أحيت، أمس، جامعة باجي مختار عنابة، الذكرى الـ63 لعيد النصر، كفرصة تاريخية هامة لاستذكار تضحيات أبطالنا الذين سطروا بدمائهم صفحة مشرقة في تاريخ الجزائر. وكانت احتفالية جامعة باجي مختار عنابة، بالذكرى الثالثة والستين لعيد النصر في أجواء وطنية مميزة، حيث شهدت الفعالية حضورًا واسعًا من الأساتذة، الموظفين، والطلبة، إلى جانب نواب مدير الجامعة، وعمداء الكليات، وكافة الطاقم الإداري والتسييري، وقد أقيمت التظاهرة في كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير بالقطب الجامعي بن باديس، وافتتحت بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، وعزف النشيد الوطني الجزائري، ثم ألقى حسن معاوي، نائب مدير الجامعة المكلف بالعلاقات الخارجية، كلمة نيابة عن مدير الجامعة، حيث أكد على أهمية الذكرى في تعزيز قيم الوطنية والوفاء لتضحيات الشهداء الأبرار، وتضمن برنامج هذه الفعالية التاريخية عرضا سمعيا بصريا بعنوان “من النضال إلى النصر”، كذلك تقديم مداخلة الدكتور شرقي محمد بعنوان “طريق الحرية”، إلى جانب عرض قراءة شعرية للطالبة بوعشة أصالة، تلتها مداخلة الدكتور روابحي العياشي، بعنوان “اتفاقية إيفيان لوقف النار وانتصار الدبلوماسية الجزائرية”، وعرض سمعي بصري بعنوان “حكاية انتصار”. ألحقت هذا العرض مداخلة الدكتور صرهودة يوسفي حول “بنود اتفاقية إيفيان بين استعمار فرنسا وإصرار الوفد الجزائري”، مع تنظيم معرض للكتب التاريخية، وأنشطة خاصة بأندية الأقسام داخل الكلية، بحيث أن هذه الاحتفالية كانت مناسبة هامة لتجديد العهد مع قيم التضحية والنضال، وترسيخ روح الوطنية بين الطلبة، في أجواء مفعمة بالاعتزاز بتاريخ الجزائر المجيد. وكان هذا الحدث فرصة لاستذكار تضحيات أبطال الجزائر الشهداء، الذين سطروا بدمائهم صفحة مشرقة في تاريخ الجزائر، من خلال برنامج ثري يشمل كلمات رسمية، وعروض تاريخية وثقافية، وتكريم رموز النضال الوطني. وتؤكد هذه الاحتفالات التاريخية التي تستذكر تاريخ مجيد لأمة عظيمة، كل ما فعلته فرنسا الاستدمارية، وأن الاحتلال الفرنسي عمل كل ما في وسعه من أجل إبادة الشعب الجزائري، وطمس هويته الوطنية، حيث ترسخ الاحتفالية أهمية الاستلهام من تضحيات الشهداء والمجاهدين وغرس الروح الوطنية، التي كانوا يتحلون بها في نفوس الأجيال الصاعدة. إذ يؤكد مؤرخون أنّ وقف إطلاق النار لم يكن هبة من المحتل الفرنسي، بل واقعا فرضته قوة الشعب الجزائري وثورته، كذلك فإن إحياء وتخليد الجامعة الجزائرية لهذه الذكرى من عيد النصر، يأتي للتأكيد على الرمزية التاريخية للدور الهام المنوط بها للمساهمة في مسار بناء الجزائر الجديدة، وذلك في إطار تنفيذ برنامج الحكومة وتجسيد التزامات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
أمير قورماط