.

والسؤال المطروح هل يوجد وقت أنسب من شهر رمضان المبارك لانتهاز الفرصة وبدء تطبيق الصيام الرقمي تزامناً مع صيام المعدة والجوارح والاستفادة من كلايهما في تطوير حياة الإنسان روحيًا ونفسيا وعقليا وبدنيا ؟، لكن قبل التطرق إلى الصيام الرقمي والطرق المثلى لإتباعه يجب التطرق إلى السموم الرقمية ومخاطرها فالاستخدام المفرط للانترنت وتصفح مواقع التواصل الإجتماعي قد انعكس بالتبعية على الصحة الجسدية والنفسية لأعداد كبيرة من المستخدمين وجاء مرحبا بأعراض متنوعة منها الأرق ومشكلات الرؤية فضلا عن حدوث الحوادث المنزلية وفي بحث موسع شارك فيه أكثر من سبعة ألاف مشارك ممن يستخدمون الأجهزة الرقمية بصورة يومية قال نخو 70% ، من العينة المشاركة أنهم يعانون من اضطرابات في الرؤية سببها دوام النظر في الشاشات كما أكدت الدراسات أن كثرة استخدام الأجهزة الرقمية خصوصا الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب التي ارتبطت بوضوح مع اضطرابات النوم بسبب الانبعاثات الضوئية من هذه الأجهزة التي تؤثر في إفراز هرمون الميلاثولين الضروري لتنظيم عملية النوم. وقد أقر آدم ادلر في معرض حلوله للتخلص من السموم الرقمية أنه من أفضل الوسائل الفعالة هي تخصيص وقت يومي خال من التقنية يعني تخصيص مدة زمنية معينة ساعتان أو ثلاث ساعات قبل النوم تنتهي فيها علاقتك بالسموم الرقمية الحاسوب والهاتف الذكي واستبدالها بأنشطة يومية عادية كالطبخ أو قراءة الكتب الورقية قبل النوم أو قضاء وقت مع العائلة إلى جانب اتخاذ قرار بمواجهة هذه السموم الرقمية عبر تقليل النظر إلى الشاشات وإبعاد الهواتف عن مصدر رؤيتها والانخراط بشكل أكبر في الحياة الواقعية، كما ظهرت المزيد من الحلول في إتباع الصيام الرقمي خصوصا للمهووسين بالانترنت الذين يجدون صعوبة في اتخاذ القرارات في الابتعاد عن شاشات الحاسوب والهواتف .

كما أن العديد من التطبيقات التي تساعد المستخدم في الصيام الرقمي من أبرزها تطبيق(ديجيثال ويلبينغ)الذي يتيح للمستخدم معرفة سلوكيته عن طريق هذا التطبيق ومن تم ضبط إعدادات الهاتف عن لإخفاء بعض الإشعارات من التطبيقات خلال فترة زمنية معينة تتيح للمستخدم التحرر من الاستخدام المستمر لشاشة الهاتف بصورة مفرطة ومن تم العودة إلى الحياة الواقعية وإتباع نمط الصيام الرقمي، كما يساعد الصيام الرقمي في النظر إلى الطبيعة وممارسة الأنشطة الاعتيادية الحياتية بشكل ينعكس عليه اعتياديا في مواجهة أعراض الاكتئاب والانغماس في عالم السموم الالكترونية ومواجهة أعراض الانسحاب من الحياة الاجتماعية والتأقلم مع العائلة وفرصة للعبادة والذكر وتزكية النفس من تلك السموم التي تقضي على الاحتواء العائلي وتعزيز التفكير الإيجابي وتعليق العلاقات مع العائلة وتعزيز لغة الحوار العائلي .

وفي النهاية يظل شهر رمضان المبارك فرصة ممتازة للتخلص من كل العادات السلبية والضارة بدءًا بالأكل والشرب بشكل منضبط ابتداءً من الانتهاء من السموم الالكترونية والرقمية وكبح الإدمان الرقمي يظل مبدأ الصيام الخروج من عبودية  كل ما هو سلبي سواءً واقعيا أو افتراضيا.

مواضيع ذات صلة

تبسة تحتضن فعاليات الطبعة السابعة للصالون الوطني للصورة الفوتوغرافية

akhbarachark

انطلاق معرض الموروث الفني التشكيلي بمشاركة 7 فنانين بخنشلة

akhbarachark

تقديم العرض المسرحي “نبع الحياة” للمخرج داودي رضا

akhbarachark