نظم قطاع المجاهدين وذوي الحقوق تحت إشراف والي ولاية الطارف محمد مزيان وبالتنسيق مع مديرية التجارة والاتحاد الولائي للتجار والحرف والمنظمة الجزائرية للتجارة والاستثمار الاجتماعي ندوة تاريخية مخلدة للذكرى 68 لإضراب ثمانية أيام .
الندوة التاريخية نشطها دكتور التاريخ عن جامعة الطارف ” لعبيدي إدريس” وكذا مدير المجاهدين، وذلك بحضور الإطارات المحلية وفعاليات المجتمع المدني، كما كانت فعاليات هذا الاحتفال مناسبة لتكريم عدد من مجاهدي المنطقة وكذلك لتفعيل قرار والي الولاية والقاضي بتكريم الفائزين من التجار لأحسن واجهة للمحلات التجارية، إذ كانت من نصيب 05 تجار لمختلف الأنشطة التجارية بعدد من البلديات بالولاية، مع تكريم أحسن تاجر في طبعتها الأولى والمسماة “التاجر الأمين” إذ خضعت هذه المسابقة إلى شروط أهمها عدم المضاربة في الأسعار. وحتى لا ننسى فإن التاريخ مجد هذه الذكرى الـ68 لإضراب الثمانية أيام التاريخي سنة 1957، وهو الحدث الفارق الذي أثبت التفاف الجزائريين حول ثورتهم وقطع الطريق أمام كل العالم أسطورة “الجزائر فرنسية”، كما ساهم في تدويل القضية الجزائرية في المحافل الدولية. وكان الهدف من هذا الإضراب الشامل الذي قررته لجنة التنسيق والتنفيذ التابعة لجبهة التحرير الوطني وأوكلت مهمة تحضيره إلى قادة الولايات الست، من 28 جانفي إلى غاية 4 فيفري 1957، هو إشراك المنظمات الجماهيرية بمختلف أطيافها، لاسيما العمال والتجار والحرفيين، في العمل الثوري وتوحيد صفوف الشعب الجزائري حول قضيته المصيرية وإسقاط ادعاءات الاستعمار التي تصف المجاهدين بأنهم عناصر خارجة عن القانون وإسماع صوت الثورة الجزائرية وكشف جرائم الاستعمار، مع التأكيد على أن جبهة التحرير الوطني هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الجزائري.
وقد حقق الإضراب المتميز في مدته وشموليته للوطن، أهم هدف للثورة التحريرية، حيث دفع بالجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ11، إلى إدراج القضية الجزائرية في إطار حق الشعوب في تقرير مصيرها وذلك بطلب من الكتلة العربية-الآسيوية، كما أفشل مخططات المستعمر في عزل الشعب عن ثورته باستعمال المغالطات والتشويه والتشويش، ومكن من قطع طريق العودة أمام المنادين بـ”جزائر فرنسية” وإحداث القطيعة النهائية بين النظام الاستعماري ومختلف فئات الشعب.
دليلة.ع