دخل المجلس الشعبي البلدي لبلدية عنابة في حالة انسداد، بعدما رفض 23 عضوا من أًصل 40 عضوا يشكلون المجلس البلدي، صبيحة أمس، المصادقة على جدول الأعمال المقترح عليهم من قبل رئيس البلدية “يوسف شوشان” في الدورة غير العادية التي دعا لعقدها.
وبدت الأجواء مشحونة جدا بمقر البلدية، ولم تظهر أي بوادر للانفراج في الأزمة المسجلة منذ تاريخ 25 من شهر أكتوبر الفارط، والتي رفض المعارضون من خلالها المصادقة على جدول أعمال الدورة الاستثنائية، قبل أن يطلب رئيس البلدية صبيحة أمس قبل افتتاح الدورة والمصادقة على جدول الأعمال عدم حضور الصحافة وممثلي المجتمع المدني أشغال الدورة غير العادية، بحجة أن هناك مجلس تأديبي لأحد المنتخبين، وهو القرار الذي نجم عنه حدوث فوضى ومناوشات بين الأسرة الإعلامية و”المير” إلى جانب المنتخبين الذين رفضوا قرار رئيس البلدية بإخراج الصحافة، وهو ما دفع بهذا الأخير بمغادرة القاعة، لمدة 03 ساعات، وبعد عودته لقاعة التشريفات بمقر بلدية عنابة، تم الرفض بالأغلبية لإجمالي 75 مشروعا موزعة عبر مختلف القطاعات المحلية التابعة لبلدية عنابة، حيث وخلال عرض المشاريع المقترحة خلال أشغال الدورة غير العادية الثانية لبلدية عنابة، تم تسجيل الرفض بالأغلبية لهذه المشاريع، بإجمالي 23 منتخبا صوتوا بالرفض “لا”، مقابل 17 منتخبا صوتوا بالقبول “نعم”،
حيث تمحورت تلك المشاريع حول قطاعات التنمية المحلية والبيئة والمحيط، إلى جانب المدارس الابتدائية، بالإضافة إلى ملفات اجتماعية وأخرى تخص الجانب العمالي، وهو ما أدخل بلدية عاصمة ولاية عنابة، أمام حتمية ونفق الانسداد، وهذا بعد عقد الدورة العادية بتاريخ 25 أكتوبر الماضي، ودورة إستثنائية يوم 05 نوفمبر وأخرها كانت نهار أمس،
وأكد المنتخبون المعارضون، أن أسباب الانسداد المسجلة من تاريخ 25 أكتوبر ماتزال هي ذاتها، حيث أن رئيس البلدية مازال ينفرد بالسلطة واتخاذ القرارات كما أنه أفرغ اللجان من محتواها وجردها من كل الصلاحيات ناهيك عن إقصاء الإطارات وعدم إشراك المنتخبين في شؤون البلدية،
ولفت المتحدثون الانتباه، إلى أن رئيس البلدية، حرض المجتمع ضدهم خلال الدورة السابقة كما حاول تكسير المجموعة من خلال التحاور مع أشخاص فرادى عن طريق الوسطاء بدل فتح حوار ونقاش حقيقيين، قبل أن يطمئنوا المواطنين بوجود سبل قانونية كثيرة لصب إعانات قفة رمضان والتي أكدوا بأنها ستكون قبل شهر رمضان، مجددين مطلب رحيل شوشان واستقالته من على رأس المجلس الشعبي البلدي، مطالبين الوالي بالتدخل من أجل وقف ما وصفوه “بالمهزلة”.
أزيد من 75 مشروعا بقيمة 105 مليار لم يتم المصادقة عليه
وبالحديث عن هذه المشاريع المقترحة بالميزانية الأولية لسنة 2024 لبلدية عنابة، فقد شملت صيانة شبكة الإنارة العمومية، مصاريف الدراسات والمتابعة، وإعادة تهيئة ملعب بمنطقة “إيليزا”، وتهيئة الفرع الإداري بني محافر وبوزراد حسين وواد فرشة، إلى جانب أشغال ربط بالكهرباء والماء والغاز، لمختلف ممتلكات وهياكل البلدية، وتوسعة مقبرة زغوان الشطر الأول، أشغال التطهير بمنطقة سيدي حرب، وتهيئة حديقة ديدوش مراد،
إلى جانب عمليات أخرى، على غرار تهيئة ساحة بلعيد بلقاسم بحي الفخارين، وإنجاز الإنارة العمومية بالطاقة الشمسية بمقبرة سيدي حرب، وتهيئة ساحة بن باديس مقابل الصندوق الوطني للتوفير، وعمليات أخرى أيضا،
وفيما يخصّ المشاريع الجديدة بعد تطهير مدوّنةالميزانية البلدية، فقد تضمنت تهيئة وترميم دار القاضي لقاعة المعارض، وتجديد الإنارة العمومية بالطاقة الشمسية بشارع محمد حمزة، تهيئة ممر جورج إسحاق بفضاء بيع الكتب، تجهيز المراكز الثقافية، إلى جانب تهيئة سوق المدينة لتحويلها إلى قاعة للرياضات القتالية، تهيئة شارع بيشة يوسف، تهيئة حديقة بجانب الخطوط الجوية الجزائرية، تجهيز المطاعم المدرسية، واقتناء تجهيز المدارس، وتجديد الإنارة العمومية بالمدينة القديمة “بلاص دارم”، تهيئة سوق الميناديا، واقتناء بالوعات حديدية، وفيما يخص الإعانات فقد تضمنت إنجاز وتجهيز مطعم 150 وجبة مدرسية بضياف حسان، وإنجاز وتجهيز مطعم 100 وجبة بمدرسة عبّان رمضان، واقتناء ممهلات بلاستيكية، دراسة ومتابعة تهيئة شارع إفريقيا، تهيئة حي “فالماسكورت”، دراسة ومتابعة تهيئة شارع إفريقيا، إنجاز سياج مقبرة زغوان، اقتناء حاويات حديدية، تجديد شبكة التطهير حي سيبوس شارع حسيني بوجمعة، وعمليات أخرى موزّعة كذلك،
ومن جهة أخرى، أكد المعارضون البالغ عددهم 23 منتخبا بأنه يرفضون جملة وتفصيلا التعامل مع رئيس البلدية، مؤكدين تمسكهم بمطلب رحيله واستقالته من منصبه، مثمنين تدخل والي عنابة، وتطبيق القانون الرامي إلى ممارسة الوالي سلطة الحلول، والذي اعتبره خيارا إيجابيا بسبب الأوضاع الكارثية التي يمر بها المجلس البلدي، مؤكدين عدم طمعهم في الحصول على مناصب بالهيئة التنفيذية، مؤكدين في سياق ذي صلة بأن هذه المشاريع لن تضيع ولن تذهب سدى، حيث أن هذه العمليات ظلت حبيسة الأدراج ولم يتم الإعلان عنها.
شوشان: “بابي مفتوح للمناقشة من أجل الخروج بالبلدية من الأزمة والمصادقة على المشاريع المقترحة“
من جهته، أكد رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية عنابة، يوسف شوشان خلال ندوة صحفية، عقب إنتهاء الدورة الإستثنائية، بأنه قام باقتراح مشاريع لصالح أحياء بلدية عنابة، مضيفا بأنه خلال الجلسة الأولى تم اقتراح 75 مشروعا تخص المصادقة على الميزانية الإضافية ومختلف المشاريع التي قدمتها الهيئة التنفيذية، إلى جانب مشروعين آخرين، الأول مشروع طريق شارع إفريقيا، والثاني تمثل في مشروع شارع الصفصاف الرئيسي بعد دراسة كليهما، بقيمة تقريبا 105 مليار، مضيفا بأنه يوجد 137 مشروعا منتهي ليبقى 70 مشروعا،
مؤكدا بأنه راسل رؤساء الأحزاب بعد انعقاد الدورة العادية من أجل فتح باب النقاش والحوار، حيث اجتمع باثنين من رؤساء الكتل، إلى جانب إرساله لمراسلة رسمية للأمناء العامين بالمكاتب الولائية، وكانت هناك بعض التدخلات من الأمين العام لحزب الأرندي، من أجل الخروج من هذا المأزق، مضيفا بأنه يوجد من بين المشاريع ترميم 37 المؤسسات التربوية خلال سنة 2024،
كما أوضح “المير” شوشان: “أنّ القيمة الاجمالية لهذه المشاريع المقترحة، قد بلغت أزيد من 104 مليار سنتيم، حيث عمدت الهيئة التنفيذية حسب تصريح المتحدث، إلى تخصيص مشاريع في البيئة تتعلق خاصّة بشراء الشاحنات والحاويات، إلى جانب تهيئة الحدائق الموجودة على مستوى البلدية، إضافة إلى عملية تخص الحضيرة، وأيضا فقد ضمت الدورة عملية الأضواء الثلاثية الذكية بشوارع جديدة، وكذا القيام بتهيئة عدة أحياء على مستوى القطاعات الخمسة بالتوازي والتنسيق مع رؤساء الأحياء، معرجا إلى عمليات التطهير على مستوى عدد من الأحياء”،
كما أكد أن الميزانية الإضافية تشتمل أيضا على أجور عمال بلدية عنابة وأيضا تشتمل أجور المتعاقدين بإجمالي 60 مليار سنتيم، وأيضا الغلاف المالي المخصص لقفة رمضان 2024، ومشروع مقبرة الشهداء، وأيضا إنجاز مطعمين مدرسيين، وتوسعة مقبرة زغوان”، مضيفا بأنه فتح أبواب الحوار مع المعارضين لحل هذه المعضلة، مضيفا بأنه يوجد في البلدية 17 منصبا و42 عضوا حيث لا يستطيع إرضاء جميع الكتل،
وفي الأخير أكد ذات المتحدث بأنه سيرفع تقريرا إلى والي عنابة، من أجل اتخاذ الاجراءات القانونية بهدف تجسيد هذه المشاريع والتي تعتبر فائدة لمدينة عنابة.
ريم دلالو