احتضنت، أمس، دار الثقافة والفنون محمد بوضياف بولاية عنابة، فعاليات الملتقى الأدبي الوطني حول الأدب الجزائري وقضايا التحرّر بمشاركة أدباء وشعراء ومهتمين بالمجال.
وانطلقت فعاليات الملتقى الأدبي الوطني، تحت إشراف مديرة الثقافة والفنون لولاية عنابة صليحة برقوق، حيث سلّط المشاركون من خلال الندوات المنعقدة على راهن الأدب الجزائري وقضايا التحرّر، في فعالية ثقافية بامتياز، وافتتحت مديرة القطاع الملتقى معتبرة إيّاه موضوعا ذو أهمية خاصّة، تماشيا مع ما ينتظر الرهان من ضرورة الحفاظ على الذاكرة الوطنية، إلى جانب الاهتمام بما يجري في الأحداث الدولية المختلفة، وعرّجت صليحة برقوق، إلى جملة الأعمال الأدبية التي تناولت قضايا التحرّر وأشكال المقاومة والنضال، سواء تلك الأعمال الأدبية الشعرية أو القصصية أو الروائية أو المسرحية، مشيرة إلى قيمة الأدب الشعبي في هذا المجال، من حيث أنها تعكس مراحل مهمة حاسمة في أهم محطات الثورة الجزائرية،
كما أكّدت مديرة الثقافة لولاية عنابة، أنّ جملة الأعمال الأدبية، قد سلّطت الضوء على التحدّيات والنضال أثناء فترة الاستعمار، متناولة بذلك أشكال الكفاح من أجل التحرّر الوطني، مستشهدة بكتّاب بارزين في هذا السياق، في صورة مولود معمري، محمد ديب، أحمد رضا حوحو، مالك حداد، أحلام مستغانمي، ومن الشعراء شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكرياء، والشاعر إبراهيم قارة علي، وعن الأدب الشعبي استشهدت المديرة بالشاعر محمد بلخير، معرّجة إلى عدد من المناضلين بصفوف جيش التحرير الوطني، الذين وصفوا وكتبوا البطولات الملحمية، أبزرهم بوسماحة البشير، عزيزي أحمد، وعيسات سليمان، حيث تناولت مادتهم عكس روح المقاومة والتصدّي للاستعمار وكل ما يمس بالهوية الوطنية، معتبرة أنّ الأدب الجزائري، قد تناول دائما قضايا التحرّر في العالم، أبرزها القضية الفلسطينية،
في سياق متصل، وخلال حديثه لـ”أخبار الشرق”، أكّد مدير دار الثقافة محمد بوضياف بعنابة، سبرطعي عبد العزيز، أنّ الملتقى المنظم تحت إشراف وزارة الثقافة والفنون، ومديرية الثقافة والفنون لولاية عنابة، يأتي بالتنسيق بين دار الثقافة، ومخبر الأدب العام والمقارن بجامعة باجي مختار عنابة، ومكتب عنابة لبيت الشعر الجزائري، حيث أنّه تم تكريم الأستاذ والشاعر ابراهيم قارة علي، وتنظيم ندوتان تشخّصان الأدب الجزائري والمقاومة، إلى جانب تسليط الضوء على الأدب الفلسطيني من خلال مداخلات الدكاترة من جامعة عنابة، على غرار علي خفيف، السبتي سلطاني، محمد هادف وغيرهم من الأسماء الثقيلة في المجال، إلى جانب تنظيم أمسية شعرية مهداة للقضية الفلسطينية بشعار “مع غزة”، بالتزامن مع الأحداث الرّاهنة التي يعرفها قطاع غزّة، وكذا بالتزامن مع استذكار مناسبة أحداث 11 ديسمبر، مع تنظيم معرض الكتاب، الذي يتناول موضوع المقاومة وقضايا التحرّر والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص.
ندوات أدبية ومداخلات ثرية قدمتها أسماء ثقيلة
وتناول الملتقى الأدبي الوطني حول الأدب الجزائري وقضايا التحرّر، تنظيم ندوات أدبية وعلمية وازنة حملت في خضمها طرحا ثقافيا وأدبيا وازنا أطرب مسامع الحاضرين من المثقفين والأدباء والشعراء، إلى جانب الشباب خاصّة، حيث تناولت الندوة الأولى حول الأدب الجزائري والذاكرة الوطنية قدمها بداية، الدكتور علي خفيف من جامعة عنابة بمداخلة عنوانها “الفن والتاريخ والمقاومة الثقافية في ألفية الجزائر للشاعر إبراهيم قارة علي”، ومداخلة الدكتورة بريكة بومادة من جامعة عنابة، بعنوان “الثورة التحريرية في الشعر الشعبي الجزائري”، إلى جانب مداخلة الدكتور نوار عبيدي من جامعة الطارف، معنونة بـ”تجليات الحرّية في الأدب الجزائري ـ نماذج مختارة”، وكذا مداخلة الدكتور محمد هادف من جامعة باجي مختار بعنابة، تحت عنوان “محطات تاريخية لها أثر في بناء الذاكرة الوطنية”.
كما عرف الملتقى ندوة ثانية خصّصت حول المقاومة الفلسطينية بعيون الأدب الجزائري، حيث قدّم الأستاذ إدريس بوديبة، من جامعة عنابة، مداخلة بعنوان “فلسطين في الشعر الجزائري”، كما قدّم الدكتور سبتي سلطاني، من جامعة عنابة، مداخلة بعنوان “قراءة في قصيدة رقصة المبكى للشاعر إبراهيم قارة علي”، فيما قدّم الدكتور وليد بوعديلة، من جامعة سكيكدة، مداخلة بعنوان “القضية الفلسطينية من خلال رواية سيرة الأفعى”. وخصّصت الفترة المسائية من الملتقى الأدبي الوطني حول الأدب الجزائري وقضايا التحرّر، لتنظيم أمسية أدبية تحت شعار “مع غزة”، تخللتها قراءات شعرية متنوعة مع شعراء وكتّاب من ولاية عنابة، بالإضافة إلى بعض الولايات المجاورة، حيث تم في خضم ذلك تكريم الشاعر والإعلامي إبراهيم قارة علي، عرفانا لمساره الأدبي المميّز.
أمير قورماط