الخميس 19 سبتمبر 2024
أخبار الشرق

ملتقى تونسي جزائري حول “الرواية العربية المعاصرة”

ينظم مركز “المدار المعرفي” للأبحاث وأبعاد السياسات والمعهد العالي للغات بالمكنين، بالشراكة مع جامعة المنستير في تونس، وبالتعاون مع مخبر المتخيل الشفوي وحضارات الصورة والمشافهة التابع لجامعة باتنة 1 في الجزائر، الملتقى الدولي الموسوم بـ”الرواية العربية المعاصرة (البنية، المرجع، هوس الكتابة)”، يومي 1 و2 نوفمبر 2024، في تونس.

يهدف الملتقى الموجَّه للطلبة والباحثين من مختلف التخصصات، إلى مواكبة واقع التغيّرات المعاصرة في المجالات الفكرية والاقتصادية والسياسية محليا وعالميا، مع الاهتمام بالنواحي الأخلاقية، ومقاومة المحتل، ورصد المشاكل المجتمعية، وقضايا الاستبداد، والقضية الفلسطينية. كما يرمي إلى الكشف عن التوجهات الكبرى، والمدارس، والمرجعيات الفكرية التي تتبناها الرواية العربية، وموقف النقّاد منها، وتبيان مدى ارتباط النص الروائي العربي بواقعه وبيئته، ومعالجته لمتطلبات القارئ العربي المعاصر.
وأمام هذه الأهداف المسطرة جاءت ديباجة الملتقى؛ إذ لاحظ المنظمون أن الأدب العربي المعاصر في الوقت الحالي، يحتفي بالنصوص السردية، وخاصة الرواية، احتفاء كبيرا إلى درجة يمكن القول فيها إنّ عصرنا هو عصر الرواية. فالرواية فن نثري حديث النشأة ظهر في عالمنا العربي مع بداية الاجتياح الاستعماري لأقطارنا المشرقية منذ القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، بفعل احتكاك العرب بالأدب الغربي وثقافته، ومن ثم تبوأت الرواية منزلة هامة على الساحة الأدبية منها والنقدية، لتغدو ملحمة العصر الحديث، كما يقول النقاد.
واستطاعت الرواية انتزاع الاهتمام خلال فترة وجيزة في الاستئثار بالمكانة الأولى في الآداب العالمية، وذلك لا يعود إلى قدرتها في تطوير وسائل السرد وأساليبه فحسب، بل إلى قدرتها الفائقة في تمثيل المرجعيات الثقافية، والنفسية، والاجتماعية، والتاريخية، وهو أمر فاق قدرة الأنواع الأدبية الأخرى، التي انحسر دورها، فكفّت إلى درجة بعيدة، عن المساهمة في تمثيل التصوّرات الكبرى عن الذات والآخر.

وقد مثلت الكتابة الروائية بحداثة نشأتها، إحدى أهم التجارب التي شكلت المكتبة العربية بلسانيها العربي والفرنسي. وخير مثالها جبران خليل جبران، وسعود السنعوسي، وأحمد خالد توفيق، وبثينة العيسى، وجلال برجس، ورضوي عاشور، والطيب صالح، وطه حسين، وأحمد خيري العمري، ويوسف زيدان، وأحمد رضا حوحو، ومولود فرعون، وآسيا جبار، ومالك حداد، وفاطمة العقون، وبشير مفتي، وأحلام مستغانمي، والحبيب السايح وأخرون.
ووفقا للمنظّمين، فإن أهم ما يميّز هذه الأسماء أنها لا تعزف على وتر واحد ولا على آلة سردية واحدة؛ فكل واحد منهم شقّ لنفسه مسلكا خاصا، اشتغل على تعبيده حتى أصبح فضاءه الخاص به، وسط زحمة الأفكار، والسفرية الممتعة داخل الرواية العربية بين مهملها ومستعملها، وبين هامشها ومركزها.
وجاءت الرواية العربية المعاصرة بمسحة حداثية تجديدية، رسمت مسارات للتجريب على مستوى اللغة والأسلوب والمواضيع والفنيات السردية، ومن خلال التطور التكنولوجي وما صاحبه من تأثير على الأجناس الأدبية، مثلته الرواية الرقمية، مشكّلة بذلك تحديا آخر للرواية الورقية.
وضمن هذا السياق، تمخضت فكرة تنظيم هذا المؤتمر العلمي حول موضوع الرواية العربية المعاصرة البنية المرجع، هوس الكتابة، يناقش واقع الرواية العربية المعاصرة، والتحديات التي تواجهها، وتتبّع مساراتها وخصوصياتها.
وعلى ضوء ما سبق، طفت إشكالية الملتقى التي ستُلحّ على العودة إلى الذات والتمسك بها، والارتباط بالأرض والوطن. وتعالج قضية الهوية في النص الروائي العربي، والتشبع بالخصوصية الثقافية، وضرورة التصدي لظاهرة الاستلاب والرضوخ.
وسيتساءل الملتقى هل الرواية العربية قادرة على الحفر في المتخيل التاريخي للشعوب وإعادة بناء تاريخ جديد لها؟ وهل فتح فضاءات جديدة للرواية العربية سيجلب من خلالها مواضيع تتواكب مع الراهن الكوني؟ (مثال الرواية الرقمية، وأدب الخيال العلمي).

ق.ث

مواضيع ذات صلة

“هذا الشيء شفتو بعيني” آخر إصدارات الكاتب جمال جباري هذا السبت بمكتبة عنابة

akhbarachark

الدكتور محمد بغداد في منتدى الكتاب بالمدية: “الثقافة الجزائرية بحاجة إلى صناعة ذكية للمحتوى”

akhbarachark

اختيار فيلم “196 متر/ الجزائر” لشكيب طالب بن دياب

akhbarachark