أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، أن الجزائر والكاميرون تعملان معًا من أجل بناء نظام دولي أكثر عدلاً وإنصافًا، حيث يساهم البلدان بشكل مباشر في الدفاع عن مصالح القارة الإفريقية على الساحة الدولية. جاء ذلك خلال اللقاء الذي جمعه مع وزير العلاقات الخارجية الكاميروني، لوجون مبيلا مبيلا، والذي شهد توقيع اتفاقيات ثنائية لتعزيز التعاون بين البلدين.
وأوضح عطاف أن الجزائر، من موقعها كعضو غير دائم في مجلس الأمن، والكاميرون، التي تترأس الجمعية العامة للأمم المتحدة، تسعيان لتثبيت صوت القارة الإفريقية وضمان مكانتها كشريك موثوق وفاعل على المستوى الدولي. وأشاد بالعلاقات التاريخية التي تربط الجزائر بالكاميرون، والتي تمتد لأكثر من ستة عقود، مشيرًا إلى التعاون الوثيق بين البلدين في مجالات الدفاع، التكوين، التجارة، والنقل الجوي، خاصة بعد تفعيل الخط المباشر بين الجزائر ودوالا منذ أكتوبر 2023.
وكشف الوزير عن ثلاث خطوات رئيسية لتعزيز التعاون الثنائي، أولها تقوية الإطار القانوني من خلال تسريع المفاوضات حول أكثر من سبعة نصوص قانونية مطروحة حاليًا. وقد تم التوقيع على اتفاق الإعفاء المتبادل من التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة، بهدف تسهيل تنقل الوفود الرسمية بين البلدين.
الخطوة الثانية تتعلق بتفعيل الآليات المؤسساتية للتعاون، من خلال تنظيم الدورة المقبلة للجنة الحكومية المشتركة، وتفعيل آلية التشاور السياسي، وتنشيط مجلس رجال الأعمال الجزائري-الكاميروني. أما الخطوة الثالثة، فتتمثل في تحديد وتحديث أولويات التعاون الثنائي، عبر تثمين النتائج المحققة في المجالات التقليدية مثل التعليم العالي والنقل، وتوسيع التعاون ليشمل مجالات جديدة كـالطاقة، المناجم، الصناعة الصيدلانية، الفلاحة، والصيد البحري، بالإضافة إلى تعزيز التبادل التجاري في إطار منطقة التجارة الحرة القارية. كما أكد عطاف على أهمية التشاور السياسي بين البلدين بشأن التحديات الأمنية والتنموية التي تواجه القارة الإفريقية، مشددًا على التزام البلدين بدعم المشروع الوحدوي الإفريقي وتقوية دور الاتحاد الإفريقي بعيدًا عن التجاذبات الدولية.
من جهته، أشاد وزير العلاقات الخارجية الكاميروني، لوجون مبيلا مبيلا، بعمق العلاقات الجزائرية-الكاميرونية التي تعود إلى أكثر من ستين عامًا، واعتبر هذا اللقاء انطلاقة جديدة نحو تعزيز التعاون الثنائي. كما أثنى على الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، خاصة في مجال النقل الجوي، والتي ستساهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية وتسهيل حركة رجال الأعمال بين البلدين. كما أشار الوزير الكاميروني إلى أهمية الاستفادة من الخبرات الجزائرية، خاصة وأن الجزائر تُعد ثالث أكبر قوة اقتصادية في إفريقيا. وختم حديثه بالإشادة بالدور البارز للجزائر في مجال التعليم العالي، مؤكدًا على القيمة الكبيرة التي يمثلها تكوين الطلبة الكاميرونيين في الجامعات الجزائرية.
ر.م