أعلن وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، يوسف شرفة، خلال جلسة علنية بالمجلس الشعبي الوطني، عن خطوات استراتيجية لتطوير القطاع الزراعي في الجزائر. ومن أبرز هذه الخطوات، إدخال القطاع الخاص في إنتاج أكياس حليب البقر الطازج المدعم بسعر مقنن (25 دج)، وزيادة الإنتاج المحلي من بذور البطاطا لتحقيق الاكتفاء الذاتي بحلول 2027. أكد الوزير أن سنة 2025 ستشهد انطلاق وحدات من القطاع الخاص في إنتاج أكياس حليب البقر منزوع الدسم، الموجهة للبيع بسعر مدعم، بعدما كانت هذه المهمة مقتصرة على ملبنات القطاع العام. وتأتي هذه الخطوة ضمن مساعي الحكومة لتقليص الاعتماد على مسحوق الحليب المجفف المستورد، وضمان استدامة إنتاج هذه المادة الحيوية. وأشار إلى أن القطاع العام ينتج حالياً 56 مليون لتر سنوياً من الحليب المدعم، مع العمل على توسيع المشاركة للوصول إلى استقرار طويل الأمد.
كشف الوزير عن إنتاج 263 ألف طن من بذور البطاطا في الموسم الزراعي 2024، على مساحة تزيد عن 8300 هكتار. وأوضح أن هذه الكمية تتضمن خمسة أصناف، مع العمل على تطوير 12 صنفاً جديداً لتعزيز الإنتاجية وتحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال بحلول 2027. وأشار إلى أن الكميات المستوردة من بذور البطاطا بلغت العام الماضي 90 ألف طن فقط، وهو ما يمثل 25% من الاحتياجات الوطنية. وأضاف أن البرنامج الوطني لإنتاج بذور البطاطا يمثل أحد ركائز الأمن الغذائي للشعبة، بما يتماشى مع خارطة طريق القطاع.
تطهير العقار الفلاحي أولوية وطنية
أعلن الوزير عن تحديثات قانون الغابات، الذي يسمح بمنح تراخيص للأشخاص الطبيعيين أو المعنويين لاستغلال الأراضي الغابية. وتهدف هذه التراخيص إلى استصلاح الأراضي الجرداء من خلال غرس الأشجار المثمرة والنباتات الطبية والعطرية، في إطار تشجيع الاستثمار الزراعي المستدام. أشار شرفة إلى أن الحكومة تعمل على تطهير العقار الفلاحي في جميع ولايات البلاد، تنفيذاً لتعليمات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون. الهدف هو إنهاء هذا الملف بحلول 2025، وتكريس مبدأ “الأرض لمن يخدمها”، لتعزيز استغلال الأراضي الزراعية وزيادة الإنتاج. تعكس هذه المبادرات الطموحة التزام الجزائر بتطوير قطاعها الزراعي لتحقيق الأمن الغذائي، وتقليل الاعتماد على الواردات، ودعم الفلاحين والمستثمرين. مع دخول القطاع الخاص في إنتاج الحليب المدعم وتطوير بذور البطاطا محلياً، يبدو أن البلاد تسير بثبات نحو تحقيق أهدافها الزراعية والتنموية.
ر.م