يشهد سوق الحمضيات بولاية سكيكدة، وفرة كبيرة في الإنتاج، انعكست إيجابا على أسعارها، حيث تراوح ثمن الكيلوغرام منها ما بين 70 و120 دينار، على مستوى العديد من أسواق المدينة، لاسيما السوق المغطاة بطريق الزفزاف، أو على مستوى محلات بيع الخضر بحي صالح بوالكروة، و”20 أوت 55″، وحي “لاسيا” و”الممرات 20 أوت 55″، وحتى على مستوى السوق المغطاة بوسط المدينة. وصل سعر الليمون الأصفر المحلي إلى حدود 40 دينارا، فيما تراوح سعر اليوسفي و”كليمونتين” جزائرية الأصل ما بين 100 و130 دينار، و”الطومسون” حسب النوعية ما بين 120 دينار و150 دينار. أما على مستوى بعض الطرق باتجاه بلدة الحدائق، انطلاقا من الجامعة، فإن سعر الكيلوغرام من الحمضيات، كالبرتقال ذي النوعية الجيدة بأنواعه لا يتعدى 100 دينار، ومن ثمة أصبحت الحمضيات من بين الفواكه الأكثر استهلاكا في سكيكدة، كونها أصبحت في متناول العائلات.
توقع مردود ما بين 140 و200 قنطار في الهكتارتتوقع المصالح الفلاحية بولاية سكيكدة، خلال الموسم الفلاحي الحالي، إنتاج ما يزيد عن 541 ألف قنطار من الحمضيات، أي بمعدل مردود يتراوح ما بين 140 و200 قنطار في الهكتار الواحد. وحسب مصالح الفلاحة، تقدر مساحة الحمضيات القابلة للإنتاج في الولاية، بـ 3177 هكتار من إجمالي 3661 هكتار، بها 99267 شجرة بأصنافها 17، منها 870 ألف شجرة قابلة للإنتاج، حيث ترتكز زراعة الحمضيات في الولاية إجمالا بكل من بلديات الحدائق، رمضان جمال، صالح بوالشعور، جندل سعدي، سيدي مزغيش، وابن عزوز، فيما يحتل البرتقال نسبة 60 بالمائة من الأصناف المتواجدة بمردود يقدر ب 100 قنطار في الهكتار.للإشارة، سجلت شعبة الحمضيات التي تشتهر ولاية سكيكدة بزراعتها وطنيا، خلال الموسم الفلاحي المنقضي، إنتاجا بلغ أكثر من 594 ألف و800 قنطار، بمعدل 223 قنطار في الهكتار، ناهيك عن الزيادة في المساحات المغروسة، ومنه الرفع في المردود وتحسين المنتوج كما ونوعا.
آليات دعم المنتجين أثرت إيجابا على شعبة الحمضياتأرجعت مصادر من مديرية المصالح الفلاحية بسكيكدة، سبب الوفرة الكبيرة التي تشهدها الولاية فيما يخص إنتاج الحمضيات، خلال الموسم الحالي، وحتى المواسم الأخيرة، إلى عدة عوامل أساسية، من بينها، الدعم الكبير الذي ما انفكت تقدمه الدولة لمنتجي هذه الشعبة، وفي مقدمتها توفير السقي، ناهيك عن برامج الدعم الأخرى، كتوسيع مساحات زراعة الحمضيات لتشمل مختلف بلديات الولاية، فضلا عن سياسة تجديد الأشجار، دون إغفال الدور الكبير الذي يلعبه الإرشاد الفلاحي والتكوين، ومرافقة الفلاحين في كامل الدورة الفلاحية، انطلاقا من عملية البذر إلى غاية فترة الجني، بالخصوص دور صندوق الوطني للتنمية والاستثمار الفلاح، مما ساهم وبشكل واضح في تحقيق ذلك المردود الجيد، الذي أضحى يتحسن من سنة إلى أخرى.نحو تصدير فائض الإنتاجيطمح العديد من الفلاحين بولاية سكيكدة، إلى تصدير منتجاتهم إلى خارج، لاسيما أمام تحقيق الاكتفاء ونقص وحدات التحويل، مما يضطرهم في كثير من الأحيان، إلى تسويق منتجاتهم لمعامل التحويل خارج تراب الولاية، كقالمة، سطيف، قسنطينة وحتى عنابة، أو حتى تسويقه إلى أسواق الولايات المجاورة، بما فيها أسواق العاصمة والبليدة، خصوصا أن حمضيات ولاية سكيكدة، تستمد شهرتها وجودتها من طبيعتها، دون اللجوء إلى استعمال الأدوية، ما عدا الأسمدة المخصصة لمحاربة الأمراض والحشائش الضارة. ويراهن العديد من المهتمين بشعبة الحمضيات بعاصمة “روسيكادا”، على جعل هذه الشعبة وغيرها، التي تعرف تطورا كبيرا بالولاية، على جعل تحقيق الاكتفاء الذاتي، بابا من أبواب جلب العمل خارج المحروقات، لاسيما أمام التحفيزات التي وضعتها الدولة للمنتجين.
م.ر