الأحد 19 يناير 2025
أخبار الشرق

عذراء الامازيغ بين البعد التاريخي وبكر الطبيعة تتربع

تقع بلدية اينوغيسن بدائرة إشمول بولاية باتنة، وهي تملك  بعدا تاريخيا ضاربا في عمق التاريخ فهي من المناطق التي عمرها الإنسان الأمازيغي منذ أمد طويل، لتوفرها على عنصرين من العناصر الأساسية التي يهتم بها الإنسان قديما للإستقرار بمكان ما، وهما الماء والأرض الخصبة، إضافة إلى عنصر الحماية، حيث تعتبر المنطقة حصنا منيعا احتمى بداخله كل من سكن وعمر هذه المنطقة عبر القرون من الملك بيداس الذي فر إلى المنطقة واحتمى بها من بطش الرومان، إلى الثورة التحريرية أين كانت المنطقة محررة واعتبرت ملجأ لكثير من الثوار، منهم: رايح بيطاط، محمد الصالح يحياوي، عبد الرحمان بلعياط، ومصطفى بن بولعيد.

تتواجد بالمنطقة العديد من الأثار تعود إلى الفترة الرومانية، وإلى فترات أخرى بعدها خصوصا وأن السكان الأصليين ترومن (أصبح رومانيا) الكثير منهم، ليس في الثقافة والعادات والتقاليد…وإنما في العديد من الحرف، خاصة حرفة صقل الحجارة، وشق السواقي وصط الصخور والمنحدرات، كما تاسست بالمنطقة

شعبة لجمعية العلماء المسلمين وكان من العلماء الذين درسوا فيها الشيخ سي محمــد ميهوبي الدراجي والشيخ سي عبد الحفيظ بلمكي الخنقي والشيخ ميلود الزريبي ومن بعدهم الشيخ غرابي مبارك والشيخ سعـــودي مبارك والشيخ سي محمد عـــلاوي حيث كانت هذه المدرسة منارة للعلم ويعود الفضل لها في غرس حب العلم وكان لها الفضل في توجيه العديد من شباب البلدة إلى المدرسة البادسية في قسنطينة منهم الشهداء الصادق بوكريشة وعاشوري عمار والشيخ أمحمد درنوني تضاريس

هذه الخصائص التاريخية الغنية أكنزت المنطقة وجعلتها قبلة للسواح والطلبة و هواة التاريخ والمغامرة ناهيك عن احتواء المنطقة على وادين؛ واد تاجرنيت المعروف بشلالاته الرائعة ومائه العذب ينبع من جبال شليا ويصب في واد الأبيض والثاني الذي يتدفق من جهة الحريق ولمدينة (ايشمول) يصب كذلك في الواد الأبيض، علما أن البلدية مشهورة بإنتاج التفاح ذي الجودة العالمية

تمتلك ايغونيسن مجموعة من المرتفعات زادتها جمالا و بهوا و عززت اقبال السواحل عليها منها جبل زلاطو الذي يبلغ ارتفاعه 1972 م، و جبل رأس السراء ايحف اوبرذون  ، 1771 م و قمة تيشربرث باعالي عواج 1889م

هذه الجبال الموزعة على اينوغيسن اعطتها تنوعا غابيا اخضرا ممزوجا بين أشجار الأرز الأطلسي العملاقة و النباتات البرية العطرية، هذا التنوع البيئي البكر  جعل منها مقصدا الكثيرين سواء من أبناء الولاية أو الولايات الأخرى، وما زاد المنطقة شيوعا ما قامت به إبان الثورة التحريرية أين

لقنت الاستعمار دروسا في المقاومة والاستشهاد حيث وقعت فيها عدة معارك أشهرها معركة تاجزنيت الأولى بتاريخ 15/03/1958 بقيادة المجاهد محمد الشريف جارالله عايسي ومعركة تاجرنيت الثانية في شهر جوان 1959 بقيادة الشهيد بوخلوف محمد ومعركة اصفيح ن بوزكور في 13 فيفري 1958، حيث أسقطت في هذه المعركة طائرتين حربيتن للفرنسيين و 80 قتيلا ومعركة تافرنت وما زالت آثار المعارك من قنابل النابالم موجودة إلى يومنا هذا.

كانت ايغونيسن ايقونة تاريخية وأثرية وطبيعية ولا تزال إلى يومنا هذا تحفة فنية مشكلة تستهوي السواح والطلبة والمرضى والمغامرين و هواة رياضة المشي بين الغابات الروندوني وهواة تسلق الجبال إضافة إلى الرياضيين من هواة التزحلق على الثلوج التي تكسو منطقة ايغونيسن في الشتاء.

ق.ث

 

مواضيع ذات صلة

مسلسلات رمضان 2025 الجزائرية سباق درامي ينتظره الجمهور بشوق

akhbarachark

وزارة الثقافة تُنظم جلسات وطنية للسينما

akhbarachark

الفأر الخياط.. بداية النهاية” إبداع مسرحي ينسج خيوط القضية الفلسطينية في ذهن الطفل العنابي 

akhbarachark