دخل اهتمام السلطات المحلية وفق النظرة الاستشرافية لمستقبل حي سيدي سالم العريق ببلدية البوني لتحويله إلى وجهة سياحية توسعية جديدة بالولاية، مرحلة التنفيذ لسلسلة المشاريع التي أعلن عنها والي عنابة منذ أشهر قليلة وتعهد بتجسيدها الفعلي ومرافقتها ضمن البرنامج التنموي المسطر لتحقيق الإنعاش الاقتصادي وخلق الثروة المحلية المسطر، ومن بينها 3 مشاريع هامة في مقدمتها المشروع الاستثماري لإنجاز قرية سياحية بمواصفات عالمية وإعادة تهيئة الكورنيش وإنشاء ميناء لرسو القوارب.
حيث خلص الاجتماع الذي عقده الوالي أمس الأول رفقة الهيئات المحلية المعنية وصاحب المشروع، إلى اتخاذ قرارات فورية وإعادة إحياء مشروع القرية السياحية بحي سيدي سالم وإيجاد الحلول التقنية الكفيلة لمباشرة إجراءات الإنجاز في غضون الأشهر القليلة القادمة، بعد أن كان المشروع رهين بعض الصعوبات على مدار سنوات ماضية ليتم تحرير الملف من القيود التي كانت تحاصره وتم اتخاذ القرارات المناسبة على غرار حظائر تربية الماشية المتواجدة بالمنطقة مع إيجاد الحلول التقنية والقانونية لتمكين صاحب المشروع من إيداع ملف رخصة البناء بعد رفع بعض التحفظات البسيطة لانطلاق أشغال الإنجاز في غضون أشهر قليلة قادمة ربما قد لا تتعدى نهاية الثلاثي الأول من السنة الجارية.
مشروع القرية السياحية في إطار الاستثمار الخاص، والذي يراهن عليه لتغيير واقع حي سيدي سالم إلى جانب الاستثمارات العمومية قيد الانجاز وبحسب البطاقات التقنية والدراسات، يتربع على مساحة قرابة 10 هكتار بطاقة استيعاب 450 سريرا موزعة عبر عشرات الشاليهات الصديقة للبيئة وباستعمال الطاقات المتجددة، مع سلسلة من المطاعم والمرافق الخدماتية والتجارية ومركز للألعاب، وكذا قرية ألعاب مائية تصنف مساحتها على أنها أكبر حوض مائي ترفيهي بالولاية، وهي المعايير التي ستساهم في خلق الثروة المحلية وتنشيط العديد من النشاطات التبعية مع تغيير صورة الواجهة البحرية بشاطئ سيدي سالم الذي يتربع على طول أزيد من 1 كليومتر وخلق قبلة سياحية عائلية جديدة عبر الشريط الساحلي لعنابة، كما سيوفر المشروع أزيد من 400 منصب شغل مباشر وعشرات مناصب الشغل الأخرى غير المباشرة، وبالتالي مضاعفة فرص العمل لشباب المنطقة، ومن جهته والي عنابة بحسب بيان نشر على الصفحة الرسمية لولاية عنابة وموازاة مع عمله على إيجاد الحلول لدخول المشروع مرحلة تحضيرات للانطلاق الفعلي للأشغال، حرص في المقابل على التأكيد على توفر مجموعة من المعايير من بينها التركيز على الطابع المتوسطي للمنطقة وانجاز نفق يربط القرية السياحية بشاطئ سيدي سالم في الجهة المقابلة في إطار الجمالية العمرانية.
وفي ذات السياق وبحسب الدراسات المعروضة خلال الإجتماع والمنجزة من قبل مكتب الدراسات العالمي “أنيس دبق” الذي أنجز أزيد من 10 مشاريع سياحية كبيرة ومماثلة لمشروع القرية السياحية، فإن مشروع القرية السياحية بحي سيدي سالم صمم بمواصفات عصرية وراقية راعت فيها مكانة الشاطئ وولاية عنابة المتوسطية، ما سيجعله مرفق سياحي وعمراني حديث من شأنه إعطاء جمالية للمنطقة ككل، ومن جهته مسير مؤسسة “HOTEL SHYPE” علي مباركي وفي تصريح لـ”أخبار الشرق” اعتبر مبادرة الوالي ولإيجاده الحول الكفيلة بتجسيد المشروع على أرض الواقع تأكيد للحرص على مرافقة الاستثمار الفعال لخدمة الولاية ضمن مسعى السلطات العليا في البلاد للإنعاش الاقتصادي وتوفير مناصب الشغل وخلق فضاءات سياحية جديدة، مؤكدا أن مؤسسته ستعمل على تجسيد المشروع خلال فترة الإنجاز المحددة بـ 36 شهرا من تاريخ بدأ الأشغال موازاة مع القيام بإشغال التهيئة المحيطة التي من شأنها إعطاء الصورة المثلى عن الشاطئ بالتنسيق مع السلطات المحلية.
وتجدر الإشارة، إلى أن انطلاق مشروع القرية السياحية بحي سيدي سالم في غضون الأشهر القليلة القادمة يأتي موازاة مع انطلاق مشروع انجاز ميناء لرسو قوارب الصيد التقليدي، وموافقة السلطات المركزية على مخطط التوسع السياحي بمنطقة سيدي سالم، إضافة إلى انطلاق الدراسات المتعلقة بمراجعة مخطط التوجيه العمراني للمنطقة ومشروع إعادة تهيئة كورنيش سيدي سالم، وهي كلها مشاريع على مدى قريب ومتوسط سيكون لها الأثر الواضح في تغيير واقع الحي وتحريك التنمية فيه وتحويله إلى قبلة سياحية جديدة بجوهرة الشرق.
لطفي .ع