استفاد، أزيد من 200 بحار مؤخرا، من شهادات اعتماد الخبرة المهنية، ضمن سياسة تكوين تراعى فيها احتياجات المهنيين ويتم ضبطها حسب الطلب، حيث يعرف قطاع الصيد البحري بولاية عنابة، جملة من الرهانات التي أثرت بشكل مباشر على نشاط الصيادين والمهنيين وعلى رأسها غياب ميناء صيد بحري خاص، ما أدى إلى اكتظاظ كبير في الميناء التجاري الحالي بمنطقة سيبوس، وتفاقم معاناة البحارة بسبب ضيق المساحات وفوضى الرسو الناتجة عن عدم الالتزام بمخطط واضح. وفي هذا الصدد، أكد مجموعة من ممتهني الصيد البحري، بأن غياب مخطط خاص برسو السفن، نتج عنه فوضى يومية ومشاجرات بين البحارة، داعين إلى ضرورة تدخل الجهات المعنية لوضع مخطط رسو السفن، من أجل تنظيم الميناء وتوسيعه بما يستوعب النشاط المتزايد في الولاية، وفي المقابل، يشهد الميناء التجاري سيبوس، أشغال توسعة الميناء، حيث من المتوقع أن يتم إنشاء ميناء جديد مخصص للصيد البحري، ما قد يضع حدا جزئيا لهذه المعاناة، ويوفر بيئة عمل لائقة ومهيكلة للصيادين، أما في الجانب الاجتماعي، فلا تزال إجراءات الضمان الاجتماعي والتقاعد تشكل هاجسا للمهنيين، بفعل التعقيدات الإدارية، وضعف الرقمنة، حيث طالب المهنيون بـ رقمنة سجلات البحارة لتسهيل عملية استخراج الوثائق، خاصة في حالات التقاعد أو الوفاة، وضمان حقوقهم الاجتماعية بسلاسة وشفافية إلى جانب تحسين ظروف العمل من خلال تسهيل الإجراءات الإدارية، وتوفير أدوات العمل القانونية، بالإضافة إلى تنظيم دورات تكوينية في الإسعافات الأولية لحماية البحارة من الأخطار اليومية في عرض البحر، إلى جانب تعزيز الوعي البيئي لدى الصيادين من خلال حملات تحسيسية مستمرة، تهدف إلى الحفاظ على الثروة السمكية وضمان استدامتها للأجيال القادمة.
ريم دلالو