شهدت أشغال الدورة العادية الثالثة للمجلس الشعبي الولائي لولاية الطارف، تناول جدول أعمال الدورة خمسة محاور رئيسية تهدف إلى تعزيز التنمية المحلية، أبرزها المصادقة على الميزانية الأولية لسنة 2025، مناقشة البيان السنوي لنشاطات الولاية لسنة 2023، واستعراض مدى تنفيذ توصيات الدورة السابقة.
و كانت الجلسة حافلة بالتدخلات والملاحظات التي ركزت على قضايا محورية تهم السكان وتطلعاتهم التنموية، لا سيما مداخلة نائب رئيس المجلس الشعبي الولائي، متيري خير الدين الذي قدم نقداً بنّاءً وتوصيات عملية حول عدة ملفات أساسية، أهمهما وثيقة البيان السنوي حيث أشاد النائب متيري بمضمون الوثيقة لكنها لم تخلو حسبه من اختلالات وصفها بأنها لم ترقَ لتطلعات المجلس. وفي رده، وعد الأمين العام للولاية بتطوير الوثيقة المقبلة، مشيراً إلى أنها أُعدت قبل توليه المنصب. وفي قطاع السكن الذي يترنح بين إنجازات متعثرة ومطالب بالجودة رغم توزيع أكثر من 5000 وحدة سكنية بصيغة العمومي الإيجاري، أشار النائب متيري إلى عيوب إنشائية شابت هذه السكنات، إضافة إلى التأخر الكبير في إنجاز مشاريع صيغة LPA، ما أدى إلى وفاة بعض المكتتبين قبل حصولهم على مساكنهم. وأكد والي الولاية أن أغلب هذه السكنات تعود لبرامج متوقفة منذ سنوات، مشيراً إلى تشكيل لجنة ولائية لضمان جودة الإنجاز قبل التوزيع. كما كشف النائب عن تردي أوضاع المجمعات الريفية، حيث لم تُسجل أي عملية تهيئة جديدة خلال 2023 رغم الحاجة الملحة. وطالب بتخصيص مبالغ مالية لربط أكثر من 100 مجمع بالشبكات الضرورية. في الجانب الآخر استغرب المجلس قلة استغلال الآبار الارتوازية في ظل ندرة المياه، حيث تُستغل 26 بئراً فقط من أصل 76. وأوضحت مديرة الري أن خططاً جديدة ستُنفذ في 2025 لتزويد بلديات متضررة بخزانات مياه ومحطات ضخ حديثة. في قطاع الصحة تطرق النائب إلى نقص الأطباء ما يُعطل الخدمات، رغم تجهيز المستشفيات بأجهزة سكانير حديثة، إلا أن نقص الأطباء الأخصائيين حسبه أدى إلى تعثر الخدمات الطبية. واقترح النائب متيري توجيه الأطباء المقيمين لمستشفى البسباس باعتباره ملحقة للمستشفى الجامعي بعنابة. وأكد مدير الصحة أنه تم تنصيب 71 طبيباً مختصاً خلال عامين، لكنه أقر بأن العدد لا يزال غير كافٍ.
بلدية الشافية بين غياب العيادة متعددة الخدمات ومعاناة السكان
أثار النائب متيري خير الدين، خلال أشغال الدورة العادية الثالثة للمجلس الشعبي الولائي لولاية الطارف، قضية افتقار بلدية الشافية لعيادة متعددة الخدمات، مما يعمق معاناة سكان هذه المنطقة المصنفة ضمن البلديات النائية. وتأتي هذه الإشكالية على رأس انشغالات المواطنين، خاصة مع بعد أقرب عيادة متعددة الخدمات بمسافة 25 كلم في بلدية بوثلجة، وهو ما يشكل عبئاً كبيراً على المرضى، خاصة أصحاب الأمراض المزمنة. في مداخلته، شدد النائب على أن هذا النقص يعيق حصول السكان على الرعاية الصحية الأساسية، مضيفاً أن غياب الخدمات الصحية في بلدية الشافية يعكس فجوة كبيرة في التغطية الصحية بالمناطق النائية، ما يضعف مستوى العدالة الاجتماعية في توزيع الخدمات الحيوية.
ردود السلطات بين الحلول المؤقتة والمتابعة المستمرة
أكد والي ولاية الطارف أن الخريطة الصحية الحالية للولاية لا تسمح بتسجيل مشروع جديد لإنجاز عيادة متعددة الخدمات في بلدية الشافية، مشيراً إلى القيود التمويلية واللوجستية التي تواجه القطاع الصحي. من جانبه، أبدى مدير الصحة تفهمه لاحتياجات سكان الشافية، موضحاً أنه يتابع الموضوع بجدية. وأعلن عن إجراء أولي يتمثل في تمديد ساعات عمل قاعة العلاج الموجودة بمركز البلدية إلى الساعة الثامنة مساءً، بهدف تحسين تقديم الخدمات الصحية وتقليل الضغط على السكان. بينما تعد الخطوة المعلنة بتحسين توقيت قاعة العلاج حلاً مؤقتاً، يبقى تحقيق مطلب إنشاء عيادة متعددة الخدمات في الشافية حلماً بعيد المنال في ظل الظروف الحالية. ومع ذلك، تبقى الجهود المطلوبة لتوفير الرعاية الصحية الشاملة أمراً ملحاً لضمان تحقيق التنمية المتوازنة والتخفيف من معاناة سكان المناطق النائية.
السكان يتطلعون لمستقبل صحي أفضل
ينتظر سكان الشافية أن تكون هذه الوعود خطوة أولى نحو تحسين الواقع الصحي في بلديتهم، مع مطالبة السلطات المحلية والجهات المركزية بإعادة النظر في الخريطة الصحية لتشمل المناطق النائية، بما يحقق التكافؤ في توزيع الخدمات الأساسية لجميع المواطنين.
مطالب بمدرسة إبتدائية ببحيرة الطيور ودائرة بوثلجة بدون مركز لإمتحان رخص السياقة!!
على غرار باقي الدوائر حسب ما ينص عليه القانون حيث تبقى دائرة بوثلجة ببلدياتها الثلاث بدون مركز مما يضطر الممتحننين الراغبين في الحصول على رخصة سياقة من التنقل الى بلدية الطارف لإجراء الامتحان في كل مرة. حيث أكد مدير النقل على أنه تم إمضاء القرار الخاص بإعتماد مكان بلدية بوثلجة كمركز لإجراء امتحان رخصة السياقة هذا الأسبوع وأنه سيتم تحويله إلى المندوبية الولائية لأمن الطرق لتنفيذه، مع طلب تسجيل عملية لإنجاز مدرسة إبتدائية ومتوسطة بمركز بلدية بحيرة الطيور حيث تفتقر هذه الأخيرة إلى مؤسسات تربوية مما يضطر التلاميذ القاطنين بمركز البلدية الى التنقل كيلومترات ، بالاضافة إلى أنه تم تسجيل عملية لإنجاز 200 وحدة سكنية بصيغة الاجتماعي مما يؤدي إلى حتمية هذا المطلب الهام.
المرافعة لإنجاز سوق ولائي للخضر والفواكه
فعلى الرغم من دخول القرار الوزاري القاضي بتقليص الشعاع الجمركي في ولاية الطارف حيز التنفيذ ليقتصر على 8 البلديات الحدودية بعد أن كان يمس كامل إقليم ولاية الطارف، إلا أن أسعار المواد الغذائية مازالت تسجل إرتفاعا كبيرا خاصة الخضر والفواكه، حيث يرى النائب متيري بأن إفتقار الولاية لسوق ولائي للخضر والفواكه ساهم في غلاء هذه الأخيرة
حيث تسوق المحاصيل الفلاحية الموسمية المحلية بأسعار زهيدة خارج اقليم الولاية وتعود للولاية عن طريق تجار التجزئة بأسعار مضاعفة. في الأخير تميزت الدورة العادية الثالثة للمجلس الشعبي الولائي بطابعها النقدي والبنّاء، حيث عكست مداخلات الأعضاء إصرارهم على تحقيق نقلة نوعية في القطاعات الحيوية. وقد التزمت السلطات المحلية بمعالجة الاختلالات، ما يبعث على الأمل في تحسين الخدمات وتعزيز التنمية في ولاية الطارف.
صالح.ب