أدى الاستعمال غير السليم لسخانات الماء وأجهزة التدفئة مع التقلبات الجوية وانخفاض درجات الحرارة، وعدم استعمال كاشف غاز أحادي أكسيد الكربون، إلى تسجيل العديد من الاختناقات، بلغت 70 حالة إختناق بولاية عنابة، منها 04 حالات وفاة، خلال سنة 2023.
يلقى عشرات الجزائريين سنويا مصرعهم، اختناقا بالغاز وأول أكسيد الكربون، خاصة في الموسم الشتوي، أين أصبحنا نسمع عن أرقام مخيفة لعائلات بأكملها تلقى حتفها، لأن أفرادها لم يفتحوا منفذا للتهوية أو لم يتأكدوا من أن أجهزة التدفئة تعمل بشكل صحيح، وهي مآس يرجعها المختصون إلى غياب ثقافة الصيانة والمراقبة الدورية لتوصيلات الغاز، فيما يرى آخرون أن سببها استعمال أجهزة مغشوشة ونقص الرقابة، لكن الأكيد هو أن هذه الحوادث أصبحت مقلقة بشكل يستدعي إيجاد حلول فعالة لتجنب تسجيل المزيد من ضحايا غاز الكربون،
وفي ظل ما هو مسجل من حوادث وما يتم تسجيله منها عند حلول موسم البرد، تكثف المصالح المختصة من حملات التحسيس والتوعية بخطر “القاتل الصامت”، بالإضافة إلى مراقبة محلات بيع الأجهزة الكهرومنزلية، كما يطول التفتيش المصنعين، والمستوردين، والموزعين، وتنفيذا لتعليمات السلطات العليا للبلاد، قامت مؤسسة “سونلغاز” بتوزيع كواشف الغاز مجانا، والتي وزع منها أزيد من 8000 وحدة بعديد الأحياء بولاية عنابة كحصة أولية في انتظار رفع عددها لاحقا إلى 23 ألف زبون مسجل لدى مصالح “سونلغاز”.
وحسب ما كشفه “بلال إيبديون”، المكلف بالإعلام بمديرية الحماية المدنية لولاية عنابة، فإنه 04 حالة وفاة تم تسجيلها في حوادث اختناقات الغاز وأول أكسيد الكربون تم تحويلهم إلى مصلحة حفظ الجثث، وهذا على مدار عام كامل وذلك خلال الفترة الممتدة من جانفي 2023 إلى غاية ديسمبر 2023، فيما تم إسعاف 70 شخصا تم إنقاذهم وتحويلهم من طرف مصالح الحماية المدنية إلى مختلف المراكز الاستشفائية، أما على الصعيد فتم تسجيل خلال ذات الفترة الزمنية لسنة 2023 ، وفاة 156 شخصا وإسعاف أزيد من 3025 آخرون، وترجع حوادث تسرب غاز أحادي أكسيد الكربون من أجهزة التدفئة وتلك المرتبطة باستعمالات الغاز، إلى عدم استعمال الأجهزة الكاشفة، أو استعمال أجهزة غير مطابقة للمعايير المعمول بها، بالإضافة إلى التغاضي عن تهوية المنازل عند استعمالها، وعدم امتثال المستهلك للنصائح التي تقدمها المصالح المختصة.
ريم دلالو