أحيت ولاية قالمة، أول أمس الخميس، الذكرى الـ46 لوفاة الرئيس الراحل هواري بومدين (1932-1978) بمسقط رأسه بمنطقة العرعرة ببلدية مجاز عمار، في أجواء مفعمة بالوفاء والتقدير لإحدى الشخصيات التاريخية البارزة في تاريخ الجزائر.
وقد شهدت المناسبة زيارة وفد رسمي يضم السلطات المحلية المدنية والعسكرية، إلى جانب ممثلين عن الأسرة الثورية وأشبال الكشافة الإسلامية وحشود من المواطنين إلى المسكن العائلي لعائلة بوخروبة بدوار بني عدي. ويعتبر هذا المنزل المتواضع، المكون من غرفتين مبنيتين بالحجارة والسقف القرميدي، شاهداً حياً على نشأة محمد بوخروبة، الذي أصبح لاحقاً هواري بومدين، ثاني رئيس للجزائر المستقلة بعد توليه المنصب في 19 يونيو 1965. تميزت الفعاليات برفع العلم الوطني، وعزف النشيد الوطني، وقراءة فاتحة الكتاب ترحماً على أرواح الشهداء الأبرار.
كما تم التوقف عند النصب التذكاري المخلد لذكرى الراحل، الذي خضع لعمليات ترميم شاملة خلال السنوات الماضية، مع استحضار أبرز المحطات النضالية والسياسية في مسيرته الحافلة.
وفي تصريح بالمناسبة، أكد مدير المجاهدين وذوي الحقوق لولاية قالمة، حسين زيرق، أن الرئيس الراحل هواري بومدين يعد شخصية استثنائية في تاريخ الجزائر، حيث جمع بين القيادة الثورية التي ساهمت في تحقيق الاستقلال الوطني عام 1962، والرؤية السياسية التي أرست أسس دولة قوية ومستقلة في قراراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأوضح زيرق أن إحياء ذكرى رحيل الرئيس بومدين يمثل محطة هامة لترسيخ الذاكرة الوطنية وتعريف الأجيال الصاعدة بمسيرة هذا القائد الذي كرس حياته لخدمة الوطن والدفاع عن سيادته. كما تزامنت هذه الذكرى مع تدشين مشاريع تنموية بالولاية، من بينها وضع ملعب المدرسة الابتدائية بولذروع مصطفى ببلدية رأس العقبة حيز الخدمة، وتحويل محلات مهنية إلى وحدة للصحة العمومية ببلدية سلاوة عنونة. بالإضافة إلى تنظيم نشاط تاريخي وثقافي بالقاعة متعددة الرياضات ببلدية هواري بومدين، لتخليد ذكرى أحد أعظم قادة الجزائر. وتبقى ذكرى الرئيس هواري بومدين حية في قلوب الجزائريين، كشخصية وطنية صنعت الفارق في أدق مراحل تاريخ الجزائر، وكرست حياتها لخدمة الوطن وتحقيق نهضته.
ر.م