استقبلت، جامعة باجي مختار عنابة، في إطار توطيد علاقات التعاون الأكاديمي والثقافي بين الجزائر وكوريا الجنوبية، وفدا رفيع المستوى من وكالة التعاون الدولي الكورية KOICA، في زيارة نوعية شملت ثلاث محطات بارزة، عكست عمق الشراكة بين الجانبين، وفتحت آفاقًا جديدة لتطوير برامج التكوين والتبادل.
استهل الوفد زيارته بالمشاركة في محاضرة علمية دولية نظمها القطب الجامعي سيدي عمار، تحت عنوان الطب الشرعي والعلوم القضائية: خبرات دولية وتطبيقات عملية”، ألقاها البروفيسور جونغ سيوك سيو، الرئيس السابق للجهاز الوطني للطب الجنائي بكوريا الجنوبية، والمدير التنفيذي لشركة KOFO Consulting، وأحد أبرز الخبراء الدوليين في المجال، المحاضرة التي احتضنها مسمع عبد الصمد قلاتي شهدت حضورا مكثفا ضمّ أساتذة مصلحة الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي، ضباط الشرطة العلمية من الدرك الوطني والأمن الوطني، ممثلين عن مدرسة الشرطة الهادي لخديري، أساتذة وطلبة من كليتي الطب والحقوق، إضافة إلى محامين وأساتذة من كلية العلوم، وقد تخلل المحاضرة نقاش مفتوح وفعال مع الحاضرين، سمح بتبادل الآراء والخبرات حول واقع وآفاق الطب الشرعي في الجزائر والعالم.
المحطة الثانية من الزيارة تمثلت في تنظيم اختبار رسمي في اللغة الكورية TOPIK، لفائدة طلبة قسم اللغة الكورية بمركز التعليم المكثف للغات، تحت إشراف السيدة Sojeong YUN، ممثلة وكالة KOICA، ويأتي هذا الاختبار بعد تجربة الطلبة مع تطبيق KOKOA المخصص لتعلم اللغة الكورية، والذي ستمنح رخصة استغلاله لاحقا لجامعة عنابة من طرف المؤسسة الكورية المطوّرة، في خطوة تعكس رغبة الطرفين في تطوير تعليم اللغة الكورية وتوسيع مجالات التكوين اللغوي والتبادل الثقافي.
وقد كان الركن الكوري بكلية الآداب واللغات هو المحطة التي اختتم بها الوفد زيارته، والذي يعد فضاء ثقافي ولغوي مخصص لدعم تعلم اللغة الكورية والتعريف بالثقافة الكورية في أوساط الطلبة، وخلال الزيارة، قدم الوفد هِبة متمثلة في مجموعة من الأقراص المضغوطة لموسيقى الـ K-Pop، وذلك بهدف تعزيز المحتوى السمعي للركن، وتشجيع الطلبة على التفاعل مع اللغة الكورية من خلال الوسائط الثقافية.
وفي الأخير، تعد هذه الديناميكية الجديدة التي تشهدها جامعة باجي مختار عنابة، مؤشرا إيجابيا على تحولها إلى قطب علمي متوسطِي ذي إشعاع دولي، وقادر على بناء جسور تواصل فعالة مع مؤسسات أكاديمية كبرى حول العالم، ومع استمرار هذه المبادرات، يتوقع أن يشهد المستقبل القريب إطلاق مشاريع أكاديمية رائدة تصب في صالح الطلبة، الباحثين، والمجتمع العلمي ككل.
ريم دلالو