استقبلت المؤسسة الاستشفائية لولاية سوق أهراس، مؤخرا، في خطوة نوعية تهدف إلى ترقية المنظومة الصحية وتعزيز التنسيق بين مختلف المؤسسات الاستشفائية على المستوى الوطني، وفدا طبيا أكاديميا متخصصا تابعا للمركز الاستشفائي الجامعي لولاية عنابة، وذلك في إطار تفعيل اتفاقية التوأمة المبرمة بين المؤسستين.
تندرج هذه الزيارة في إطار برنامج تعاون استراتيجي يهدف إلى نقل وتبادل الخبرات بين الطواقم الطبية، دعم قدرات التكوين المستمر لفائدة الأطباء العامين والمتخصصين، تحسين جودة التكفل بالمرضى خاصة في التخصصات الحساسة والدقيقة، المساهمة في تقليص الفوارق في مستوى الخدمات الصحية بين المؤسسات الاستشفائية الكبرى والمناطق الداخلية، وقد ضم الوفد الطبي كوكبة من الأساتذة الجامعيين والأطباء المتخصصين في مجالات طبية دقيقة، وهم البروفيسور رحموني خليفة رئيس مصلحة أمراض الكلى وتصفية الدم، من أبرز الأسماء في هذا التخصص، البروفيسور عمورة كمال عميد كلية الطب بجامعة عنابة، وأستاذ متمرس في علم الميكروبيولوجيا، المشهود له بالكفاءة والتأطير الأكاديمي، البروفيسور فريقع هشام طبيب مختص في أمراض الكلى وتصفية الدم.
البروفيسور مريش حسام: أستاذ مختص في علم المناعة، الدكتور أوناصر أنيس مختص في أمراض الكلى وتصفية الدم، وعضو فاعل في برامج التعاون الطبي.
شهدت هذه الزيارة برنامجا مكثفا من الأنشطة الطبية والعلمية، تم تنفيذها على مدار يوم كامل، حيث شملت فحوصات طبية معمقة لعدد معتبر من المرضى، خاصة أولئك الذين يتابعون علاجهم على مستوى مصلحتي أمراض الكلى والطب الداخلي، تحليل وتقييم الفحوصات الطبية المعقدة لعدد من الحالات، مع تقديم استشارات طبية دقيقة، تنظيم ملتقى تكويني لفائدة الأطباء العامين والبيولوجيين بولاية سوق أهراس، ركز على آخر المستجدات العلمية في مجالات الميكروبيولوجيا، المناعة، أمراض الكلى، وتصفية الدم، وقد عرف تفاعلا كبيرا من طرف المشاركين.
وتعتبر هذه المبادرة إحدى اللبنات الأساسية في استراتيجية وطنية تهدف إلى تطوير الطب الجهوي، عبر تمكين الأطباء العاملين في المناطق الداخلية من الاستفادة من تجارب وخبرات زملائهم في المؤسسات الجامعية الكبرى، مما يسهم في رفع مستوى التكفل الصحي محليا، تقليل التحويلات الطبية نحو مراكز جامعية، تعزيز التكوين المستمر والتشبيك العلمي بين الأطباء.
من المنتظر أن تتبع هذه الزيارة زيارات مماثلة في المستقبل، تشمل تخصصات طبية أخرى مثل أمراض القلب، الجراحة العامة، طب النساء والتوليد، وطب الأطفال، في إطار برنامج تكاملي طويل المدى بين المؤسستين. كما سيتم العمل على توسيع مجالات التعاون لتشمل تبادل فرق التكوين الطبي، تنظيم ورشات عملية، اعتماد منصات تشخيص عن بعد (télémédecine).
وفي ختام هذه المبادرة، تتقدم المديرية العامة للمركز الاستشفائي الجامعي بعنابة بجزيل الشكر والامتنان لجميع الأساتذة والأطباء الذين شاركوا في هذه المهمة النبيلة، مشيدةً بروح التضامن المهني والتعاون العلمي، الذي يهدف بالأساس إلى تحسين جودة الخدمات الصحية وتطوير الأداء المهني للأطقم الطبية على المستوى الوطني.
ريم دلالو