بلديات تقرر التخلي عن التعاون معها تدريجيا بسبب عدم التزامها بالعقود
أطلقت السلطات المحلية لولاية عنابة سنة 2016 المؤسسة الولائية ذات الطابع الاقتصادي والتجارية “عنابة نظيفة” وذلك بهدف المساهمة في تحسين الوضع البيئي على مستوى بلديات الولاية من خلال تحسين عملية تسيير النفايات، غير أن هذه المؤسسة لم تنجح في تحقيق الطموحات التي كانت معلقة عليها وذلك بشهادة رؤساء البلديات الحاليين والسابقين والعديد من المسؤولين المحليين الذين أجمعوا على أن هذه المؤسسة أصبحت عبئا على البلديات عوض أن ترفع عنها المسؤولية المرتبطة برفع القمامة، فرغم الإمكانيات المادية التي وضعت تحت تصرف المؤسسة والدعم الذي تحظى به من قبل البلديات المتعاقدة معها، إلا أن المؤسسة وجدت نفسها غير قادرة على الالتزام بمقتضيات العقود التي وقعتها وهو ما دفع البلديات المتعاقدة معها إلى العمل على التخلي تدريجيا عن المؤسسة، من خلال تكليف مصالح النظافة برفع أكبر قدر ممكن من النفايات وعدم التعويل على عنابة نظيفة
البلديات تغرق في القمامة بسبب عجز المؤسسة
كشف لنا عدد من المسؤولين المحليين أن العديد من الاجتماعات التي تم عقدها مع مؤسسة عنابة بخصوص النظافة ورفع القمامة، يتم الخروج منها بنتائج وخريطة عمل تعطي أملا حول تحسن الوضع، غير أن عنابة نظيفة لا تلتزم في الغالب بالوعود التي تقدمها على لسان مسؤوليها، على غرار ما حدث مؤخرا على مستوى بلدية البوني، أين ترأس رئيس دائرة البوني اجتماعا بهدف تحسين عملية تسيير النفايات، حيث تم وضع برنامج عمل للقضاء على النقاط السوداء للنفايات الصلبة والمنزلية في مختلف أنحاء البلدية، غير أن مصالح البلدية لمست بعدها عدم التزام المؤسسة بالعمل الذي أكدت أنها ستقوم به، رغم وضع البلديات عتادها تحت تصرف المؤسسة لتحسين عمليات رفع القمامة والفضلات المختلطة
عمال المؤسسة يتقاضون أجورا أحسن من تلك التي يتقاضاها أعوان البلديات
تعاني مؤسسة عنابة نظيفة في الوفاء بالتزاماتها، رغم أن عمالها يتقاضون أجورا تصل إلى قرابة ضعف ما يتقاضاه أعوان البلديات الذين يعملون على مستوى مصالح النظافة، لكن ورغم التزام البلديات بدفع المستحقات المالية للمؤسسة، إلا أن هذه الأخيرة تعاني من صعوبات مالية جعلتها في كثير من الأحيان غير قادرة على دفع المستحقات المالية للعمال البالغ عددهم حوالي 550عاملا، كما أن المؤسسة كانت على حافة الإفلاس قبل سنة، إلى درجة أنها لم تتمكن من تسديد مستحقات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والممولين الخواص بقطع الغيار والألبسة ومحطات البنزين وفي كل مرة تصل فيها المؤسسة إلى هذه المرحلة، تتدخل مصالح الولاية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه باعتبار أن والي عنابة هو رئيس مجلس إدارة مؤسسة عنابة نظيفة
تراجع كبير في المداخيل المالية للمؤسسة
كشفت مصادرنا، أن عدم قدرة مؤسسة عنابة نظيفة على تسيير النفايات في البلديات المتعاقدة معها واقتصار عملها على بعض المناطق فقط، جعل مداخيلها المالية تتراجع بشكل كبير، باعتبار أن المداخيل المالية مرتبطة بوزن القمامة التي ترفعها يوميا في كل بلدية، حيث أثر هذا التراجع بشكل سلبي على الوضعية المالية لعنابة نظيفة، فعلى سبيل المثال تراجعت مداخيل المؤسسة من بلدية البوني من 17 مليار إلى 6 ملايير، حيث أصبحت هذه البلدية تعتمد على إمكانياتها الخاصة لرفع القمامة والنفايات، بعد أن لمست عدم جدية من طرف المؤسسة في التكفل بهذا الأمر، فالعديد من الأحياء السكنية في البوني تعرف انتشار كبيرا للقمامة والفضلات المختلطة، حيث دفع هذا الوضع مصالح البلدية إلى التواصل مع الجهات الوصية لدفع المؤسسة لالتزام بمسؤولياتها بدون أن يساهم ذلك في تحسين الوضع
عنابة نظيفة تعاني من عجز في العتاد نسبته 40% !
أعلن المدير العام لـ عنابة نظيفة قبل أشهر أن المؤسسة تعاني من نقص في العتاد نسبته 40% وأن هذا العجز يعد من بين أسباب الصعوبات التي تواجهها المؤسسة في تسيير النفايات، خاصة بعد إجهاد العتاد المتوفر وكثر الأعطاب التي تصيب الشاحنات، غير أن السلطات المحلية قامت بتخفيض نسبة هذا العجز خلال شهر مارس الماضي من خلال تدعيم قطاع النظافة بـ 10 شاحنات ضاغطة لجمع القمامة تم اقتناؤها من ميزانية الولاية، حيث كانت هذه الشاحنات دفعة أولى من الطلبية الخاصة باقتناء 20 شاحنة ضاغطة وقد تم توزيع هذه الشاحنات على مؤسسة “عنابة نظيفة” وعدد من البلديات وذلك بهدف تعزيز دوريات رفع القمامة المنزلية، خاصة وأن هذه الشاحنات تم تزويدها بأجهزة تحديد المواقع لتتبع مساراتها وتكوين أرضية من البيانات حول عمل كل شاحنة وقد جاءت، كما أن بعض البلديات قامت بوضع عدد من الشاحنات التي استفادت منها تحت تصرف المؤسسة وذلك لتمكينها من رفع النفايات
إجماع وسط منتخبي بلدية عنابة على عجز مؤسسة عنابة نظيفة
كشف لنا عدد من المنتخبين في بلدية عنابة أن هناك إجماع وسط أعضاء المجلس الشعبي البلدي على عجز مؤسسة عنابة نظيفة في رفع القمامة عبر إقليم البلدية التي يقدر حجم النفايات المنزلية اليومية بها بـ 250 ألف، في هذا الإطار فإن رئيس البلدية أكد أكثر من مرة أن مؤسسة عنابة نظيفة هي المسؤولة عن رفع النفايات المنزلية في عنابة وأن البلدية تعمل من أجل مساعدتها في هذه المهمة، عبر تسخير عتادها وأعوان النظافة الذين وجدوا أنفسهم يقومون عمل أكبر من ذلك الذي يقوم بها عمال مؤسسة عنابة نظيفة التي في حال تكفل مصالح البلدية برفع النسبة الأكبر من القمامة، فإن المؤسسة ستكون بذلك قد خسرت النسبة الأكبر من مداخيلها المالية
بلدية الحجار تدفع 3 ملايير سنتيم للمؤسسة
كشفت مصادرنا أن المجلس الشعبي البلدي لبلدية الحجار يربطه عقدا مع مؤسسة عنابة نظيفة قيمته تفوق 3 ملايير سنويا وذلك حتى تتكفل هذه الأخيرة برفع القمامة من مختلف التجمعات السكانية والشوارع، حيث يضاف هذا المبلغ إل الغلاف المالي السنوي الذي تخصصه البلدية لمصلحة النظافة من أجل المساهمة في تنظيف البلدية التي ورغم هذه الأغلفة المالية المعتبرة ما تزال العديد من أحيائها تغرق في القمامة ولا تتوفر حتى على حاويات قمامة وذلك بسبب عجز “عنابة نظيفة” عن رفع التحدي والالتزام برفع القمامة بالشكل اللازم وفقا للعقد الذي يربطها بالبلدية، في سياق ذي صلة، كشف المصدر أن مصالح البلدية تفكر جديا في إعادة النظر في العقد الذي يربطها بمؤسسة عنابة نظيفة
بلدية سيدي عمار تحمل “عنابة نظيفة” مسؤولية غياب النظافة
كشفت مصادرنا أن المجلس الشعبي البلدي لبلدية سيدي عمار يوجه أصابع الاتهام إلى مؤسسة عنابة نظيفة بخصوص انعدام النظافة في أغلب أحياء البلدية، حيث أوضحت المصادر أن العديد من النقاشات الساخنة دارت بالمجلس على مدار أشهر بخصوص هذا المشكل الذي أصبح مرتبطا باسم البلدية المذكورة التي ترى بأن عنابة نظيفة لم تلتزم في أكثر من مرة بالاتفاقيات التي يتم إبرامها معها والتي تنص على تكفلها بعملية رفع القمامة من التجمعات السكانية، غير أن المواطن يرجع اللوم على البلدية بخصوص انعدام النظافة وفقا للمصادر التي أشارت إلى أن العديد من الأصوات تنادي بضرورة إعادة النظر في عمل هذه المؤسسة العمومية التي لم تقدم الإضافة اللازمة منذ استحداثها