تشهد حملة جمع جلود الأضاحي لسنة 2025، التي أطلقتها وزارة الصناعة بالتنسيق مع مختلف الفاعلين، مشاركة واسعة عبر مختلف ولايات الوطن، ما يعكس تجاوبًا ملحوظًا من المواطنين مع الجهود المبذولة لاسترجاع هذه المادة الحيوية وتوظيفها في القطاع الصناعي. ووفقًا لتصريح مدير اليقظة الاستراتيجية بالوزارة، مقداد عقون، فإن العملية تسير بوتيرة منتظمة، خصوصًا في الولايات الخمس التي تمثل القاطرة في هذا المجال، وهي الجزائر العاصمة، وهران، باتنة، الجلفة وجيجل. وقد تمت المرحلة الأولى من العملية، المتعلقة بجمع الجلود ونقلها إلى مراكز الفرز، في ظروف محكمة ومنظمة، مع احترام الجدول الزمني المحدد مسبقًا. أما المرحلة الثانية، المتمثلة في معالجة الجلود، فهي قيد التنفيذ بالتعاون مع المتعاملين والمهنيين المحليين، وستتواصل العملية إلى غاية نهاية الأسبوع. وقد باشر المجمع العمومي “جيتيكس”، المتخصص في صناعة النسيج والجلود، استقبال الجلود المسترجعة لاستغلالها كمادة أولية، في خطوة من شأنها تعزيز الإنتاج المحلي وتقليص الاعتماد على المواد المستوردة. وتتابع مديريات الصناعة الولائية سير العملية ميدانيًا، في إطار المخطط الوطني الذي وُضع لضمان نجاح الحملة، على أن يُنجز في نهايتها تقرير شامل يتضمن تقييماً فنياً ومؤشرات أولية للأثر الصناعي والبيئي. ويهدف هذا المسعى إلى رفع نسبة الجلود الصالحة للاسترجاع إلى 40 بالمائة، مقابل 29 بالمائة فقط تم تحقيقها خلال السنة الماضية. وقد رافقت الحملة حملة تحسيسية وطنية لتوعية المواطنين بأهمية المحافظة على الجلود من التلف، من خلال اتباع إرشادات عملية مثل تجنب غسل الجلد، وتمليح وجهه الداخلي، وتسليمه في النقاط المخصصة. كما تميزت حملة هذا العام بتخصيص نقاط جمع على مستوى البلديات كافة، وإطلاق تطبيقين رقميين لدعم العملية، هما “مريقل هيدورة” الذي يحدد مواقع الجمع عبر خريطة تفاعلية، و”مستفيد” الذي يتيح التبرع بالجلود إلكترونيًا عبر وسطاء معتمدين. وتعكس هذه المبادرة توجهًا استراتيجياً نحو تثمين النفايات العضوية وتحويلها إلى موارد إنتاجية، في إطار سياسة صناعية تهدف إلى دعم الاقتصاد الوطني والحفاظ على البيئة.
ر.م