الخميس 19 سبتمبر 2024
أخبار الشرق

” الخطوة الأخيرة” قصة كفاح من أجل الأرض والهوية

وقف، أول أمس، جمهور مسرح قسنطينة، مطولا وصفق كثيرا وبحرارة لنجوم عرض “الخطوة الأخيرة”، من أبناء المسرح الصحراوي المقاوم الذين حطوا الرحال بمدينة الجسور، في إطار جولة وطنية للعمل المنتج من طرف المسرح الوطني الجزائري والمسرح الجهوي بلعباس، بالتعاون مع المسرح الوطني المحترف للجمهورية العربية الصحراوية.

تميز العرض الذي شارك فيه 22 ممثلا، بخليط من المشاعر امتزج فيه الفخر بالأسى، واستحقت صور الكفاح ومشاهد الظلم ثناء من حضروه، قدمته ثلة من مسرحيين شباب أنجبتهم المدرسة الفنية الجزائرية، على غرار مالة محمد العبيد، نجمة المسرحية التي أدت دور “الذهبة”، مناضلة صحرواية حملت على عاتقها مهمة النضال في سبيل التحرر فصارت الشوكة التي تدمي حلق المستعمر الغاصب، والنزيف الذي لا يتوقف في جسده الممزق بفعل جراح يسببها غيرها من أبناء الشعب الصحراوي المقاوم.

ولدت الذهبة في مدينة العيون، وهناك بدأت قصتها فقد تشبعت بحب الوطن منذ الصغر، وكغيرها من نساء الصحراء قررت أن تتبنى قضية الوطن إلى غاية النصر أو الشهادة، فصارت الأسطورة لبنات أرضها والبعبع الذي يهابه الغاصبون الكاذبون،

وعلى دربها سارت الحرائر وتحت لوائها حمل رجال السلاح واختاروا الموت والأسر والتعذيب على الاستسلام وخيانة الأرض وبيع العرض.” الصحراء حرة”، كانت كلمة السر التي جمعت المناضلين في العمل المسرحي لمخرجه عيسى جكاطي، كلمة ترددت كثيرا واخترق رجع صداها جدران المسرح وسكن زوايا الركح، الذي احتفى أيضا بالثقافة الصحراوية،

فالعرض البسيط بديكوراته وفواصله الكوريغرافية، جاء غنيا بالرمزية حيث قدم اللباس التقليدي بكل ألوانه ودلالاتها كتعبير عن الهوية الثقافية، واختار مصمموه الموسيقى الصحراوية لتنقل المشاهد إلى تلك الأرض المقاومة،

حيث يعيش الشعب نوفمبر آخر، وترقص الآمال على عزف أوتار أغاني الثورة. كانت المسرحية التي كتب نصها إدريس قرقرة، وأدارها فنيا عبد القادر جريو، جريئة جدا في بعض المشاهد التي صورت التطبيع ووصفت واقع الصراع وأطرافه دون تزييف،

فسقوط “الذهبة” في الأسر كانت اللحظة التي كشفت ستار الضعف عن المستعمر وفضحت إفلاسه أمام أصحاب الحق، كما مثل قرار إعدامها اعترافا بالخوف من إرادة النساء ومحاولة يائسة لإعدام رحم الثورة.

وسط مشاهد يراقص فيها الفن خيالات السياسة، تضاربت الأفكار وتصارعت التيارات بين من يؤمن بالكفاح المسلح ومن يفضل النضال السياسي سبيلا للتحرر، وفي قلب الأحداث تأجلت كل القصص والهواجس الأخرى وركن الحب جانبا إلى أن تنتهي الحرب، ثم انجلت سحابة الانتظار في المشهد الأخير حين انصهرت إرادة الجميع في قالب سكب منه سيف الحق الذي قطع حبل أسر الذهبة، وبتحررها تحققت إرادة الشعب بكل أطيافه.

ق.ث

مواضيع ذات صلة

“هذا الشيء شفتو بعيني” آخر إصدارات الكاتب جمال جباري هذا السبت بمكتبة عنابة

akhbarachark

الدكتور محمد بغداد في منتدى الكتاب بالمدية: “الثقافة الجزائرية بحاجة إلى صناعة ذكية للمحتوى”

akhbarachark

اختيار فيلم “196 متر/ الجزائر” لشكيب طالب بن دياب

akhbarachark