شهدت مدينة مداوروش في ولاية سوق أهراس ظهر أمس وقفة تضامنية شعبية حاشدة، نُظمت أمام مسجد “علي بن أبي طالب” وسط المدينة، تلبية للنداء الذي أطلقه شباب ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت شعار “نداء غضب لله ولحرمات اخواننا” وذلك تعبيرا عن رفضهم للعدوان المستمر الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتجديدا للدعم الشعبي الجزائري الثابت للقضية الفلسطينية.
جاءت هذه الوقفة، التي نظّمت مباشرة عقب صلاة الجمعة، استجابة لنداء المقاومة الفلسطينية، ونداء الضمير الإنساني والواجب الديني، حيث توافد جمع من المواطنين من مختلف الفئات العمرية، حاملين الأعلام الفلسطينية ولافتات تعبّر عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، وتندد بجرائم الاحتلال الصهيوني المرتكبة بحق المدنيين العزّل، لا سيما النساء والأطفال.
وقد عبّر المشاركون عن غضبهم إزاء الصمت الدولي المريب إزاء المجازر اليومية التي يشهدها قطاع غزة، مجددين موقفهم المبدئي في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع، ومطالبين بتحرك عربي وإسلامي فاعل لوقف نزيف الدم الفلسطيني. واعتبر عدد من الحضور أن الوقفة رسالة واضحة بأن الشعب الجزائري، وفي القلب منه سكان مداوروش، لن يكونوا يوما على الحياد حين يتعلق الأمر بالقضايا العادلة، وفي مقدمتها قضية فلسطين.
تميّزت الوقفة بإلقاء كلمات مقتضبة من طرف عدد من الناشطين، الذين ذكّروا بمكانة القضية الفلسطينية في وجدان الشعوب، وبالواجب الشرعي والإنساني في نصرة المظلومين، مؤكدين أن التضامن مع غزة هو جزء من التزامات الأمة الأخلاقية والدينية. كما رفع المشاركون أكفّ الدعاء لنصرة المقاومة، ولفكّ الحصار عن أهل غزة، مشيدين بصمودهم الأسطوري في وجه آلة القتل والتدمير.
وقد شهدت الوقفة حضورا أمنيا منظما، وتمت في أجواء سلمية تخللتها لحظات خشوع وتأثر عميق، لاسيما خلال الدعاء الجماعي في ختام التجمع.
تأتي هذه المبادرة في إطار سلسلة من التحركات الشعبية التي تشهدها مختلف ولايات الوطن، دعما لصمود الشعب الفلسطيني، وتأكيدا على مركزية القضية الفلسطينية في الوجدان الشعبي الجزائري، وفاء لتاريخ طويل من الدعم والتضامن الذي لم ينقطع منذ فجر الاستقلال.
أكرم بوعشة