ولد الشهيد بن عبد المالك رمضان سنة 1928 بمدينة قسنطينة، وهو ثالث إخوته، التحق بالمدرسة الابتدائية باللغة الفرنسية وتابع دراسته حتى نهاية المرحلة المتوسطة، ثم دخل الميدان السياسي في سن مبكرة، حيث التحق سنة 1942 بصفوف حزب الشعب الجزائري، ثم حركة الانتصار للحريات الديمقراطية، هذه الأخيرة التي حلت محل حزب الشعب بعد حله من طرف الإدارة الفرنسية، وعندما تأسست المنظمة السرية L.O.S كان من الشباب السباقين لتلبية ندائها، واستحوذ العمل السياسي وقضية تحرير البلد من قبضة الاستعمار على الجانب الأكبر من اهتماماته ومجهوداته، وبالموازاة مع ذلك امتهن التجارة لإخفاء نشاطه الثوري. وفي نهاية سنة 1948، هاجر الشهيد بن عبد المالك إلى فرنسـا، وهنـاك توضحت الرؤية لديه وشهد على الفرق الشاسع بين حياة الشعبين الفرنسي والجزائري، فزاد ذلك من عزمه على الكفاح، فاستغل الشهيد فرصة تواجده بفرنسا ليتعلم الرياضة، تخصص في رياضة الكاراتيه ليتسلح بها، وفي بداية 1951 عـاد إلـى الجزائـر وكله عزم وتصميم على مضاعفة الجهود، للوصول إلى استقلال الجزائر. وفي سنة 1952 ألقي عليه القبض مرتين وأودع السجن ولكنه تمكن في كلتا المرتين من الفرار، إحداهما من سجن سوق أهراس، والثانية من عيون بوزيان. وشارك الشهيد بن عبد المالك رمضان في اجتماع الـ 1954/6/22 م الذي اعتبره الوطنيون أول خطوة في الطريق نحو الثورة على النظام الاستعماري عن طريق العمل المسلح. أما خلال الثورة التحريرية، فقد عُين مساعدا للعربي بن مهيدي، وقائدا للمنطقة الوهرانية، الذي كلفه بالإشراف على التحضير المكثف لأفواج المجاهدين في منطقة مستغانم وتدريبهم على السلاح والخطط القتالية تحسبا لاندلاع الثورة. وفي يوم 1954/11/1، قاد عبد المالك الهجومات المسلحة على مقر قيادة الدرك بكسانيي (سيدي علي حاليا) بمنطقة مستغانم، مما أدى إلى مقتل أحد الفرنسيين وكذا تخريب محول كهربائي كبير في ويليس. واستشهد بن عبد المالك رمضان في 4 نوفمبر 1954 الموافق لـ 8 ربيع الأول 1374 هـ بالقرب من قرية سيدي علي ولاية مستغانم خلال اشتباك بين مجموعته وقوات الاحتلال