أشرفت، مؤخرا، والي قالمة حورية عقون، على افتتاح ورشة وطنية لتبادل الخبرات حول استحداث مراكز الابتكار المحلية، وذلك في إطار مسعى وطني لتعميم التجربة الرائدة لمركز ابتكار قالمة عبر كامل التراب الوطني.
الورشة، التي احتضنتها ولاية قالمة، شهدت حضور وفد وزاري مشترك رفيع المستوى، إضافة إلى المنسقين المحليين من الولايات النموذجية الإحدى عشر، وهي البويرة، باتنة، وهران، سيدي بلعباس، بشار، المسيلة، الجزائر العاصمة، تمنراست، عنابة، قسنطينة، إلى جانب الولاية المضيفة، قالمة. فضلا عن حضور كل من مديرة الحكامة المحلية بوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، ممثل وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، إطارات وزارة الداخلية، رئيس دائرة قالمة، مديرة المواصلات السلكية واللاسلكية، مدير التشغيل ونائب رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية قالمة. وتعد تجربة مركز ابتكار قالمة نموذجا ناجحاً في دعم المبادرات المحلية وتشجيع المشاريع المبتكرة، حيث شكّلت نواة حقيقية لاحتضان الأفكار الريادية وتحويلها إلى مشاريع واقعية ذات أثر اقتصادي واجتماعي ملموس. وقد كان هذا النجاح حافزاً لإطلاق مبادرة وطنية تهدف إلى توسيع نطاق هذه التجربة لتشمل ولايات أخرى، بما يسهم في ترسيخ ثقافة الابتكار المحلي ودفع عجلة التنمية المستدامة. فيما سعت الورشة إلى تمكين المشاركين من الاطلاع المباشر على تجربة مركز قالمة، من حيث طرق التأسيس، سير العمل، آليات التمويل، والإطار القانوني المنظم. إضافة إلى خطوات إنشاء مراكز الابتكار، منهجية تسييرها، وآليات إدماجها في النسيج المحلي والمؤسساتي. الوالي في كلمتها قدمت لمحة عن الخطوات و المراحل التي سبقت افتتاح مركز الابتكار، بداية من اختيار الهياكل الشاغرة من أجل إعادة تهيئتها و تجهيزها وصولا إلى تدشينها من طرف وزير اقتصاد المعرفة و المؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة في إطار إحياء فعاليات مجازر 08 ماي 1945 الشنيعة. وبهذه المناسبة ثمنت الوالي جهود رئيس الجمهورية في التوجه نحو اقتصاد مبني على المعرفة من خلال استحداث وزارة تعنى بها وكذا إنشاء صندوق وطني لدعم المؤسسات الناشئة لجعلها رافدا من روافد الاقتصاد الوطني، كما وجهت كلمة تحفيزية للشباب، حثتهم فيها على التحلي بالثقة في النفس التي تعتبر أساس كل نجاح والمثابرة وعدم الاستسلام للعقبات التي قد تواجههم في طريقهم نحو تحقيق أحلامهم. وأكدت أن أبوابها مفتوحة لتسهيل جميع الإجراءات اللازمة لإنشاء المؤسسات الناشئة، مما يعكس دعمها الكامل لهذه الفئة الطموحة، كما سيفتح تجربتهم الأبواب لإنجاز مراكز أخرى على مستوى الدوائر ذات الكثافة السكانية العالية. وتمثل هذه الورشة خطوة إستراتيجية في بناء شبكة وطنية لمراكز الابتكار، تقوم على تبادل المعارف والخبرات، واستثمار الإمكانيات المحلية لدعم الشباب، الباحثين، وحاملي المشاريع.
س.حطاب