نظمت جامعة باجي مختار عنابة و مديرية الخدمات الجامعية سيدي عمار في إطار الاحتفال باليوم الوطني للطلبة الدوليين حفلاً مميزاً تحت شعار “مرحبا داي” في مدرج بلقايد تحت إشراف مدير الجامعة الدكتور محمد مانع، و الإقامة الجامعية 2000 سرير الشعيبة -سيدي عمار- عنابة. جمع الحدث نخبة من المسؤولين وعدداً من الطلبة الدوليين، الذين حضروا للتعبير عن تجاربهم والتفاعل مع أقرانهم الجزائريين في أجواء ثقافية جامعة تعكس التنوع والانفتاح. و أشرف على الحفل بالخدمات الجامعية مديرة إقامة الشعيبة زرارقة صبرينة، وبحضور مدير الخدمات الجامعية سيدي عمار بوصباط مراد و إلياس مرداسي مدير الخدمات الجامعية عنابة وسط، إضافةً إلى حضور عدد من رؤساء الأقسام ومدراء الإقامات الجامعية ورؤساء المصالح.
بوصباط ومرداسي يثمنان دور الطلبة الدوليين في بناء جسور التواصل الثقافي
في احتفالٍ خاص بمديرية الخدمات الجامعية سيدي عمار، عبر مدراء الخدمات الجامعية بوصباط مراد و مرداسي الياس عن تقديرهما للدور البارز الذي يؤديه الطلبة الدوليون في إثراء المجتمع الجامعي. إذ أشاد بوصباط مدير الخدمات الجامعية سيدي عمار، في حديثه لـ “أخبار الشرق” بأهمية الطلبة الدوليين ودورهم الكبير في تنويع ثقافة الحرم الجامعي، مؤكداً حرص مديرية الخدمات الجامعية على توفير بيئة مريحة وداعمة تُشجع الطلبة على الدراسة والمشاركة الفعالة. من جانبه، أعرب إلياس مرداسي، مدير الخدمات الجامعية بعنابة وسط، عن امتنانه لمساهمات الطلبة الدوليين في تعزيز التبادل الثقافي، مشدداً على أهمية دورهم في بناء جسور التواصل الثقافي بين الجزائر والعالم. و تسعى جامعة عنابة إلى تقديم تجربة تعليمية جامعة، حيث تعمل مديرية الخدمات الجامعية بشكل مستمر على توفير بيئة مريحة تسهم في دمج الطلبة الدوليين داخل الحياة الجامعية. وأوضح بوصباط في كلمته أن الجامعة ملتزمة بتقديم كافة التسهيلات التي يحتاجها الطلبة الدوليون للاندماج والتفاعل، بدءاً من توفير السكن والإقامة، وصولاً إلى تنظيم الأنشطة التي تعزز التواصل والتفاعل الثقافي. إضافةً إلى ذلك، أوضح أن الجامعة تسعى إلى تسهيل التواصل بين الطلبة من مختلف الخلفيات الثقافية والاجتماعية، مما يجعل الحرم الجامعي فضاءً مميزاً للتبادل المعرفي والثقافي. هذه البيئة الشاملة تساعد الطلبة على النمو الأكاديمي والشخصي، وتوفر لهم فرصة تجربة ثقافات جديدة والانفتاح على عوالم مختلفة. في كلمته، أثنى مرداسي على الجهود التي يبذلها الطلبة الدوليون لتعزيز التواصل الثقافي، حيث أشار إلى أن تنوع الجنسيات داخل الحرم الجامعي يمثل فرصة ثمينة لبناء جسور تربط الجزائر بشعوب العالم. وقد وجه الشكر للطلبة الدوليين على دورهم في تقديم ثقافاتهم وتقاليدهم إلى المجتمع الجامعي الجزائري، مما يعزز مناخ التآخي والتفاهم بين الطلبة الجزائريين وزملائهم من مختلف البلدان. في ذات السياق تدعم المدينة الجامعية عنابة مختلف النشاطات التي تهدف إلى إشراك الطلبة الدوليين وتشجيعهم على مشاركة تجاربهم الثقافية، سواء من خلال الندوات أو الفعاليات الثقافية أو الأنشطة الاجتماعية. وتُعَد هذه النشاطات فرصة لعرض التراث الثقافي المتنوع للطلبة الدوليين، وتبادل الأفكار والتجارب بينهم وبين الطلبة الجزائريين، مما يغني التجربة الجامعية للجميع ويعزز الروابط بينهم.
الطلبة الدوليون يعبرون عن امتنانهم للجزائر عموما وعنابة خصوصا على حفاوة الإستقبال
كان الحدث فرصة للطلبة الدوليين من جنسيات مختلفة للتعبير عن مشاعرهم تجاه الجزائر. شارك طلبة من ليبيا، الكاميرون، زيمبابوي، إضافةً إلى طالب من فلسطين، كلمات مؤثرة عن تجربتهم التعليمية في الجزائر. وقد تحدث الطالب الفلسطيني عن معاناة الشعب الفلسطيني واحتضان الجزائر الدائم للقضية الفلسطينية، معرباً عن شكره وامتنانه للشعب الجزائري على دعمه المتواصل. أما الطلاب و الطالبات من ليبيا والكاميرون وزيمبابوي، فقد عبروا عن تقديرهم لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مسلّطين الضوء على تجربة الدراسة في بلدٍ يقدّر التنوع ويمنح الفرص للجميع في بيئة تسودها روح التآخي والاحترام المتبادل.
فيما عبّر العديد من الطلبة الدوليين على غرار مصطفى داوود من فلسطين الشقيقة، كوراج شيتاندي من دولة زيمبابوي، و طالب محمد من دولة مالي عن شكرهم وامتنانهم للجزائر عموماً ولجامعة عنابة خصوصاً على حسن الاستقبال والاهتمام. فقد أشاد هؤلاء الطلبة بكرم الضيافة الذي تلقوه منذ وصولهم، وأعربوا عن تقديرهم للأجواء الدراسية الإيجابية التي تساعدهم على تحقيق أهدافهم الأكاديمية، وتتيح لهم فرصة الاستفادة من تجربة ثقافية غنية.
“مرحبا داي” رسالة محبة وتواصل
اختُتم الحفل بأجواء احتفالية مميزة، حيث قام الحاضرون بتقطيع كعكة خاصة بالاحتفال. حملت الأجواء مزيجاً من الفرح والتآلف، في مشهدٍ يجسد شعار “مرحبا داي” الذي يُعبر عن رسائل الترحيب والمودة. كان الهدف الأساسي من هذا الحدث تعزيز الترابط والتواصل بين الطلبة الجزائريين وزملائهم الدوليين، ودعم حوار ثقافي بنّاء ومثمر. تأتي مثل هذه المبادرات ضمن الجهود المستمرة لتعزيز مكانة الجزائر كوجهة تعليمية مفضلة للطلبة من مختلف أنحاء العالم. بتوفير بيئة محفزة للتعلم والتفاعل، تتطلع الجامعات الجزائرية إلى احتضان مزيد من الطلبة الدوليين، متيحةً لهم فرصة تجربة ثقافية وتعليمية مميزة تعزز من تطورهم الأكاديمي والشخصي. تمثل هذه الفعاليات نموذجاً للتفاعل الإيجابي بين الثقافات، حيث يمكن للطلبة الدوليين التعرف على الثقافة الجزائرية والعادات والتقاليد، بينما يستفيد الطلبة الجزائريون من تنوع التجارب والأفكار. مثل هذه الأنشطة تجعل من الجامعات الجزائرية مساحة تفاعلية وملهمة، تُرسخ فيها روح التآخي، وتؤكد على قدرة الجزائر على استقبال ودعم الطلبة الدوليين في جو من المحبة والانفتاح. من خلال هذا الاحتفال وغيره، تؤكد الجامعات الجزائرية على أهمية التعايش الثقافي والتعاون بين الشعوب، وتجدد التزامها بتقديم تجربة دراسية متميزة لكل من يختار الجزائر وجهة له.
أكثر من 300 طالب دولي يدرس بجامعة عنابة
تشهد جامعة عنابة تزايداً ملحوظاً في عدد الطلبة الدوليين، حيث يتجاوز عددهم حالياً 300 طالب يمثلون 22 جنسية مختلفة. هذه الأعداد تعكس المكانة المتنامية التي تحظى بها الجامعة كمركز تعليمي يجذب الطلاب من مختلف أنحاء العالم، بما يوفره من بيئة تعليمية غنية بالتنوع الثقافي والانفتاح الفكري. توفر جامعة عنابة بيئة تعليمية وأكاديمية تسعى إلى تلبية احتياجات الطلبة الدوليين وتمكينهم من تطوير مهاراتهم الأكاديمية والعملية. وتقدم الجامعة تخصصات متنوعة وبرامج دراسية حديثة تجذب الطلاب الذين يطمحون إلى الحصول على تعليم يواكب المتطلبات العالمية. كما يُضاف إلى ذلك برامج تدريس اللغة العربية ودروس حول الثقافة الجزائرية، مما يعزز تجربة الطلبة ويتيح لهم التكيف بسرعة في محيطهم الجديد.
…يمثلون 22 جنسية و يعززون التنوع الثقافي والتبادل المعرفي
يمثل هذا التجمع للطلبة من 22 دولة مختلفة فرصة لتعزيز التبادل الثقافي بين الجنسيات المتنوعة وبين الطلبة الجزائريين وزملائهم الدوليين. حيث تُعد الجامعة مساحة للتفاعل الثقافي وتبادل الأفكار، ما يسمح للطلبة بالتعرف على ثقافات ووجهات نظر متنوعة، وينمي لديهم فهماً أعمق للعالم. ويساهم هذا التنوع في خلق بيئة تعليمية مثمرة ترتكز على الانفتاح والحوار، وتشجع الطلبة على التفاعل وتطوير مهاراتهم الاجتماعية. تعمل جامعة عنابة على تسهيل اندماج الطلبة الدوليين من خلال برامج مخصصة وفرق دعم تعمل على مساعدتهم في مختلف المجالات الأكاديمية والاجتماعية. و تُعد برامج التوجيه والاستقبال من بين أبرز البرامج التي تنظمها الجامعة لمساعدة الطلبة الجدد على التأقلم، حيث توفر لهم معلومات حول النظام التعليمي والحياة الجامعية، وتقدم لهم الدعم اللازم للإقامة والمعيشة. علاوةً على ذلك، تقدم الجامعة خدمات الإرشاد الأكاديمي والدعم النفسي، وتتيح للطلبة الفرصة للتواصل مع مرشدين من أجل حل أي تحديات قد تواجههم. وتساعد هذه الجهود على جعل تجربة الطلبة الدوليين مريحة وممتعة، وتدعمهم في التركيز على تحقيق نجاحاتهم الأكاديمية.
جامعة عنابة بوابة الجزائر إلى العالم
في ذات الجانب تساهم جامعة عنابة في تعزيز مكانة الجزائر كوجهة تعليمية جاذبة للطلبة الدوليين، من خلال توسيع نطاق برامجها الأكاديمية والشراكات الدولية التي تتيح للطلبة الحصول على تعليم عالي الجودة. وبهذا تستمر الجامعة في استقطاب الطلبة من مختلف الجنسيات، حيث يُشكل هؤلاء الطلبة جسراً للتواصل الثقافي والمعرفي، ويساهمون في تعزيز سمعة الجامعة كواحدة من المؤسسات التعليمية الرائدة في المنطقة. كما أن تجربة الطلبة الدوليين في جامعة عنابة تبرز دور التعليم في تعزيز التفاهم والتسامح بين الشعوب، وتجسد قيم التعايش والانفتاح التي تدعو إليها الجزائر.
صالح.ب