تنطلق اليوم الخميس، فعاليات الطبعة السابعة للمهرجان الثقافي للإنتاج المسرحي النسوي، التي تحتضنها مدينة عنابة بالمسرح الجهوي عزّ الدين مجوبي، وسط ترقب لحضور ومشاركة أسماء فنية وثقافية جزائرية لمعت على الركح وأثرت في صناعة المشهد الفني في الجزائر خلال عدة سنوات، رافقوا أجيالا من الجمهور وعشاق أبو الفنون. هذه الطبعة ستكرم إحدى أبرز أيقونات الفن الرابع الجزائري، الراحلة نورية قزدرلي، تقديراً لمسيرتها الفنية الثرية بأكثر من ثلاثمائة عمل فني، ونضالها في صفوف الحركة الوطنية التحريرية، حيث صرحت محافظة المهرجان رانيا سروتي في وقت سابق، بكون السيدة نورية قزدرلي تعد قدوة للأجيال الشابة، فقد كرست حياتها للحفاظ على التراث الجزائري والترويج للغة المحلية “الدارجة”، كما ساهمت رفقة السيدة كلثوم، في فرض وجود المرأة الجزائرية على خشبة المسرح الجزائري، في حين تسعى الطبعة السابعة للمهرجان تحت إشراف المحافظة رانيا سروتي، والمديرة الفنية ليندا سلام، إلى تقديم منهجية مبتكرة، من خلال تسليط الضوء على الإمكانات المتوفرة في المسرح النسوي في الجزائر، مع استكشاف السبل الكفيلة بتطويره وتعزيز مكانته على الساحة الوطنية، بحيث أن الهدف المنتظر دائما جعل المهرجان كمنصة تجمع كل الطاقات والكفاءات، بغية تعزيز الإنتاج المسرحي النسوي والترويج له على المستوى الوطني والدولي. كما يتضمن البرنامج المسطر، أيضا أربع ندوات تعنى بدراسة دور مهرجان عنابة، في تفعيل الممارسة المسرحية النسوية منذ تاريخ تأسيسه في 2012، كما سيتم أيضا مناقشة مدى مساهمة المسرح المؤسساتي في تطوير المسرح النسوي والمسرح المستقل عامةً ومحاور وجلسات نقاش أخرى ستشد أنظار المهتمين بأبو الفنون، وتضم لجنة التحكيم المعلن عنها لهذه الدورة لهذا العام عدة شخصيات بارزة في مجالات مختلفة، بداية بسمية بن عبد ربو، رئيسة لجنة التحكيم، وهي دكتورة في الفنون الدرامية، ومتخصصة في النقد المسرحي، كما تضم لجنة التحكيم للمهرجان الثقافي الوطني للإنتاج المسرحي النسوي المرتقب تنظيمه بعنابة بداية من اليوم، صافي بوتلة، موسيقي، ومؤلف موسيقي، إلى جانب الفنانة والممثلة مليكة بلباي، وسمير الحكيم الممثل، كذلك يحيى عبد المالك السينوغراف. ومن المرتقب أن تتولى اللجنة تقييم العروض المسرحية المتنافسة، حيث ستشارك ثماني فرق في المسابقة من أجل الظفر بالجوائز المحدّدة، جائزة “كلثوم” لأحسن عرض مسرحي، وجائزة “كلثوم” لأحسن نص أصلي أو اقتباس، وجائزة “كلثوم” لأحسن إخراج، كذلك جائزة “كلثوم” لأحسن أداء نسوي، وجائزة “كلثوم” لأحسن أداء رجالي، وجائزة “كلثوم” لأحسن سينوغرافيا، وجائزة “كلثوم” لأحسن موسيقى أصلية، جائزة “كلثوم” لأحسن كوريغرافيا، وجائزة “كلثوم” للجنة التحكيم. وطيلة أسبوع المهرجان، سيتم تقديم عروض مسرحية مضبوطة المدة والوقت، إلى جانب تنظيم ندوات فكرية، وورشات تكوينية، وأنشطة ثقافية متنوعة، بحيث سيكون الجمهور العنابي الوفي للفن الرابع، وأهلَ الاختصاص مدعوا لحضور فعاليات هذه الطبعة، والاستمتاع ببرنامج ثري يحتفي بالإبداع المسرحي النسوي والتعبير الفني على خشبة المسرح، كما تنظم إدارة المهرجان ورشتين في الكتابة الدرامية والإخراج المسرحي، بإشراف مكونين أكاديميين، بغية منح الفرصة للراغبين في تطوير مهاراتهم وتعزيز معارفهم، تهدف هذه الورشات إلى إبراز أهمية الجمع بين الأسس الأكاديمية والمنهجية من جهة، والشغف الفني والإبداعي من جهة أخرى، قصد تمكين المشاركين من تحقيق التميز في المجال المسرحي.
أمير قورماط