يتزامن عيد الأضحى، مع انطلاق عملية وطنية واسعة لجمع جلود الأضاحي، باعتبارها موردا محليا قيما لصناعات الجلود والنسيج، حيث تعد مساهمة المواطنين عاملا حاسما في تثمين هذه الثروة.
انطلقت صبيحة يوم عيد الأضحى المبارك، عبر إقليم بلدية سوق أهراس، عملية جمع جلود الأضاحي، بالتوازي مع جمع مخلفات الأضاحي وتنظيف البالوعات ووضع مادة الجير، تفادياً للتعفن، وانتشار الروائح الكريهة والحشرات، خاصة البعوض. العملية التي حضرها كل من رئيس المجلس الشعبي البلدي، المدير العام للمؤسسة العمومية الولائية المكلفة بالنظافة والتحسين الحضري، المدير العام للمؤسسة العمومية الولائية لمركز الردم التقني، نائب بالمجلس الولائي، مدير البيئة، النائب المكلف بالصحة ونظافة المحيط ورئيس الحظيرة، تم خلالها انطلاق 3 شحنات من مركز الردم التقني سوق أهراس نحو مدبغة أوراس باتنة والمقدرة بـ1200 جلد، للعلم أن الكمية الإجمالية للجلود لولاية سوق أهراس التي تم نقلها هي 9600 جلد . ويعتمد نجاح هذه العملية، التي تشمل كافة ولايات البلاد، بشكل كبير على انخراط المواطنين، المدعوين لدعم جهود السلطات العمومية الرامية إلى استغلال هذه الثروة الحيوانية وتنشيط سلاسل الإنتاج الصناعي ذات الصلة. هذا وتكتسي عملية جمع الجلود أهمية اقتصادية وبيئية معا، وهذا من خلال توفير مادة أولية عالية القيمة تستخدم في صناعة الجلود والأحذية والمصنوعات الجلدية والنسيج، كما تسمح بتجنب طمر أو رمي نفايات عضوية.
يذكر أن السلطات العمومية، وبالتنسيق مع عدة شركاء وفاعلين، قامت بإطلاق حملة تحسيسية واسعة بغية توعية المواطنين حول أهمية عملية جمع جلود الأضاحي، والحفاظ على سلامتها من خلال إتباع إرشادات معينة من بينها تجنب غسل الجلود، ضرورة تمليح الوجه الداخلي للجلد لتفادي تلفه، وتسليمها في النقاط المخصصة للجمع، مما يسمح باستغلالها كمورد في صناعة النسيج والجلود. وتميزت حملة هذه السنة أيضا، بتخصيص نقاط جمع جلود الأضاحي عبر مختلف البلديات، وإطلاق وزارة الصناعة لتطبيقين رقميين، الأول “مريقل هيدورة”، الذي يتيح تحديد مواقع نقاط الجمع عبر خريطة تفاعلية، والثاني “مستفيد” ويتيح التبرع بالجلود إلكترونيا من خلال وسيط مكلف بالجمع.
س.حطاب