حطت قافلة “الشباب والذاكرة الوطنية” رحالها, أمس الثلاثاء بولاية سكيكدة, التي تمثل محطتها الثالثة بعد ولايتي بسكرة و باتنة و ذلك في إطار جولة تشمل 6 ولايات من الوطن. وكانت الوجهة الأولى لهذه القافلة بالولاية, هي ملعب 20 أوت 1955 بوسط مدينة سكيكدة الذي تتواجد بمدخله الجرافة التي استخدمها المستعمر الفرنسي لدفن الشهداء بوسط ذات الملعب عقب هجومات 20 أوت 1955. وشكلت المناسبة أيضا فرصة لتمكين المشاركين في هذه القافلة من التعرف على أهم محطات الثورة التحريرية المجيدة بسكيكدة من خلال جلسة جمعتهم بالمتحف الجهوي للمجاهد “العقيد علي كافي” بمختصين في التاريخ وعدد من مجاهدي الولاية. وقد أبرز أستاذ التاريخ بجامعة سكيكدة و رئيس اللجنة العلمية للمتحف, توفيق صالحي, في مداخلته الموسومة ب “التواصل التاريخي بين الأجيال”, أهمية دور الشباب في إحياء الذاكرة التاريخية الوطنية من خلال إشراكهم في مختلف المناسبات التاريخية مما سيساهم , حسبه, في زرع قيم و مبادئ الثورة في نفوسهم. كما تدخل خلال ذات الجلسة مجاهدون لبوا نداء الوطن و هم في ريعان الشباب على غرار علاوة علقمي (92 سنة) والذي التحق بالثورة التحريرية المظفرة و سنه لم يتجاوز 22 سنة و شارك في هجومات 20 أوت 1955 بمطار سكيكدة آنذاك ويحيى عمار الذي التحق بالثورة سنة 1956 و عمره 20 سنة و اللذين أكدا بأنه يتعين على شباب اليوم أن يكونوا على قدر المسؤولية و أن يساهموا في بناء جزائر قوية و أن لا ينسوا أبدا الشهداء و المجاهدين الذي كافحوا من أجل نيل الاستقلال.
من جهته, أبرز رئيس لجنة المواطنة والتطوع والحياة الجمعوية ومشاركة الشباب في الحياة العامة بالمجلس الأعلى للشباب, موسى نوري, بأن ذات المجلس يسعى من خلال هذه القافلة إلى تشجيع الشباب على الاهتمام بالذاكرة الوطنية لترسيخ الثوابت و القيم الوطنية لديهم. وكانت الوجهة بعد ذلك إلى المعلم التذكاري بمنطقة الزمان ببلدية بوشطاطة و الذي شهد التحضيرات الخاصة بهجومات الشمال القسنطيني بقيادة الشهيد زيغود بوسف, ثم زيارة المعلم التذكاري المخلد لمعركة واد زقار ببلدية عين قشرة. وينتظر أن تحط القافلة التي تنظم من طرف المجلس الأعلى للشباب بالتنسيق مع وزارة المجاهدين وذوي الحقوق رحالها في الأيام القادمة بولايات تيزي وزو والجزائر العاصمة وتيسمسيلت, قبل أن تختتم بلقاء سيخصص لجمع مخرجات هذه القافلة ضمن ندوة وطنية, وفق المنظمين.
ر.م