احتفت، أمس، السلطات المحلية لولاية عنابة، باليوم العالمي لذوي الهمم، بفعاليات مميزة ونشطة، استحضرت الدور الهام لهذه الشريحة ضمن المجتمع العنابي. وتنفيذا لتعليمات وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، وفي إطار الاحتفال باليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، المصادف لـــ 03 ديسمبر من كل سنة، وتحت إشراف والي ولاية عنابة، نظمت أمس، مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن لولاية عنابة، بمشاركة المراكز المتخصصة تحت الوصاية، والجمعيات الناشطة في المجال، ووكالة التنمية الإجتماعية عنابة، احتفالا خاصا بالمناسبة على مستوى دار الثقافة والفنون محمد بوضياف، تحت شعار” القدرات الريادية لدى الاشخاص ذوي الاعاقة من أجل مستقبل شامل ومستدام”، بحيث أشرف والي الولاية، بمعية رئيس المجلس الشعبي الولائي، على إعطاء إشارة انطلاق الحفل، كذلك زيارة معرض لمختلف أنشطة المراكز المتخصصة، كما تخلل هذا الاحتفال أنشطة ثقافية وفنية من إبداعات أطفال المراكز المتخصصة تحت الوصاية، كما تم توزيع مجموعة من الكراسي الكهربائية والكراسي المتحركة والكراسي من نوع IMC، كذلك تم تكريم المتوجين بالدورة الرياضية المنظمة بالمناسبة. وفي تصريح له بالمناسبة، أكد والي عنابة جلاوي عبد القادر، أن الاحتفاء هذه الذكرى، يعد اعترافا واضحا لاعتبار ذوي الهمم في الصفوف الأولى من المجتمع الجزائري، مشيرا إلى أن الجزائر الجديدة تجعل من اليوم العالمي لذوي الهمم دليلا على دورهم الفعال بها، شأنهم شأن باقي أفراد المجتمع، كلحمة واحدة لهذا الوطن، زيادة على قيمة القوانين التي أحدثها المشرع الجزائري لحماية ذوي الهمم والتأكيد على مرافقتهم، والتأكيد على الوعي لاستقطاب هذه الفئة ضمن الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية، يهدف كل ذلك _يضيف جلاوي_، إلى تمكين الأشخاص ذوي الهمم على تحقيق نموهم المستقل والحصول على أفضل خدمات صحية دون تمييز، وتعزيز الثقة بأنفسهم وقدراتهم، من خلال مشاركتهم في الأنشطة المختلفة، واشراكهم في جميع جوانب الحياة الاجتماعية والتنموية، وازالة العقبات والحواجز التي تحول دون تحقيق ذواتهم بالإمكانيات التي يتمتعون بها كغيرهم من الفئات الأخرى.
وفي تصريح له كذلك، كشف مدير النشاط الاجتماعي لولاية عنابة، على أن المناسبة العالمية تذكر بقية الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة، ومرافقتهم الدائمة لتمكينهم من العيش والانخراط بشكل كامل في المجتمع، معتبرا أن حماية هذه الفئة ورعايتها من بين أبرز الالتزامات التي تسعى الحكومة لتحقيقها، مشيرا إلى أن السلطات المحلية تولي اهتماما كبيرا للتكفل بهذه الشريحة، عبر مختلف آليات المرافقة والدعم، على غرار مصلحة حماية الأشخاص المعوقين وترقيتهم بمديرية النشاط الاجتماعي والتضامن لها دور هام لتأمين الالتزامات وتجسيدها على أرض الواقع. وتابع مدير القطاع مفصلا أنه تم تسجيل العدد الاجمالي للأشخاص المعوقين بعنابة يقدر ب28668 شخصا، كما يبلغ عدد الأشخاص المعوقين بنسبة 100 بالمائة، المستفيدين من منحة 12 ألف دينار جزائري، بلغ 7931 شخصا، كما أن عدد الأشخاص المستفيدين من المنحة الجزافية للتضامن المقدرة ب7 آلاف دينار جزائري _يضيف المتحدث_ بلغ 4826 شخص، وعدد الكراسي والعتاد الذي تم توزيعه خلال السنة الجارية بلغ 102 وحدة من مختلف الأجهزة، كما يتم التكفل حاليا بعدد 551 طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة على مستوى المؤسسات المتخصصة، كذلك التكفل بالتأطير البيداغوجي للأقسام الخاصة المفتوحة على مستوى المدارس العادية المقدر عددهم ب31 قسم في الطور الابتدائي، وقسم مفتوح في الطور المتوسط. وتطرق المتحدث إلى مختلف الاجراءات التي تبرز مرافقة الدولة بكامل مؤسساتها لهذه الفئة التي تلهب دورا محورا في المجتمع الجزائري ولا يمكن بتاتا البتة اقصائها أو التخلي عنها، والاجراءات عديدة سنها المشرع الجزائري قوانين ومراسيم تنفيذية في هذا الشأن على غرار قانون حماية الأشخاص المعوقين، كذلك مراسيم اللجنة الولائية للتربية الخاصة والتوجيه المهني، استفادة الأشخاص المعوقين من مجانية النقل والتخفيض في تسعيراته، وكذلك مرسوم يحدد كيفية تسهيل وصول ذوي الهمم للمحيط المادي والاجتماعي والاقتصادي، كذلك القرار المشترك المتعلق بفتح الأقسام الخاصة لذوي الاعاقة الذهنية وطيف التوحد، ضمن مؤسسات التربية والتعليم التابعة لوزارة التربية الوطنية، ولعل كل هذه القوانين والمراسيم تصب في قالب واحد ممثل في حماية الأشخاص المعوقين ومرافقتهم في مختلف التحديات التي تواجههم، فيما تسعى الوصاية دائما تبعا لمسؤولياتها الهامة إلى خلق بيئة مرنة وشاملة وأكثر مرونة يحترم فيها حقوق ذوي الهمم، وتعزز فيها مشاركتهم في كامل مجالات الحياة والنشاطات، كونهم جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي في جزائر جديدة منتصرة، رسم معالمها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
أمير قورماط