حذّر المعهد الوطني لحماية النباتات من إمكانية انتقال أسراب الجراد الصحراوي إلى 14 ولاية جزائرية، بسبب رياح قوية منتظرة خلال الأيام المقبلة، مما يهدد المحاصيل الزراعية والأمن الغذائي في هذه المناطق. و وفقًا للبيان الرسمي للمعهد، فإن الولايات التي قد تشهد غزو الجراد تشمل بسكرة، ورقلة، الوادي، تقرت، المنيعة، المغير، الجلفة، الأغواط، أولاد جلال، تبسة، خنشلة، باتنة، سوق أهراس والمسيلة. وتشكل هذه المناطق بيئة مناسبة لتكاثر الجراد نظرًا لطبيعتها المناخية والزراعية. دعا المعهد الفلاحين والسكان إلى توخي الحيطة والحذر، والإبلاغ الفوري عن أي ظهور محتمل لأسراب الجراد، من أجل اتخاذ التدابير اللازمة قبل أن تتفاقم المشكلة. كما أوصى بضرورة التقرب من المحطات الجهوية التابعة للمعهد الوطني لحماية النباتات للحصول على الإرشادات اللازمة والتدخل السريع لمكافحة هذه الحشرة التي تشكل خطرًا كبيرًا على الزراعة. يُعد الجراد الصحراوي من أخطر الحشرات المدمرة للمحاصيل، إذ يمكنه التهام كميات هائلة من الغطاء النباتي خلال فترة وجيزة، مما يؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة للفلاحين وانخفاض في الإنتاج الزراعي. ويأتي هذا التحذير في وقت تعاني فيه بعض المناطق من شحّ الأمطار، ما يزيد من صعوبة تعويض المحاصيل المتضررة. تعمل المصالح المختصة على تعزيز فرق المراقبة والمكافحة الميدانية، مع الاستعانة بفرق الطوارئ المختصة في رش المبيدات واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لمنع انتشار الجراد على نطاق واسع. ويُنتظر أن تتخذ الحكومة إجراءات عاجلة لدعم الفلاحين المتضررين، مع إمكانية إطلاق حملات توعية للتعامل مع هذا التهديد بفعالية. في ذات السياق يمثل خطر الجراد الصحراوي تحديًا حقيقيًا للقطاع الزراعي في الجزائر، ما يستدعي استجابة سريعة وتعاونًا بين الجهات المختصة والفلاحين. فالتبليغ المبكر واتخاذ التدابير الوقائية يبقيان السبيل الأنجع لمواجهة هذا الخطر قبل أن يتحول إلى كارثة زراعية.
مراد.م