أحييت السلطات المحلية بولاية عنابة، أمس، اليوم العالمي للمناطق الرطبة المصادف لـ 02 فيفري من كل سنة، من المنطقة الرطبة الريم، التي حظيت في السنوات الأخيرة ببرنامج خاص لحمايتها والحفاظ عليها ما سمح بعودة الحياة إليها مجددا وحولها إلى قبلة للعديد من أنواع الطيور المهاجرة وقبلة أيضا للعائلات العنابية من خلال المتنزه المحيط بها.
حيث تضمنت التظاهرة التي أشرف عليها الأمين العام للولاية نيابة عن والي عنابة، وشاركت فيها محافظة الغابات، ومصالح البيئة إلى جانب طلبة وأكاديميين من جامعة باجي مختار ومركز البحث في البيئة وفعاليات المجتمع المدني المهتمة بالبيئة، مجموعة من العروض حول المناطق الرطبة المتواجدة بالولاية وطابعها الإيكولوجي، ومن جهتهم باحثون من جامعة عنابة كشفوا بلغة العلم والأرقام أن المناطق الرطبة بعنابة وسلسلة الإيدوغ تعرف تواجد 170 نبتة وعائية، ما يعادل ثمن النباتات المتواجدة في الجزائر ومن بينها نباتات متوطنة ونادرة مقدرة بنسبة حوالي 25 % منها، إضافة إلى كون المناطق الرطبة بولاية عنابة أصبحت تعرف توافد العديد من أنواع الطيور والتي قامت ببناء أعشاشها بالمنطقة، وأضاف الباحث أن القسم الجامعي المختص يعمل على انجاز كتيب خاص للتعريف بالنباتات المتواجدة بولاية عنابة وكذا الأصناف الحيوانية التي تسقطبها المناطق الرطبة، والتي تعتبر ذات أهمية بالغة في التوازن الايكولوجي للولاية خصوصا والناحية الشرقية من الوطن عموما، ومن جهته الأمين العام للولاية أكد مرافقة مصالح الولاية وتثمينها مثل هذه المبادرات مع إمكانية دعمها المالي من ميزانية الولاية، مشيرا إلى مجموعة من البرامج والإجراءات التي تعمل السلطات المحلية تبعا لتعليمات والي عنابة على اتخاذها لضمان حماية المناطق الرطبة من التعدي وفق الأحكام القانونية موازاة مع الحفاظ على خصوصيتها الطبيعية.
وفي ذات السياق قدم باحث من مركز البحث في البيئة بعنابة نظرة حول دراسة يتم إعدادها من قبل المركز حول الطيور المهاجرة بالمناطق الرطبة وكيفية حمايتها إلى جانب دراسة ثانية تتم بالتنسيق مع مديرية الري لولاية عنابة تتعلق باستغلال مياه الأمطار ومعالجتها وتحويلها لتزويد بحيرة الريم بالمياه في فصل الصيف عن جفافها لضمان توفر الشروط المناخية للطيور والنباتات المتواجدة بها.
ومن جهته محافظ الغابات لولاية عنابة أوضح أن مصالحه تعمل على مدار السنة بالتنسيق مع باقي الهيئات المعنية لحماية المناطق الغابية والمناطق الرطبة من التعدي، ومنها أحياء اليوم العالمي للمناطق الرطبة وأضاف أن ولاية عنابة تتوفر على 12 منطقة رطبة أكبرها المتواجدة بمنطقة فزارة والتي تتربع على مساحة 13 ألف هكتار من المحيط المائي المصنفة ضمن اتفاقية رمسار، وبإضافة المنطقة الرطبة بحي الريم يتم العمل على تصنيفها خاصة بعد استقطابها للطيور المهاجرة، يرتفع العدد إلى 13 منطقة رطبة، داعيا المواطنين والمجتمع المدني إلى الحفاظ على هذه المناطق التي تعلب دورا مهما في التوازن البيئي، وللإشارة فإن بعض الجمعيات البيئية على غرار جمعية عنابة مدينة الدراجة وجمعيات أخرى نظمت بالتنسيق مع محافظة الغابات حملة تشجير مع التعريف بنشاطاتها الصديقة للبيئة.
لطفي.ع