أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، خلال زيارة ميدانية أجراها أمس الثلاثاء إلى المدرسة الوطنية العليا للفلاحة بالحراش، على أهمية تثمين نتائج البحث العلمي في مجال تربية الماشية النادرة، ولا سيما السلالة الحمراء التي تُعد من الثروات الحيوانية المتميزة في الجزائر. واعتبر الوزير أن هذا النوع من الأبحاث يشكل رافعة حقيقية لتحسين القدرات الإنتاجية لهذه السلالات، شريطة الاعتماد على أدوات تكنولوجية حديثة كاستخدام الشرائح الإلكترونية لتتبع الماشية جغرافياً وجينياً.وأشار بداري، في تصريحه للصحافة، إلى أن تطوير البحث العلمي يجب أن يرافقه تحويل فعلي للمخرجات نحو مشاريع اقتصادية ملموسة، خصوصاً في القطاع الفلاحي الذي يشمل إنتاج القمح والحبوب الأخرى، مبرزاً أن الاستثمار في هذا التوجه سيسمح بتحقيق قيمة مضافة وخلق فرص اقتصادية جديدة. ودعا الوزير إلى استحداث مؤسسات ناشئة بقيادة الطلبة والمبتكرين والباحثين، بالتعاون مع المتعاملين الاقتصاديين، قصد دعم هذا المسار التحويلي الذي يصب في مصلحة الاقتصاد الوطني ويسهم في بناء منظومة إنتاج قائمة على المعرفة.
وفي هذا الإطار، أبرز الوزير أن المدرسة الوطنية العليا للفلاحة لم تعد مجرد مؤسسة أكاديمية بل أصبحت فاعلاً اقتصادياً له دور محوري في تنفيذ الرؤية التنموية لفترة 2024-2029، والتي تستند إلى برنامج رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الرامي إلى تحقيق السيادة الوطنية في مجالي الأمن الغذائي والإنتاج الحيواني. كما أكد أن المؤسسات الجامعية مدعوة اليوم لتوسيع نطاق شراكاتها وربط البحث العلمي بحاجيات السوق.
وبمناسبة هذه الزيارة، تم التوقيع على اتفاقية شراكة بين المدرسة الوطنية العليا للفلاحة وشركة متخصصة في الحلول التكنولوجية، تهدف إلى تطوير منصة رقمية ذكية تُعنى بتشخيص الأمراض والآفات الزراعية، ما يعكس التوجه نحو رقمنة القطاع الفلاحي وتوظيف البحث العلمي في خدمة التنمية الزراعية المستدامة.
ر.م