الثلاثاء 2 ديسمبر 2025
أخبار الشرق

انطلاق واسع للحملة الوطنية للتلقيح ضد شلل الأطفال عبر ولايات شرق البلاد

شهدت ولايات شرق الجزائر، صباح أول أمس، حركية استثنائية مع الانطلاق الرسمي للحملة الوطنية للتلقيح ضد شلل الأطفال، وهي حملة كبرى تشرف عليها وزارة الصحة بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية واليونيسيف، وتمتد عبر ثلاث مراحل تمتد من نهاية نوفمبر إلى نهاية جانفي 2026.

وتأتي هذه التعبئة الوطنية الشاملة عقب تسجيل حالات متفرقة لفيروس شلل الأطفال المتحور (VDPV2) في بعض ولايات الوطن، ما استدعى تعزيز سياسة الوقاية الصحية ورفع المناعة الجماعية لحماية الأطفال من هذا المرض الذي يشكل أحد أخطر التهديدات الصحية على مستوى العالم.

قالمة.. 45 فرقة متنقلة لتغطية المناطق النائية وتلقيح 50 ألف طفل

أعطى والي ولاية قالمة، سمير شيباني، إشارة الانطلاق الرسمية من العيادة متعددة الخدمات السعيد بجاوي، بحضور السلطات المحلية والأطقم الطبية وشبه الطبية. وتستهدف العملية تلقيح أزيد من 50 ألف طفل، وقد تم توفير 66 ألف جرعة لضمان تغطية تفوق 100% من الفئة المستهدفة، في حال إعادة التطعيم للأطفال الذين لم يستفيدوا من اللقاحات الروتينية. كما تم تجنيد 45 فرقة متنقلة ستجوب الأحياء الشعبية، والقرى الريفية، والمناطق الجبلية التي تتطلب تدخلاً ميدانيًا مباشرًا، لضمان وصول اللقاح إلى كل طفل مهما كان موقعه الجغرافي. وشدد الوالي على ضرورة “ضمان التنظيم المحكم وتقليل الفجوات في التغطية الصحية، خصوصًا في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية”.

تبسة.. قافلة صحية متكاملة وتغطية تشمل القرى والمناطق الحدودية

وفي ولاية تبسة، أشرف أحمد بلحداد والي الولاية على انطلاق القافلة الصحية الكبرى الخاصة بالحملة، بحضور أعضاء اللجنة الأمنية والسلطات المدنية ومديري القطاعات الصحية. وتميزت العملية بطابع ميداني مكثف، إذ سخرت مديرية الصحة أطقمًا طبية وفرقًا متنقلة مجهّزة بمبردات، ووسائل نقل مناسبة للتضاريس الصعبة بالمناطق الجبلية والحدودية. وأكد والي الولاية أن “هذه الحملة جزء من مسؤولية جماعية لحماية أطفالنا، ولا مجال للتهاون مع أي حالات مرضية محتملة”، مشيدا بالدور الفعّال الذي تلعبه الأطقم الصحية في تنفيذ البرنامج الوطني للتلقيح.

سكيكدة.. برنامج موسع لتلقيح 102 ألف طفل وتدقيق صارم لسلسلة التبريد

بولاية سكيكدة، أشرف العربي زروقي مدير الصحة على الانطلاقة الرسمية للحملة، مؤكدًا أن الولاية تستهدف تلقيح 102.846 طفلا، وهي من أعلى النسب التي تسجلها ولايات شرق البلاد. وحرصت مديرية الصحة على توفير كميات كافية من اللقاح، مع التأكيد على رقابة صارمة لسلسلة التبريد داخل المراكز الصحية والمركبات المتنقلة، لضمان فعالية اللقاح. كما تم تخصيص فرق متنقلة للتكفل بالمناطق الريفية الواقعة بمحاور طويلة، مثل تمالوس والقل، إضافة إلى البلديات الجبلية، لضمان وصول اللقاح لكل طفل مهما بعدت المنطقة.

باتنة.. 260 مركز تلقيح و72 فرقة متنقلة لخدمة المناطق الجبلية

وفي ولاية باتنة، ذات الرقعة الجغرافية الواسعة، أعلنت مديرية الصحة تعبئة غير مسبوقة شملت 260 مركز تلقيح ثابت و 72 فرقة متنقلة، ستتوجه إلى القرى النائية بالجبال، والمناطق الريفية التي تعرف صعوبة في التنقل. وأكدت المديرية أن الهدف هو “تحقيق تغطية شبه كاملة للولاية، وعدم ترك أي طفل خارج العملية مهما كانت الظروف الجغرافية أو المناخية”، داعية الأولياء إلى التعاون المكثف مع الفرق الصحية.

سوق أهراس.. إشراف مباشر للوالي على انطلاق الحملة وحث الأولياء على المشاركة

في ولاية سوق أهراس، أشرف عبد الكريم زيناي والي الولاية، على إعطاء إشارة الانطلاق الرسمية للحملة الوطنية لتلقيح الأطفال ضد شلل الأطفال، والموجهة للفئة العمرية من شهرين إلى خمس سنوات، بحضور رئيس المجلس الشعبي الولائي، رئيس الدائرة، ومدير الصحة وإطارات القطاع. وأكد الوالي على أهمية الحملة في تعزيز المناعة الجماعية وحماية أطفال الولاية، موجهاً تعليمات لضمان التنظيم المحكم للعملية وتوفير كل الوسائل البشرية والمادية اللازمة لنجاحها عبر مختلف الهياكل الصحية. كما دعا الأولياء إلى الانخراط بقوة في هذه الحملة، حرصاً على صحة وسلامة أطفالهم، مشيداً بجهود الأطقم الطبية وشبه الطبية الساهرة على تنفيذ البرنامج الوطني للتلقيح.

برنامج الحملة الوطنية… ثلاث مراحل أساسية

تشترك حملة التلقيح عبر كافة ولايات الوطن في تنفيذ برنامج موحد يعتمد على ثلاثة مراحل: الدورة الأولى من 30 نوفمبر إلى 06 ديسمبر 2025 باستعمال اللقاح الفموي nVPO2، الدورة الثانية من 21 إلى 27 ديسمبر 2025 بنفس اللقاح الفموي المعتمد والدورة الثالثة من 25 إلى 31 جانفي 2026 باستعمال اللقاح الحقني VPI لتعزيز المناعة بشكل نهائي. وتؤكد وزارة الصحة أن جميع الأطفال من عمر شهرين إلى 59 شهرًا ملزمون بالمشاركة في جميع الدورات الثلاث، بغض النظر عن تلقيهم للقاحات الروتينية السابقة.

للإشارة، تعمل وزارة الصحة من خلال هذه الحملة الوطنية على طمأنة المواطنين بخصوص سلامة اللقاحات المعتمدة وفعاليتها العالية في مواجهة السلالات المتحورة لفيروس شلل الأطفال، مؤكدة أن الجزائر ما تزال تحافظ على تصنيفها بلداً خالياً من الفيروس البري منذ سنة 2016، وأن التسجيلات الأخيرة تخص حالات متفرقة لفيروس متحور لا يؤثر على هذا التصنيف. وقد شهدت الأيام الأولى من العملية تجاوباً واسعاً من طرف الأولياء الذين أدركوا أهمية حماية أطفالهم واستكمال جميع مراحل التطعيم الثلاث. وفي هذا الإطار، كثّفت مختلف ولايات شرق البلاد جهودها لضمان تغطية صحية شاملة، عبر التنسيق المحكم بين مديريات الصحة والبلديات والهياكل الجوارية وفرق التلقيح المتنقلة، ما جعل الحملة نموذجاً فعلياً في التنظيم الميداني، وحسن توزيع الإمكانيات، وتعاون المواطنين. وتراهن السلطات الصحية على هذا الوعي الجماعي لتحقيق أهداف الحملة، وكسر أي احتمال لانتشار الفيروس، بما يعزز الأمن الصحي الوطني ويحافظ على سلامة الأجيال القادمة.

سلمى حطاب

مواضيع ذات صلة

سكان الطارف يطالبون بتهيئة المسالك الريفية

akhbarachark

اجتماع تنسيقي لتفقد الأجهزة الحساسة بمستشفى الاستعجالات البوني

akhbarachark

توقيف شخصين في قضيتين منفصلتين وحجز كمية من المؤثرات العقلية وأسلحة بيضاء محظورة

akhbarachark