كشفت مصادر “أخبار الشرق” أن وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني علي عون يحل بعد غد الإثنين في زيارة عمل بولاية عنابة لتفقد سير قلعة الحديد والصلب “سيدار الحجار” والوقوف ميدانيا على النتائج المحققة بعد عودة الفرن العالي للعمل وعودة الإنتاج بالعديد من وحدات المركب، موازاة مع تأكيد السلطات العليا في البلاد على تمسك الدولة بمرافقة عملاق الحديد والصلب لإعادته إلى مكانته الاقتصادية السابقة.
زيارة وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني لمركب سيدار الحجار تأتي وسط سلسلة من المتغيرات والقرارات والبرامج الإصلاحية، على غرار قرار رئيس الجمهورية بإحصاء العقار الشاغر في محيط المركب وإدراجه ضمن الحظيرة العقارية الموجهة لاستقطاب المزيد من الاستثمارات بالولاية، وكذا استئناف الإنتاج عبر مختلف الوحدات بعد توقف دام قرابة 3 أشهر، إضافة إلى قرار التغييرات في سلك الإطارات المسيرة والتي كان آخرها إنهاء مهام المدير العام لمجمع ايمطال بعد أشهر فقط من تعيينه والتي أعقبت زيارة الوزير عون إلى مصنع بلارة بالميلية في جيجل.
الزيارة الثالثة لوزير الصناعة خلال 9 أشهر تأكيد على مرافقة الدولة في ظل رفع العمال لتحدي إعادة أمجاد قلعتهم الصناعية
وبحسب متتبعين مختصين فإن زيارة الزيارة الثالثة لمركب سيدار الحجار لوزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني علي عون في أقل من سنة تعتبر تأكيد على تعهدات السلطات العليا في البلاد على تمسكها في الحفاظ على استقرار واحد من أهم المفاصل الاقتصادية في قطاع الحديد والصلب بالوطن، وتأكيدها المتواصل على إرادتها القوية لوضع المصنع على السكة الصحيحة، بداية من التغييرات التي أقرتها مؤخرا في إدارة المركب وإدارة مجمع “سيدار” ووصولا إلى إيلاء الأهمية لطلبات الاستثمار المقدمة من قبل الإدارة لتطوير قطاعات وسلاسل الإنتاج ومنها طلب تركيب وحدة فرن عالي مشغل بالغاز الطبيعي.
حيث أكد وزير الصناعة خلال كافة زياراته السابقة ومنها الزيارة التي قادته إلى المركب في الرابع من شهر ماي 2023، أن الدولة لن تتخلى عن المركب حاملا رسالة طمأنة من رئيس الجمهورية والحكومة للعمال والإطارات، خلال تلك الفترة التي شهدت تفجير ملفات فساد وسوء تسيير جرت العديد من الإطارات إلى العدالة وإيداع بعضهم الحبس، كما أكدت الدولة مرة أخرى تمسكها بعملاق الحديد والصلب كمؤسسة صناعية اقتصادية عمومية خلال زيارة الوزير الأول السابق ومجموعة من الطاقم الوزاري في مقدمتهم وزير الصناعة، في 12 أوت 2023 والتي جدد خلالها التأكيد أن المركب حجز أساس في المنظومة الاقتصادية الوطنية وأن هذا الحصن الصناعي، لم يكن ضحية سوق غير موجودة بل تراجع بسبب سوء التسيير، مع الدعوة إلى ضرورة تظافر الجهود لإعادة إحياء المركب، لتكون زيارة الوزير”عون” المرتقبة بعد غد، هي الثالثة من نوعها في أقل من 9 أشهر، تأكيدا آخر على مرافقة الدولة لمصنع الحجار، الذي يشغل أزيد من 5500 عامل، والذين أكدوا خلال كافة المحطات أنهم سيعيدون مصنعهم إلى السكة الصحيحة بسواعدهم وترجمة عزيمتهم بتشغيل آلات ظلت متوقفة لسنوات ودون أية تكاليف.
النبض يعود لقلب عملاق الحديد والصلب والإنتاج يتدفق تبعا في باقي الوحدات
بعد 3 أشهر من توقف الفرن العالي وباقي الوحدات بسبب نقص فحم “الكوك”، عملت الإدارة الجديدة على استقدام شحنات معتبرة من هذه المادة تضمن الإنتاج لقرابة 3 أشهر أخرى قادمة موازاة مع مواصلة عقد اتفاقيات توريد تدريجي أخرى من السوق الدولية تضمن تواصل الإنتاج، إلى جانب البحث عن بدائل على غرار تقديم طلب استثمار لتركيب وحدة فرن عالي بالغاز، وبعزيمة قوية أعيد تشغيل الفرن العالي بنجاح بتاريخ 19 ديسمبر 2023، لتباشر الوحدات الإنتاجية نشاطها في أول يوم من السنة الجديدة 2024 أي بتاريخ يوم 1 جانفي، بدءا من إرسال حديد الزهر من الفرن العالي ووصوله إلى المفولادت والمدرفلات.
المفولدات والمدرفلات تستعيد نشاطها وتستأنف الإنتاج تباعا
بعد عودة النبض إلى قلب مصنع الحجار بتوفير فحم “الكوك” واتباعا للمخطط المسطر من طرف المديرية العامة المتعلق بعمليات الإنتاج، انطلقت وحدات الإنتاج تبعا بداية من شهر جانفي الجاري، فبعد عودة الإنتاج بالمفولدتين رقم 1 و2 والمفولدة الكهربائية، إنطلق الإنتاج يوم الأحد الماضي 07 جانفي بوحدة درفلة حديد الخرسانة في الموعد، لتواصل ضخ دماء الإنتاج في عروق عملاق الحديد والصلب صباح أمس الأول الخميس 11 جانفي باستئناف النشاط والإنتاج بوحدة الأنابيب غير الملحمة، وبعد ساعات فقط خلال نفس اليوم كانت وحدة الدرفلة على الساخن في الموعد بعد تكوين مخزون للبلاطات لإنتاج اللفائف الحديدة، وسط أجواء سادها الفخر وإعتزاز بما يتم تحقيقه من انجاز بسواعد وكفاءات عماله وإطاراته مع الإصرار على مواصلة التحدي ليعود هذا الصرح الصناعي الى ما يليق به في المنظومة الصناعية المحلية والوطنية.
الإنجازات تتواصل بنجاح تجديد علامة “ISO” ووضع آلة جر التطبيقات الثابثة حيز الخدمة
بكل عزيمة وإصرار يواصل عمال وإطارات المركب تحقيق سلسلة من النجاحات منذ بداية السنة بالموازاة مع عودة الانتاج، حيث نجحت كفاءات المصنع بداية الاسبوع المنصرم في تجديد شهادة نظام الجودة “ايزو” 9001 نسخة 2015 إلى غاية سنة 2026، ، وهي شهادة تكفل العديد من الفوائد المباشرة للمؤسسة، وفي مقدمتها أن تحظى بإعتراف دولي لمطابقتها لمعايير إدارة الجودة العالمية وتأكيد مدى إلتزامها بالمتطلبات المعتمدة في قطاع الأعمال كما تسمح بتعزيز مكانتها التنافسية وفرص عمل جديدة لها.
ومع نهاية الأسبوع حقق نجاح آخر تمثل للكفاءات الجزائرية عموما وكفاءات سيدار الحجار خصوصا بالنجاح في وضع في الخدمة أمس الأول، لآلة الجر للتطبيقات الثابتة 120 طن، وهي العملية التي كانت بدايتها لتركيب الآلة الجديدة بتاريخ 07 نوفمبر 2023 بورشات الدرفلة لحديد الخرسانة بتأطير من احد كفاءات المركب ممثل في مدير وحدة الجودة، الذي صرح حسب منشورات المركب المتعلقة العملية، أن مجال هذه الآلة هو للتطبيقات الثابتة للإختبارات الميكانيكية، وتستعمل خصيصًا لإختبارات الشد والضغط وإختبارات الانحناء والقص، وأن أهم ما سيتم اختباره بهذه الآلة الجديدة حسب هو القضبان السلكية الناعمة، حديد الخرسانة الموجه للبناء والمنتجات المسطحة، كما ستعمل على دعم الآلة الموجودة لكن بضعف المردودية لتضمنها تقنيات عصرية ومتطورة، وأن تركيب الآلة وتشغيلها أسندت إلى شركة” ألاكس” بمرافقة إطارات المخبر الرئيسي لسيدار الحجار.
تنفيذ فوري من والي عنابة لقرار رئيس الجمهورية لإحصاء واسترجاع قرابة 140 هكتار من الجيوب العقارية المحيطة بالمصنع
مباشرة بعد قرار رئيس الجمهورية عقب اجتماع مجلس الوزراء المنعقد في السابق من جانفي الجاري بضرورة استعادة الجيوب العقارية الشاغرة بمحيط بمصنع الحجار، باشر والي عنابة “عبد القادر جلاوي” مباشرة في صباح اليوم الموالي بالتنسيق مع إدارتي مركب سيدار الحجار ومجمع سيدار وباقي الهيئات التنفيذية المعنية على غرار مديريتي الصناعة وأملاك الدولة، وبعد اجتماع تقني وزيارة ميدانية في عملية إحصاء الفائض من العقار المحيط بهذا المصنع الريادي ،والتي قدرت بقرابة 140 هكتار يشمل الأصول الفائضة من العقار الصناعي غير المستغل المتواجد بمحيط مركب الحجار، بحسب تصريحات إعلامية للرئيس المدير العام لمجمع سيدار، التي أكد فيها أيضا أن المساحات العقارية التي تم تحديدها بغرض الإسترجاع والإستثمار، لا يؤثر استرجاعها على نشاط مركب الحجار ولا على أفق الاستثمار وتوسيع النشاط فيه.
ومواصلة لإجراءات الملف حول الملف التقني والإداري المنجز إلى السلطات العليا في البلاد ومجلس مساهمات الدولة، تحضيرا لإدراج العقار المسترجع في التطبيقة المخصصة لطلبات العقار الصناعي الموجه للاستثمار، ويرتقب أن يمكن تسوية هذه الأملاك العمومية بعدها، من خلق أنشطة صناعية واقتصادية ذات قيمة مضافة، سواء في المجالات المرتبطة بالصناعات التحويلية في ميدان الحديد والصلب والفوسفات، أو باقي نشاطات المناولة ة الابتكار خاصة مع التقدم في استكمال خط السكة الحديدية بين ميناء عنابة ومناجم الفوسفات بمنطقة بلاد الحدبة ومنجمي الونزة وبخضرة في ولاية تبسة.
ومن جهتها السلطات المحلية بولاية عنابة وعلى رأسها الوالي جلاوي أولت أهمية قصوى لملف استرجاع الجيوب العقارية المحيطة بالمركب لما لها من ايجابيات لدعم الاستثمار بالولاية وبالتالي تعزيز المنظومة الاقتصادية المحلية والوطنية وخلق أكبر قدر من مناصب الشغل، والرفع من الديناميكية الصناعية بعنابة المصنفة كواحد من أبرز الولايات في المجال الصناعي.
إعلان إنهاء مهام الرئيس المدير العام لمجمع إيمطال في نفس يوم زيارة الوزير عون لمجمع بلارة بجيجل
ومن بين الأحداث و المتغيرات التي تسبق زيارة وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني “علي عون” المرتقبة بعد غد الاثنين لمركب سيدار الحجار بعنابة، إعلان إنهاء مهام الرئيس المدير العام لمجمع الصناعات المعدنية والصلب إيمتال “بابوري جمال” بعد أقل من 6 أشهر فقط من تعيينه وخلال نفس زيارة الوزير لمجمع بلارة، وتعيين “العيدوني حكيم” مديرا عاما بالنيابة وهو ما أكده المجمع الذي يتعبر مركب سيدار الحجار أحد فروعه، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أمس الأول الخميس الذي كان نفس تاريخ زيارة الوزير عون لمجمع بلارة، وهي الزيارة التي أكد فيها الوزير أن الشراكة الجزائرية القطرية واحدة من أنجح الشراكات بين بلدين عربيين، وأسدى جملة من التوصيات أهمها الإسراع في توسعة المشروع لتعزيز القدرات الإنتاجية وخلق أكثر من 1500 منصب شغل جديد إضافة إلى الـ 2700 منصب التي ورفا المركب منذ بداية نشاطه، ودعا “الوزير عون إلى الإسراع في إنجاز المرحلة الثانية من المشروع لتعزيز وتطوير القدرات الإنتاجية للمركب وتغطية السوق الوطنية مع ضمان السعر الجودة والنوعية.
ومن خلال كل هذه المعطيات تكون زيارة وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني علي عون لعملاق الحديد والصلب المرتقبة بعد غد، متزامنة مع سلسلة من النجاحات المحققة بالمركب وعودته إلى المسار الصحيح بعد فترات صعبة مر بها سابقا من جهة، إلى جانب مجموعة من القرارات الهامة التي تهدف إلى إنعاش الاقتصاد الوطني وتعزيز الصناعة و الحفاظ على المؤسسات الاقتصادية العمومية الكبرى التي يتم التأكيد في كل مرة على أنها واحدة من ركائز الاقتصاد الوطني، وهو ما قد يجعل زيارة الوزير تحمل في طياتها أيضا قرارات أخرى هامة للقلعة الصناعية “الحجار” بولاية عنابة خصوصا والصناعة الوطنية عموما.
لطفي. ع