أدانت، محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، المتهم “ط.ع.ي”، بعقوبة السجن المؤبد، لارتكابه جناية القتل العمدي مع سبق الاصرار والترصد، التي راح ضحيتها “م.ع”، بعد توجيه عدة طعنات على مستوى أنحاء الجسم داخل مسكنه بسيدي عمار.
حيثيات القضية تعود لتاريخ 13 جويلية 2023، في حدود الساعة الخامسة والنصف مساء، أين استقبل مستشفى الحجار شخصا تعرض لاعتداء بالسلاح الأبيض ويتعلق الأمر بالمسمى “م.ع”، ما تطلب إجراء له عمليتين جراحيتين وبقاءه في المستشفى تحت الرعاية، وبتاريخ 25 جويلية 2023، فارق الضحية الحياة بسبب الجروح البليغة التي تعرض لها، فيما أكدت التحريات الأولية أن المعتدي هو المسمى “ط.ع.ي” والذي تعرض هو الآخر لاعتداء بالضرب بسلاح أبيض من طرف الضحية، وفي بداية التحقيق تم سمع شقيق الضحية المسمى “م.ج” الذي صرح بأن شقيقه المتوفي كان يقيم بمفرده بشقة تقع بحي 500 مسكن ببلدية سيدي عمار، وأن شقيقه معتاد على تعاطي المخدرات والحبوب المهدئة، وكان لديه نزاع سابق مع بعض الشبان وهي محل قضية جزائية أمام محكمة عنابة، كما أن شقيقه يعاني من أمراض عصبية، وبتاريخ الوقائع إتصل به الضحية وأبلغه بأنه تعرض للضرب وأنه على وشك الموت، وبعد التنقل لعين المكان تبين أن شقيقه مصاب بعدة جروح ما إستدعى نقله لمستشفى الحجار وتمسك بمتابعة الفاعلين.
مواصلة للتحقيق تم سماع الشاهد “ع.س” الذي صرح بأنه يعمل على مستوى محطة الحافلات بسيدي عمار، وقد تقدم منه بتاريخ الوقائع شخص يجهل هويته وعليه أثار دماء ويتلفظ بعبارات “راني قتلتو راني قتلتو”، أين التف حوله مجموعة من المواطنين وتم إسعافه من طرف عناصر الحماية المدنية، وبعد توقيف “ط.ع.ي” وسماعه من قبل الضبطية القضائية، اعترف بأنه الشخص الذي اعتدى على الضحية بواسطة سلاح أبيض “سكين” وهذا بسبب تهجم الضحية عليه ومحاولة التحرش به أثناء إقامته بشقة الضحية، ولدى سماع “م.ح” شقيقة الضحية المتوفى صرحت أنه بعد إصابة شقيقها وتعرضه للاعتداء كانت مرافقته بصفة مستمرة بمستشفى الحجار، وقد تعرض شقيقها لإصابات كثيرة أخطرها كانت على مستوى البطن، وقد أجريت له عمليتين جراحيتين، بالإضافة إلى إخاطة عدة مناطق من الجسم بالغرز، حسب و ما ورد إلى علمها أن شقيقها في اليوم الموافق للاعتداء عليه، دخل شقته الواقعة بالطابق الأرضي حوالي الساعة الثامنة صباحا بعد عمله الليلي كحارس لموقف غير شرعي للسيارات، وأثناء انغماسه في النوم العميق حوالي الساعة الحادي عشر صباحا تسلل للشقة شخصين حسب ما ذكره بعض سكان الحي، وبعد دخولهما للشقة توجها مباشرة لمكان نوم شقيقها وتم الاعتداء عليه أثناء نومه، وهي الوقائع التي كررها الضحية على مسامعها أثناء تواجده بالمستشفى بقوله أنه تعرض للغدر أثناء نومه كما أخبرها شقيقها بعض التفاصيل بألم وحرقة، وأن المعتدي كان أكثر من شخص، و أثناء تواجد شقيقها بالمستشفى طلب منها شقيقها “م.ج” التنقل رفقة شقيقتها “م.و” إلى الشقة التي كان يقيم بها الضحية بغرض تنظيفها وتسليمها للمؤجر، وأثناء تنقلها للتنظيف وجدت منظرا رهيبا أين كانت الدماء تغطي مختلف جدران المطبخ، الرواق وكذا الغرفة التي كان ينام فيها، بالإضافة إلى فراشه وكذا الباب الخارجي للشقة وهو ما يفيد بوجود شجار ومقاومة عنيفة أثناء الوقائع، كما أكدت بأن شقيقها لم يخبرها بهوية الفاعلين.
ن.ايدير