تشهد مختلف ولايات الوطن حالة من التعبئة الشاملة والتحضيرات المكثفة استعدادا لإطلاق أكبر حملة وطنية للتشجير في الجزائر، والمقررة اليوم السبت تحت شعار “خضراء بإذن الله”، وهي المبادرة التي تهدف إلى غرس مليون شتلة في يوم واحد، في خطوة تعدّ سابقة من حيث الحجم والتنظيم.
وتأتي هذه الحملة في سياق الجهود الوطنية الرامية إلى تعزيز الغطاء النباتي ومكافحة التغيرات المناخية، حيث تعبّأت مختلف القطاعات والمؤسسات العمومية والخاصة والجمعيات البيئية لإنجاح العملية التي ستشمل كل ولايات الوطن دون استثناء. وحسب ما أفادت به مصادر من وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، فإن العملية جرى إعدادها بدقة، مع مراعاة الخصوصيات المناخية لكل منطقة، لضمان ملاءمة الأنواع النباتية المختارة مع طبيعة التربة والظروف البيئية المحلية، بما يضمن استدامة الغرس ونجاحه على المدى الطويل. وتعدّ هذه المبادرة، التي تنظم بالشراكة مع جمعية “الجزائر الخضراء” ورئيسها صانع المحتوى الهادف فؤاد معلى، تجسيدا فعليا لوعي بيئي متنامٍ في المجتمع الجزائري، إذ حظيت الحملة بتجاوب واسع من طرف فواعل المجتمع المدني، والبلديات، والمصالح الإدارية، وحتى المؤسسات التربوية والتعليمية التي أبدت استعدادها للمشاركة عبر تلاميذها وطلبتها.
وفي هذا السياق، أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، ياسين المهدي وليد، أنّ الحملة تتجاوز البعد الرمزي لغرس الأشجار، لتصبح التزاما وطنيا من أجل مستقبل بيئي أكثر استدامة، قائلا: “المبادرة ليست مجرد حملة تشجير.. بل هي التزام وطني نحو مستقبل أكثر استدامة لبلادنا”. وأضاف الوزير أنّ الهدف “ليس فقط غرس مليون شجرة، بل غرس وعي جديد بأنّ حماية الغابة مسؤولية مشتركة بين الجميع”. وتسعى الحملة كذلك إلى ترسيخ ثقافة بيئية إيجابية لدى المواطنين، وتشجيع روح المشاركة التطوعية، خاصة لدى فئة الشباب الذين يشكلون القوة الدافعة لأي مشروع وطني. كما تراهن وزارة الفلاحة على جعل هذه المبادرة انطلاقة فعلية لبرنامج دائم للتشجير يعيد للغابات الجزائرية حيويتها، ويعزز قدرتها على مواجهة مخاطر التصحر وانجراف التربة والحرائق المتكررة.ودعت الوزارة جميع الفاعلين من هيئات عمومية وخاصة، وجمعيات ومنظمات شبابية وبيئية، إلى المساهمة الفعلية في إنجاح هذا الموعد الوطني، مجددة التزامها بمواصلة دعم كل المبادرات الرامية إلى حماية الثروة الغابية وترقية التنمية المستدامة. وهكذا، تستعد الجزائر اليوم لتعيش يوما بيئيا استثنائيا، عنوانه الأمل والتجدد، في مشهد يعكس إصرار الجزائريين على حماية بيئتهم وغرس جذور الأمل لمستقبل أكثر خضرة.
ر.م
