قضت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء عنابة، بعقوبة السجن النافذ لمدة 20 سنة في حق المتهم “ح.ص”، لارتكابه جناية الضرب والجرح العمدي المفضي إلى الوفاة دون قصد إحداثها، التي طالت الضحية “س.ر” البالغ من العمر 61 سنة، في جلسة خمر بالمنزل المتهم انتهت بجريمة قتل بعد تعرض الضحية لضربات في أنحاء متفرقة من جسمه، أخطرها على مستوى الرأس، وكانت كفيلة بإنهاء حياته بعد أن مكث لأيام بالمستشفى.
تعود حيثيات القضية إلى تاريخ 6 أفريل 2025، عندما تلقت مصالح الأمن الحضري العاشر بأمن ولاية عنابة نداءً مفاده التدخل على مستوى شارع كيشان العربي لاحتمال العثور على شخص في حالة خطر، وعلى الفور تنقل عناصر الضبطية القضائية إلى عين المكان، أين تبيّن من خلال الأشخاص العاملين بالمسكن في طور الإنجاز المجاور للمسكن محل التدخل وجود شخص ممدد على الأرض ينزف دماً. وتم التأكد من صحة المعلومة والتعرف على صاحب المسكن التابع للمشتبه فيه “ح.ص”، ومن خلال المعاينة الأولية المنجزة من قبل الضبطية القضائية تم العثور على شخص في حالة خطر ممدد على الأرض، كانت تبدو عليه آثار جروح على مستوى الرأس، وبالقرب منه المشتبه فيه السالف الذكر جالساً على كرسي، وكانت تنبعث من كليهما رائحة الكحول.
بعد نقل الضحية إلى المستشفى، بقي فاقداً للوعي ودخل في غيبوبة، وتعلق الأمر بالضحية “س.ع”. وبعد زوال مفعول الكحول عن المشتبه فيه “ح.ص”، تم سماعه من طرف مصالح الضبطية القضائية، أين صرح بأنه التقى بالضحية على مستوى محور الدوران إليزا بعنابة، وكان الأخير يحوز على قارورة كحول، حيث اتفق معه على مرافقته إلى منزله واحتساء الكحول سوياً، فتنقلا إلى مسكنه الكائن بشارع كيشان العربي، وبقيا في فناء المنزل يحتسيان الكحول إلى غاية وقت مبكر من الصباح.
وأضاف المتهم أنه خرج من بيته قصد اقتناء علبة سجائر وترك الضحية في مكانه وأغلق الباب من خلفه، وبعد عودته لم يتمكن من فتح الباب كونه نسي المفتاح بالداخل، فنادى على الضحية من أجل فتح الباب دون جدوى، مما اضطره إلى إحضار لوح خشبي كبير للصعود عليه ومحاولة الدخول، إلا أنه لم يتمكن، فصعد فوق جدار بيته ودخل، ليتفاجأ بوجود الضحية ممدداً على الأرض والدماء عليه، فحاول تقديم المساعدة له إلا أنه لم يستطع النهوض، نافياً أن يكون قد اعتدى عليه أو أن خلافاً نشب بينهما.
وقد توفي الضحية بالمستشفى الجامعي ابن رشد بعنابة.
أما الشاهد فصرح أنه بتاريخ الوقائع، عندما باشر عمله بالمسكن في طور الإنجاز المجاور لمسكن المتهم، وبمجرد صعوده إلى السطح شاهده يقوم بجرّ شخص ممدد على الأرض فاقداً للوعي وينزف دماً داخل الفناء، مؤكداً أنه بعدها قام بسكب المياه على الدماء قصد التخلص منها.
ن. إيدير
