بزنسة” على المكشوف وتشييد منازل خاصة بدون رخصة”
مافيا العقار” تبسط يدها على أراضي الدولة في عنابة”
عانت ولاية عنابة خلال 30 سنة الأخيرة من تشوه عمراني كبير نتيجة غياب التخطيط وفوضى منح رخص البناء، بالإضافة إلى تشييد مئات البنايات الفوضوية على الأراضي العمومية التي إستغل بعض السماسرة ضعف الرقابة من أجل وضع يدهم عليها والمتاجرة بها وكأن الأمر يتعلق بعقارات تدخل ضمن ملكياتهم الخاصة، حيث تسبب هذا التسيب في تشييد عشرات المنازل الخاصة على أراضي الدولة التي وجدت نفسها أمام معضلة حقيقية صعب عليها التعامل معها، خاصة وأن هذه الظاهرة ما تزال متواصلة والإعتداءات تحدث بشكل مستمر.
البنايات والتوسعات الفوضوية تغزو بلدية عنابة
تعرف بلدية عنابة فوضى عمرانية كبيرة دفعت العام والخاص إلى أن يجمع على أن توقيف هذه الجرائم التي لعب المسؤولون الذين تعاقبوا على ولاية عنابة خلال السنوات الأخيرة دور المتفرج حيالها يستوجب شجاعة حقيقية ودعم من جميع السلطات وسكان الولاية، حيث تحاصر البنايات والمنازل الفوضوية البلدية من كل جانب، كما يتم الدوس على تراخيص البناء من خلال إضافة طوابق أكثر مما هو مرخص له وتشييد عمارات شاهقة في مناطق يفترض ألا يتعدى عدد طوابق البنايات بها طابقين فقط، على غرار ما هو الحال في حي “سانكلو”، في هذا الإطار فقد أعلن رئيس البلدية يوسف شوشان أنه سيسعى لمحاربة البنايات الفوضوية والتوسعات غير المرخصة التي تعتبر من بين المتسببين فيها المصلحة التقنية ببلدية عنابة.
حتى بلدية سرايدي مستها الظاهرة و”المير” يقرر التحرك
لا تقتصر ظاهرة تشييد بنايات ومنازل بدون رخصة على بلدية عنابة، بل وصل الأمر حتى إلى بلدية سيرايدي التي تعد واحدة من أجل بلديات الولايات، نظرا لكونها بلدية جبلية وحافظت على طابعها العمراني الخاص لسنوات، غير أن السنوات الأخيرة شهدت تشويها ممنهجا للنسيج العمراني ببلدية سرايدي التي عرفت تشييد بنايات بدون رخصة ومتاجرة غير مشروعة بأراضي تقع ضمن الأملاك الغابية الوطنية، حيث أصبح الإسمنت والآجر يزين العديد من المناطق الغابية بسرايدي التي قرر رئيس بلديتها هو الآخر التحرك من أجل القضاء على هذه الفوضى بالطرق القانونية وبدعم من محافظة الغابات، خاصة وأن رئيس البلدية السابق متابع قضائيا في قضية تتعلق بمنح تراخيص بناء في مناطق غابية.
البنايات الفوضوية تحاصر بلديات البوني، سيدي عمار وواد العنب
تعتبر بلدية البوني أكثر بلدية تعاني من إنتشار البنايات الفوضوية التي تحاصرها من كل جانب، إنطلاقا من حي الشابية التي شيدت ولا تزال تشيد به بنايات خاصة على العقار العمومية، مرورا بحي خرازة ووصولا إلى منطقة عين الشهود التي شهدت قبل بضعة سنوات تهديم بنايات شيدت بدون رخصة ولكن العملية توقفت عند ذلك الحد ولم تتواصل، كما تشهد بلدية سيدي عمار تجاوزات بالجملة على العقار العمومي شأنها في ذلك شأن بلدية واد العنب الذي يعتبر حي واد زياد أفضل مثال على التعدي على العقار العمومي من طرف سماسرة إستباحوا أراضي الدولة وتاجروا بها أمام العام والخاص وتسببوا في تشويه عمراني كبير يصعب معه حتى تمرير قنوات الصرف الصحي وشق الطرقات والقيام بأشغال التهيئة.
تسجيل إعتداءات على العقار العمومي ببلدية شطايبي
دخلت بلدية شطايبي قائمة البلديات التي يتم فيها الإعتداء على العقار العمومي، بإعتبار أن البلدية تعتبر من البلديات النائية والبعيدة عن عاصمة الولاية بحوالي 60 كيلومتر، غير أن تحسن الأحوال الأمنية دفع الكثيرين للإستثمار في ضعف الرقابة وتفشي الفساد الإداري من أجل تشييد بنايات على أراضي عمومية بدون رخصة وذلك بهدف قضاء فيها عطلهم الصيفية وتأجيرها، بإعتبار أن البلدية تتوفر على شواطئ ساحرة ومناطق عذراء تستقطب آلاف الزوار سنويا، حيث كشفت مصادرنا بهذا الخصوص أن بلدية شطايبي تحصي أكثر من 100 منزل مشيد بدون رخصة يستدعي تحرك السلطات المحلية من أجل إتخاذ الإجراءات القانونية بحق مشيديها وتهديمها.
سماسرة يبيعون أراضي الدولة بمبالغ زهيدة
أكدت لنا مصادرنا بأن سماسرة العقار العمومي يبيعون الأوعية العقارية التابعة للدولة بمبالغ أقل ما يقال عنها بأنها زهيدة تشيد عليها منازل خاصة فخمة بشكل غير قانوني، فبعد أن كانت تجري عمليات التشييد ليلا خوفا من أعين الرقابة، أصبح التشييد يتم جهارا نهارا، كما أن الأوعية العقارية التي لم تبع بعد فهي مسيجة وينتظر السماسرة قدوم من يقبل على شرائها بدون وثائق وقد أكدت مصادرنا أن سعرها يتراوح بين 1 و1.5 مليون سنتيم، حسب الموقع الذي يوجد فيه الوعاء العقاري.
إتهامات متكررة للمنتخبين المحليين بالتواطؤ في التعدي على العقار العمومي
يواجه المنتخبين المحليين بولاية عنابة بإستمرار إتهامات مباشرة وغير مباشرة من سكان الولاية بالتواطؤ مع سماسرة العقار في التعدي على أراضي الدولة وذلك من خلال إغماض أعينهم عن الإعتداءات التي يعلمون بها، حيث أكد لنا بعض سكان المناطق التي شيدت بها منازل بدون رخصة بأن مواقع البناء يتم إخلائها قبل قدوم أعوان البلدية المكلفين بالتصدي لمثل هذه الممارسات وهو ما يؤكد حسب المواطنين الذين تواصلنا معهم وجود تواطؤ من الأطراف التي تعلم بموعد الخرجات الرقابية.
محافظة الغابات تكثف خرجاتها للتصدي للإعتداءات على الأملاك الغابية
كثفت محافظة الغابات من خرجاتها الميدانية بهدف مراقبة الإعتداءات التي تقع بحق الأملاك الغابية الوطنية، حيث وقفت مؤخرا على إعتداءات مماثلة بكل من بلدية سرايدي وبرحال ما دفعها لإتخاذ إجراءات قانونية بحق المعتدين، كما أن المحافظة بادرت بإنجاز برج مراقبة في بلدية سرايدي يمكن أعوانها من تغطية مناطق غابية بإستعمال المنظار وبالتالي التدخل في حال تسجيل أي إعتداء على الغطاء الغابي الذي أصبح المستهدف رقم واحد الآن بسبب الإعتداء على أغلب الأوعية العقارية العمومية في المناطق التي تشهد هذا النوع من الإعتداءات، كما أن سكان الولاية لا يتوانون في التبليغ عن الإعتداءات على الغطاء الغابي، خاصة تلك التي تشهدها منطقة ضربان ببلدية عنابة