شهدت مناطق متفرقة من الوطن خلال الأربع وعشرين ساعة الأخيرة سلسلة من الحوادث المأساوية التي خلفت حصيلة ثقيلة في الأرواح والإصابات. فقد لقي 14 شخصًا مصرعهم وأصيب 323 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة نتيجة لحوادث مرور سجلت عبر عدد من ولايات البلاد، وفقًا لما أفادت به مصالح الحماية المدنية أمس الاثنين.وكانت ولاية تيبازة من بين أكثر الولايات تضررًا، حيث تم تسجيل وفاة شخصين في حادث اصطدام بين سيارة ودراجة نارية على مستوى الطريق الوطني رقم 11 عند المدخل الشرقي لبلدية تيبازة. كما شهدت ولاية باتنة حادثًا مميتًا أسفر عن وفاة شخصين وإصابة آخر، نتيجة اصطدام سيارة بشاحنة ذات مقطورة على مستوى الطريق الولائي رقم 12 ببلدية ودائرة الجزار. وفي حادث مأساوي آخر، توفي شخصان اختناقًا بغاز المدينة داخل مسكنهما العائلي الكائن بمنطقة النشاطات أولاد محمد ببلدية الشلف، ما يعيد إلى الواجهة خطر تسربات الغاز وضرورة أخذ الحيطة والحذر خاصة خلال فترات استعمال وسائل التدفئة.
من جهة أخرى، تدخل جهاز حراسة الشواطئ والاستجمام لإنقاذ 181 شخصًا من الغرق، كما تم تقديم الإسعافات الأولية لـ22 شخصًا وتحويل 19 آخرين إلى المراكز الصحية لتلقي العلاج. ورغم هذه التدخلات، تم تسجيل حالتي وفاة غرقًا، الأولى على مستوى شاطئ البحر بولاية عين تموشنت، والثانية ببركة مائية في ولاية ميلة، ما يعكس المخاطر المستمرة التي تحدق بالمصطافين في موسم الصيف. وفي سياق متصل، عملت فرق الحماية المدنية على إخماد 22 حريقًا شملت الغابات والأدغال والمحاصيل الزراعية وأشجار النخيل، وهو ما يعكس الجهود المتواصلة للحد من الأضرار البيئية والاقتصادية التي قد تنجم عن هذه الحرائق. كما خلفت التقلبات الجوية الأخيرة ضحية أخرى، حيث توفي رجل يبلغ من العمر 46 سنة بولاية البويرة بعدما جرفته مياه الأمطار في وادٍ يقع بمنطقة واد أولاد أخريص التابعة لبلدية برج أوخريص، في مشهد مؤلم يعكس خطورة الفيضانات المفاجئة في بعض المناطق.وتُظهر هذه الحصيلة الدموية حجم التحديات التي تواجه أجهزة الحماية المدنية، وتُبرز في ذات الوقت أهمية وعي المواطنين بضرورة احترام قواعد السلامة، سواء على الطرقات أو أثناء فترات الاستجمام والتقلبات المناخية.
مراد.م