قررت الجزائر عدم المشاركة في التصويت على مشروع قرار مجلس الأمن المتعلق بتجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو)، معتبرة أن النص المقترح لا يعكس بدقة النهج الأممي في قضايا تصفية الاستعمار، ولا يرقى إلى مستوى التطلعات المشروعة للشعب الصحراوي.
وفي كلمته أمام مجلس الأمن، أوضح السفير عمار بن جامع، الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، أن امتناع الجزائر عن التصويت جاء تعبيرًا عن موقف مبدئي ثابت، يرفض أي صياغة لا تؤكد بشكل صريح على حق تقرير المصير، باعتباره مبدأً جوهريًا في القانون الدولي.
وشدّد على أن القرار بشأن مستقبل الشعوب الخاضعة للسيطرة الاستعمارية يجب أن يكون ملكًا لتلك الشعوب وحدها، مستشهدًا بمقولة الرئيس الأمريكي الأسبق وودرو ويلسون التي أكدت ضرورة احترام إرادة الشعوب وعدم نقلها من سيادة إلى أخرى دون رضاها.
وأشار بن جامع إلى أن الجزائر شاركت في المفاوضات بحسن نية وبروح بناءة، مثمنًا الجهود الأمريكية في صياغة النص، إلا أنه اعتبر أن المرونة الإضافية كانت ستتيح الوصول إلى قرار أكثر توازنًا وعدلًا، يعكس بوضوح مبادئ الأمم المتحدة في تصفية الاستعمار. وانتقد السفير الجزائري الصيغة النهائية للقرار، التي قال إنها تفتقر إلى التوازن بين الطرفين المعنيين بالنزاع، إذ تغفل مقترحات جبهة البوليساريو، الطرف الأساسي والممثل الشرعي للشعب الصحراوي، والتي تم رفعها إلى الأمين العام ومجلس الأمن تحت الرمز S/2025/664. واعتبر أن هذا التوجه يكرّس رؤية أحادية ويقيد مرونة المفاوضات، مما قد يشكل سابقة خطيرة في معالجة قضايا التحرر عبر العالم.
وفي ختام مداخلته، جدد بن جامع تمسك الجزائر الراسخ بمبدأ الحل السلمي للنزاعات، مؤكداً أن بلاده ستظل مستعدة للمشاركة في أي عملية تفاوضية تحترم مبادئ العدالة والإنصاف وتضمن حق الشعوب في تقرير مصيرها، بما ينسجم مع ميثاق الأمم المتحدة وروح القانون الدولي.
