دعا المشاركون في ملتقى وطني نظمته الجمعية الوطنية للشباب الجزائري المثقف بقالمة، إلى مواصلة الدعم للشعب الفلسطيني في مواجهة العدو الصهيوني الذي يقوم بحرب إبادة في محاولة يائسة للقضاء النهائي على المقاومة المسلحة واحتلال المزيد من الأراضي وتهجير أهلها.
وجاء الملتقى في طبعته الثامنة جاء تحت شعار “القضية الفلسطينية: خلفياتها التاريخية ومآلاتها المستقبلية”، تزامنا مع ذكرى وفاة الزعيم الراحل هواري بومدين، وتحت رعاية والي قالمة، حيث أبرز الجذور التاريخية التي تصل بين الشعبين الجزائري والفلسطيني قبل نكبة 1948 وقدوم الاحتلال الصهيوني، حيث كانت فلسطين مقصدا للجزائريين من التجار وزوار البقاع المقدسة على مر الزمن، ولهم فيها ممتلكات وقفية ومواقف بطولية في مواجهة الغزاة المتعاقبين. كما تم بمشاركة شباب من 13 ولاية على غرار ميلة، مسيلة، عنابة، قالمة، توقرت، أولاد جلال، بسكرة، الجلفة، تيزي وزو، تلمسان، العاصمة وبومرداس.
وأوضح رئيس الجمعية في تصريحه لـ “أخبار الشرق”، إلى أن الهدف منه، هو إبراز دور وأهمية القضية الفلسطينية حكومة وشعبا ودور الجكومة في نصرة القضية الفلسطينية على سبيل المثال فترة الزعيم هواري بومدين البارزة في مقولته الشهيرة “الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”، والذي أكدها الرئيس تبون مؤخرا في خطابه امام البرلمان بغرفتيه حيث أكد على ان القضية الفلسطينية قضية مركزية، منوها بالمبادرة القيمة التي قام بها الرئيس سنة 2022، بعد أن قام بلم الشمل بعد التشتت والتفرقة التي دامت لسنوات.. مع إبراز موقف الجزائر من خلال القمة العربية الأخيرة التي أقيمت بالجزائر، والتي كانت القضية الفلسطينية هي المحور الأساسي لهذه القمة.
وقالت أستاذة بقسم التاريخ جامعة 08 ماي 1945، الدكتورة خميسة مدور، خلال مداخلتها التي تحت عنوان الرئيس الراحل هواري بومدين ودوره في القضية الفلسطينية من تحرير الجزائر إلى تحرير فلسطين نضال مستمر، مؤكدة على أن الرئيس الراحل، الفذ والبطل والمجاهد قد قدم للثورة التحريرية والجزائر بفكره الثوري التحريري ما عجز عنه الكثيرون وترك بصمة وكتب في سجل الجزائر المعاصرة وأقام الدولة الجزائرية الحديثة لم يبخل بنشاطه عن القضية الفلسطينية وتبناها منذ أن كانت عبارة عن حركة مبتدئة فقد لها الدعم والعون والمادي والبشري، وأيدها إلى أن جعل المحافل الدولية تتحدث عنها وقدم المساعدة المادية العسكرية البشرية وحتى الدعم الدبلوماسي، فكان بحق مثال الرئيس الج ذو الفكر التحرري الثوري المناضل لقضايا التحرر في العالم وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والتي هي قضية الأمة العربية والإسلامية جمعاء.
وقال أستاذ التاريخ عبد الله بن الشيخ بأن ما يجري في فلسطين من حرب وتطهير عرقي ليس وليد اليوم بل هو نتاج تراكمات حضارية وعقائدية في بلاد الشام وشمال إفريقيا، مذكرا بالحقب الفينيقية والرومانية والفتوحات الإسلامية والحروب الصليبية وحروب نابوليون وتأثير كل ذلك على المنطقة وما يجري فيها اليوم من صراعات وحروب. وأضاف المتحدث بأن للحركة الصهيونية دور كبير في احتلال الجزائر سنة 1830 وأن هذه الحركة المدمرة مازالت تسعى للنيل من الجزائر بسبب مواقفها الصريحة والثابتة تجاه القضية الفلسطينية. مشيرا في تصريحه لـ “أخبار الشرق” بأن هذه الخلفية لها جذور تاريخية عميقة جدا بأبعادها التاريخية سواء العصور الوسطى أو بداية القرن 19، أين كان للجزائريين دور كبير جدا في المقاومة الفلسطينية إلى جانب الفلسطينيين ما بين الحربين. كما أشار إلى دور الجزائر الدبلوماسي في احتضان القضية الفلسطينية، مؤكدا على الموقف المشرف والثابت للجزائر في ظل بعض التنازلات لأطراف أخرى، حيث نجد الجزائر الوحيدة تقريبا في ثباتها لمواقفها.
فريال ماضي