احتفت، أمس، ولاية عنابة، بالأديب الكبير وأحد أعلامها الراحل “شريبط أحمد شريبط”، من خلال إبراز مدى إسهاماته الفاعلة في الميدان الثقافي الجزائري، وباعتباره أحد أقطاب الجامعة الجزائرية، كشخصية أكاديمية لها نتاج علمي وأكاديمي غزير. وبحضور جمع غفير من المثقفين والأكاديميين والإعلاميين، احتضنت القاعة الشرفية للمسرح الجهوي عز الدين مجوبي، أشغال اليوم الدراسي الخاص بالراحل، الذي ارتكز على مداخلات وجلسات علمية أسست لتقديم رصيد ثقافي وأكاديمي ثري لشخصية خالدة في الساحة العلمية والثقافية الجزائرية. وقد أشرف على افتتاح هذه الفعالية الهامة والي عنابة، بحضور رئيس المجلس الشعبي الولائي، حول الأديب الكبير شريبط أحمد شريبط رحمه الله، وهو الحدث الموسوم بـ “شريبط أحمد شريبط.. جهود ومسار في خدمة الثقافة الجزائرية”، هذه الفعالية التي أشرفت على تنظيمها مديرية الثقافة لولاية عنابة، بالتنسيق مع المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بركات سليمان، وكلية الآداب واللغات بجامعة باجي مختار عنابة، بالمسرح الجهوي عز الدين مجوبي، تأتي تكريسا لثقافة العرفان والاحتفاء بالأدباء والمثقفين الذين خدموا ثقافتنا الوطنية، كما يأتي هذا اليوم الدراسي تكريما للأستاذ شريبط أحمد شريبط، الذي يعدّ بحسب مختصين وأدباء ومثقفين وأكاديميين، أحد أقطاب الجامعة الجزائرية، وشخصية أكاديمية لها نتاج علمي وأكاديمي غزير في النقد الأدبي الجزائري، نظير إسهاماته القيمة في الكشف عن العديد من النصوص والشخوص الأدبية الجزائرية التي طواها النسيان، كما ساهم الراحل خلال مسيرته الزاخرة في التعريف بالأدب والثقافة الجزائرية في الخارج، وهذا من خلال كتاباته في كثير من المجلات التي تصدر في مختلف العواصم. وقد شمل برنامج اليوم الدراسي عرض مداخلات علمية ضمن جلستين علميتين نشطهما أساتذة وخبراء من عديد جامعات الوطن، ودارت حول المحاور المخصصة في أعماله الأكاديمية والعلمية، وإسهاماته في خدمة الأدب الجزائري، والتطرق إلى إسهاماته في الصحافة الثقافية، كذلك فإنّ اليوم الدراسي جاء في إطار تثمين الموروث الثقافي والأدبي لرجالات الفكر في الجزائر، حيث تضمنت محاور الفعالية عرضًا مرئيًا بتقنية الذكاء الاصطناعي AI يوثق السيرة الذاتية للأديب الراحل، تلاها تكريم لعائلة الأديب الراحل من طرف والي عنابة، وقد تضمن البرنامج جلسات علمية بمشاركة أساتذة من جامعات عنابة، قسنطينة، سكيكدة، والطارف، ركزت في مجملها في المحاور التالية: أعماله الأكاديمية والعلمية، إسهاماته في خدمة الأدب الجزائري، وإسهاماته في الصحافة الثقافية.
تكريم لمنجزات أكاديمية ولمسيرة مهنية لشخصية أثرت الأدب الجزائري
وفي هذا الشأن، أكدت مديرة الثقافة والفنون لولاية عنابة، خلال تصريح خصّت به “أخبار الشرق”، أنه وعلى مستوى المسرح الجهوي عز الدين مجوبي تم الاحتفاء في خضم يوم دراسي بالأديب الراحل شريبط أحمد شريبط، وتحت إشراف والي عنابة، وبالتنسيق مع كلية الآداب واللغات بجامعة عنابة، جسّدت الاتفاقية المبرمة بين قطاع الثقافة والفنون والجامعة، التي ترتكز على تنظيم عدة نشاطات متعلقة بالفنون والثقافة والتراث المادي واللامادي، وتربصات تخص الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى التوجه قريبا إلى تنصيب لجنة مختصة لتنفيذ بنود هذه الاتفاقية في الواقع، حيث وفي رحاب المثقفين والأدباء تم الاحتفاء بشخصية أثرت الأدب الجزائري، وعملت على إبراز وتقديم أعلام الجزائر، كما أبرزت مديرة الثقافة صليحة برقوق نية قطاعها تنظيم أيام دراسية وملتقيات لإبراز أعلام وأدباء ولاية عنابة خاصة والجزائر بصفة عامة. من جانبه قال الأستاذ معاوي حسين نائب مدير جامعة باجي مختار عنابة مكلفا بالعلاقات الخارجية، في تصريح لـ “أخبار الشرق”، إنه يدخل هذا اليوم الدراسي حول “شريبط أحمد شريبط” في إطار التعاون المشترك بين مديرية الثقافة والفنون لولاية عنابة وجامعة باجي مختار عنابة، حرصا على تجسيد الاتفاقية المبرمة بين الطرفين، مثمنا تنظيم هذه المبادرة تخليدا لروح وإسهامات الأديب شريبط، الذي يعتبر أحد أعمدة قسم اللغة العربية وآدابها، تكريما لمنجزاته الأكاديمية ولمسيرته المهنية، حيث نظم اليوم الدراسي بمساهمة أساتذة كانوا طلبة لدى الراحل. وأكد الأستاذ السبتي سلطاني رئيس اللجنة العلمية لليوم الدراسي، خلال حديثه مع “أخبار الشرق”، حول الأديب شريبط أحمد شريبط، أنه تم تسليط الضوء أكثر على الجانب العلمي والأكاديمي والإنساني للراحل، ومساهماته وأبحاثه المستفيضة في تقديم الشخصيات الأدبية والثقافية، مع إبراز عديد مؤلفاته واهتمامه بالأعلام الجزائريين. هذا ويعدّ الأديب الكبير الراحل شريبط أحمد شريبط، أحد أعلام الجزائر، ذو سيرة أكاديمية ومهنية مشرفة، فهو عمل أستاذا جامعيا في الأدب الجزائري بجامعة باجي مختار عنابة، له إسهامات كبيرة في النقد الأدبي الجزائري، خاصة في مجال القصة القصيرة، وقد نشر عدة مقالات أكاديمية حول الخطاب النقدي الجزائري، كما اشتغل الراحل على تحليل الشخصيات الأدبية في القصة والرواية وله دراسات عدة حول سيميائية الشخصية الروائية، ومن أبرز مؤلفاته كل من: تطور البنية الفنية في القصة الجزائرية المعاصرة، جميلة بوحيرد، إلى جانب مؤلفات هامة ونوعية مثل مباحث في الأدب الجزائري المعاصر، الحركة الأدبية في عنابة وغيرها، كل هذا أكد مكانة الراحل كأحد الشخصيات الأكاديمية التي لها نتاج علمي وأكاديمي غزير، وهو ما جعل أكاديميين وباحثين ومثقفين وأدباء وسلطات محلية بولاية عنابة تحتفي وتستذكر منجزات حققتها هذه القامة الأدبية العريقة، التي ستبقى خالدة في الذاكرة الثقافية والأدبية وفي قطاع التعليم العالي والبحث العلمي بعنابة، برصيد ثقافي وأكاديمي ثري كشخصية خالدة في الساحة العلمية والثقافية الجزائرية عامة.
أمير قورماط
