باشرت الإدارة المسيرة والتقنية لمؤسسة فرتيال بعنابة، خلال الأيام الأخيرة عملية صيانة واسعة ومعقدة لوحدة الأمونياك، التي تعتبر العصب الرئيسي للمؤسسة وإنتاجها، اعتمادا على خبرات وكفاءة مهندسيها وعمالها الذين رفعوا التحدي لإنجاز هذه المهمة الصعبة والمعقدة خاصة وأنها عملية الصيانة الأولى من نوعها منذ عقود من الزمن بعد الاستنزاف الذي شهده المصنع ككل وبوحدة الأمونياك خصوصا خلال فترة تسييره من قبل الشركاء السابقين بحثا عن الربح فقط دون الاهتمام بالمعدات بالقدر الكافي للحفاظ عليها.
وبحسب مصادر أخبار الشرق فإن عملية التجديد والتهيئة والصيانة التي رصدت لها الإدارة الغلاف المالي اللازم ووضعت تحت تصرف العمال والإطارات الإمكانيات المطلوبة، مست بشكل أساسي الفرن وبعض ومعدات وآلات سلسلة الإنتاج بعد ما عرفته الوحدة من تدهور في حالة التجهيزات الأساسية بها من أجل استمرارية إنتاجها، ما سيسمح بعد انتهاء العملية من رفع طاقتها الإنتاجية والزيادة في السلامة المهنية والبيئية سواء داخلها أو في المحيط المجاور لها بما فيه الجو، كما أن تنفيذ هذه العملية الواسعة والمعقدة بسواعد أبناء المؤسسة وبإمكانياتها الخاصة سيعفي المؤسسة من مبالغ مالية معتبرة تقدر بعدة ملايير، في حال تمت عملية الصيانة من قبل مؤسسات خاصة أو أجنبية كما كان معمول به سابقا، الأمر الذي يجعل العملية تندرج في إطار ترشيد النفقات و الاعتماد على الإمكانيات المحلية وفق التوجه المسطر من قبل الوصاية العليا في البلاد الرامي إلى شفافية تسيير المؤسسات الاقتصادية العمومية.
كما أضافت ذات المصادر أن هذا القرار المتخذ من قبل المدير العام لمجمع أسمدال جاء بالتشاور مع المدير العام لمؤسسة فرتيال “صياد رياض” الذي شغل سابقا مناصب عديدة في إدارة الصيانة بمجمع سونطراك، ومدير المصنع محمد بهلول، لخوض عملية الصيانة لوحدة الأمونياك ووضع الثقة في كفاءات وعمال المؤسسة لتنفيذه بإشراف ومتابعة ميدانية من قبل هذين الأخيرين، سمح بسير عملية الصيانة وإعادة التهيئة بوتيرة عالية وبكفاءات محلية، ويرتقب أن تنتهي العملية خلال شهر ديسمبر الجاري ما يشير إلى أنها تمت في ظرف زمني قياسي نتيجة العمل المكثف بخبرات جزائرية وبرنامج تقني علمي مسطر،
ويرتقب بحسب ذات المصادر أن تعود وحدة الأمونياك بمصنع فرتيال للإنتاج بطاقاتها كاملة فور انتهاء عمليات الصيانة واستكمال لتمويل السوق الوطنية والدولية بهذه المادة بالغة الأهمية لصناعة الأسمدة الزراعية والمخصبات التربة، خاصة وأن مؤسسة فرتيال عنابة مصنفة كواحدة من أهم المؤسسات في هذا النوع من الصناعة في الوطن وفي البحر الأبيض المتوسط، وقد حققت منذ تولي الدولة الجزائرية عبر مجمع سوناطراك تسييرها أرقاما هامة سواء من حيث الإنتاج أو من حيث الميزانية وكذا من حيث السلامة البيئية، بعد أن كانت سابقا تشهد عملية استنزاف حقيقية من الشريك الأجنبي الذي يبحث عن الربح السريع خلال سنوات عقده دون الأخذ بعين الاعتبار الحفاظ على مقدرات وعتاد وتجهيزات المصنع.
وتجدر الإشارة إلى أن المؤسسة ستحظى بعد انتهاء مشروع توسعة ميناء عنابة برصيف خاص قريب منها لشحن إنتاجها في البواخر، ما يعني إنهاء عهد الأنبوب الممتد على طول شاطئ سيبوس حاليا إلى غاية ميناء عنابة، والذي كان لسنوات محل تخوف وسط مطالب بتمريره تحت الأرض قبل أن تتخذ السلطات العليا في البلاد قرار إنشاء رصيف لها كمشروع تكميلي ضمن مشروع توسعة ميناء عنابة.
لطفي.ع