قام أمس رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بزيارة رسمية إلى جمهورية إيطاليا، في خطوة تعكس متانة العلاقات التاريخية بين البلدين الصديقين وحرص الطرفين على تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات. وتندرج هذه الزيارة في إطار انعقاد الدورة الخامسة للقمة الحكومية الجزائرية الإيطالية رفيعة المستوى، التي يترأسها الرئيس تبون عن الجانب الجزائري، إلى جانب كبار المسؤولين الإيطاليين. وتكتسي هذه الزيارة أهمية بالغة، سواء من حيث التوقيت أو من حيث الملفات المطروحة على طاولة النقاش، إذ تأتي في سياق إقليمي ودولي حساس، يتطلب تنسيقاً مستمراً وتعاوناً فعالاً بين الدول الصديقة لضمان الأمن والاستقرار، ومواجهة التحديات المشتركة على غرار الهجرة غير الشرعية، أمن الطاقة، والتغيرات الاقتصادية العالمية. وتُعد القمة الحكومية الجزائرية الإيطالية منصة استراتيجية لمتابعة تنفيذ المشاريع الثنائية، واستكشاف آفاق جديدة للشراكة في قطاعات حيوية تشمل الطاقة، الصناعة، الزراعة، السياحة، الثقافة والتعليم العالي، إلى جانب تبادل الخبرات في ميادين التحول الرقمي والتنمية المستدامة. كما تجسد الزيارة الإرادة السياسية القوية لدى قيادتي البلدين للارتقاء بالعلاقات إلى مستوى شراكة متكاملة ومتوازنة، تقوم على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، لا سيما في ظل الروابط التاريخية التي تجمع الشعبين الجزائري والإيطالي. ومن المنتظر أن تسفر القمة عن التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، التي من شأنها فتح آفاق جديدة للتعاون وتدعيم جسور التواصل بين المؤسستين الاقتصاديتين في البلدين، وتشجيع الاستثمارات المتبادلة، خاصة في ظل التوجه الجزائري نحو تنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز مناخ الأعمال. وتُعد هذه الزيارة تتويجاً لمسار دبلوماسي نشط تقوده الجزائر على الساحة الدولية، يعكس تمسكها بخيار الشراكات المتوازنة والانفتاح على مختلف القوى الاقتصادية، في إطار سياسة خارجية قائمة على الاحترام، الحوار، وخدمة المصالح العليا للبلاد.
ر.م