كعادتها في كل موسم اصطياف، تفتح ولاية عنابة المضيافة أبوابها على مصرعيها لزوارها وضيوفها من كل ولايات الوطن والجالية المقيمة بالخارج وحتى السياح، لترسم لهم لوحة متكاملة من كرم الضيافة يمتزج فيها سحر مناظرها الخلابة وشواطئها عبر بلدياتها الأربعة مع معالمها الراسخة المتجذرة في التاريخ التي تحكي قصص وروايات من مختلف الحضارات، بالموازاة مع تحضيرات سلطاتها المحلية لتجعل منها أيقونة ساحلية على أتم الجاهزية، تغري بها كل من يبحث عن الراحة والاستجمام وقضاء عطلة صيفية استثنائية قد لا تتكرر إلا بين أحضان جوهرة الشرق.
ورغم التنوع الذي تتميز به الجزائر الحبيبة عبر مختلف ولاياتها، إلا أن عروس المتوسط تبقى جمالية تأسر كل من زارها ليعود إليها وتشوق من تعذر عليه ذلك سابقا، لبرمجة زيارتها في أقرب فرصة واستكشاف أناقتها المتجددة فهي تختزل الماضي والحاضر وتجمع بين مواصفات العديد من دول الوطن وحتى العالم في معمارها ومدنها وطبيعتها وسكانها المرحبون بالضيوف، لتزيد الاستعدادات التي تم تحضيرها من قبل سلطاتها لاستقبال زوارها من رونقها وبريقها الذي لا يأفل مهما مرت العقود بل يزيد توهجا.
23 شاطئا مجهزا كليا عبر 4 بلديات ساحلية من سيدي سالم شرقا إلى الرمال الذهيبة 3 غربا
عملت السلطات المحلية بولاية عنابة منذ أشهر على تحضيرات مكثفة لموسم الاصطياف لتكون بونة العريقة في مستوى تطلعات مواطنيها وزوارها، وتضمن الترحاب والراحة والأمن لهم، حيث قامت بتجهيز كلي وتهيئة لـ 23 شاطئا مسموحا بالسباحة بها ممتدين عبر بلديات ساحلية من شاطئ سيدي سالم شرقا إلى شاطئ واد الغنم غربا، تمت على مستواها 35 عملية بغلاف مالي إجمالي يقارب 70 مليار سنتيم، منها 15 عملية خاصة بشواطئ عاصمة الولاية بغلاف مالي مقدر بـ 32 مليار سنتيم، وبلدية شطايبي استفادت هي الأخرى من15 عملية عبر 8 شواطئ بمبلغ مالي مقدر ب 18 مليار سنتيم، وتعلقت بالتهيئة من أرصفة وطرقات محاذية وتجهيز بالمرافق الضرورية، فيما استفادت بلدية البوني من خلق شاطئين جديدين على مستوى سيدي سالم ، مع إعادة تهيئة الواجهة البحرية بغلاف مالي مقدر ب 18.1 مليار سنتيم، وفي ذات السياق فقد جهزت هذه الشواطئ بتوفير 22 موقف سيارات، 158 مرش، 130 دورات مياه، 13 أبراج مراقبة للحماية المدنية، وعن إجراءات السلامة على مستوى الشواطئ الولاية فقد أخضعت لـ 137 تحليل مكروبيولوجي و37 تحليل فيزيوكميائي، أثبتت أنها خالية من أي أخطار ومسموح بالسباحة فيها، كما تم تسخير 170 عون مهنيين، و300 عون موسميين إلى جانب 17 عون غطاس وكذا سيارات الإسعاف والزوارق المطاطية، كل ذلك للحرص على سلامة المصطافين وحمايتهم والتدخل السريع في حالة أي طارئ، كل هذا الإجراءات والتدابير المتخذة تعكس حجم الأهمية التي أوليت للشواطئ من قبل السلطات المحلية وتنفيذا لتعليمات السلطات المركزية الرامية إلى تشجيع السياحة الداخلية، ما جعل هذه التدابير من بين أهم أسباب اختيار ولاية عنابة لإعطاء إشارة انطلاق الموسم عبر التراب الوطني من قبل وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية و3 وزراء آخرين.
هذه هي الشواطئ المتربعة على عرش الشريط الساحلي لجوهرة الشرق
الانطلاق المبكر في التحضيرات والمشاريع والبرامج المسطرة، ضمن نجاح موسم الاصطياف بعنابة عبر شواطئها الـ 23 المنتشرة عبر واجهتها البحرية سواء بوسط المدن والأحياء أو بين أحضان جبالها وغاباتها الساحرة، لتغوي بذلك عشاق فصل الصيف، بشواطئ لها ميزاتها بداية من بلديتي البوني وعنابة التي تتربع لوحدها على 13 شاطئ انطلاقا من شاطئي سيدي سالم 1 و 2 ، الذي كان حدث هذا الموسم الصيفي مرورا إلى شاطئ النصر، وشاطئ رزقي رشيد 1و2(سانكلو)، ثم التعريج على شاطئ ريزي عمر(شابوي) فشاطئ رفاس زهوان (طوش)، وقبل الوصول إلى شاطئ عين عشير يأبى شاطئي بلفودار 1 و2 ، إلا أن يفرضا نفسهما بموقعهما الخلاب، وعلى مستوى بلدية سيرايدي الجبلية يبقى شاطئ جنان الباي “واد بقرات” الساحر نقطة استقطاب يختصر فيها الجمال ليجمع بين الغابات وأمواج البحر،أما من الجهة الغربية فتتضمن بلدية شطايبي 8 شواطئ انطلاقتها من شاطئ واد الغنم مرورا بشاطئ عين الرمان وشاطئ مركز المدينة بجانب ميناء الصيد ثم شاطئ البيئة، إلى أن تصل إلى شاطئ الخليج الغربي المتضمن خليجا وغروب شمس مصنفين عالميا، وصولا إلى شواطئ الرمال الذهبية 1 و2 و3 ، فيما تتربع الواجهة البحرية بعنابة أيضا على 6 شواطئ غير محروسة منها نتيجة صعوبة مسالك الوصول إليها، إلا أنها ورغم ذلك تستقطب العشرات من المصطافين يوميا من محبي التجمعات القليلة.
جميع الشواطئ مجانية و 12 قطعة مخصصة للاستغلال السياحي عبر بلديتين
ومن بين الإجراءات التي اتخذت أيضا لضمان راحة المصطافين،عملت جميع الهيئات المعنية من السلطات المحلية بولاية عنابة، على اتخاذ كافة التدابير بالتنسيق مع المصالح الأمنية ومتصرفي الشواطئ التابعين للبلديات، لضمان مجانية الدخول والاستجمام والسباحة ووضع الشمسيات والكراسي، عبر جميع شواطئ البلديات الساحلية الأربعة، وفي المقابل ولضمان توفير جميع الرغبات خصصت المصالح المعنية 12 قطعة عبر شواطئ بلدية شطايبي الستة وشاطئ واد بقراط ببلدية سيرايدي وشاطئ سيدي سالم ببلدية البوني، للاستغلال أو الامتياز السياحي تتوفر على كافة المتطلبات والخدمات وبتنظيم محكم ومراقبة متواصلة لتمكين المصطافين الباحثين عن فضاءات خاصة، خضعت لدفاتر شروط تم إعدادها من قبل مصالح مديرية السياحة بالتنسيق مع البلديات الثلاثة المعنية، مع مراعاة الأسعار المقبولة والالتزام بالشروط المحددة، وهو ما سمح من جهة بتعزيز مداخل البلديات ومن جهة أخرى توفير كافة الأذواق للمصطافين حسب إمكانيات كافة الفئات الاجتماعية، وهو الإجراء المعمول به عبر جميع الولايات الساحلية بالوطن وحتى عبر دول العالم.
الواجهة البحرية بسيدي سالم علامة فارقة من شاطئ منسي إلى منطقة تستقطب الزوار من مختلف الولايات ليلا ونهارا
اعتادت ولاية عنابة على مدار السنتين الماضيتين أن يتضمن الموسم السياحي تحضيرات جديدة ضمن البرنامج الولائي المسطر لاستحداث فضاءات سياحية جديدة لتخفيف الضغط على عاصمة الولاية من جهة وتنشيط كافة الشريط الساحلي الولائي من جهة أخرى، فبعد التهيئة الواسعة التي شهدها شاطئي “سانكلو” و”شابوي” خلال السنة الماضية 2024، صنعت الولاية الحدث السنة الماضية بالتهيئة الكلية لكورنيش سيدي سالم ما سمح بخلق شاطئين جديدين بمواصفات عصرية ترتقي إلى تطلعات ساكنة الحي وزواره أيضا، على طول 800 متر بغلاف مالي قارب 18 مليار سنتيم، أنجز في ظرف زمني قياسي وحظي بمتابعة دورية ميدانية للأشغال من قبل الوالي ومدراء الهيئات المعنية لضمان جاهزيته مع افتتاح موسم الاصطياف، وهي الجهود التي كللت بتحويل المنطقة التي كانت سابقا نقطة سوداء في الشريط الساحلي في غياب كلي للتهيئة ومظاهر الاستقطاب السياحي إلى فضاء استجمام يستقطب العائلات العنابية و الزوار من مختلف ولايات الوطن وهو ما تؤكده لوحات ترقيم السيارات التي تحل بالمنطقة نهارا للسباحة والاستجمام، وليلا للتمتع بنسمات البحر والمثلجات، ورغم وجود بعض النقائص التي تتطلب رصد أموال معتبرة لترميم و دهن العمارات المقابلة للواجهة البحرية، إلا أن الإجماع حاصل على أن المنطقة شهدت تغيرا واضحا كان ولا يزال محل حديث العام والخاص بالولاية وعبر التراب الوطني، وألقى بضلاله من خلال تنشيط الحركة التجارية في الحي و فتح مناصب شغل ولو كانت موسمية لأبنائه، الذي اثبتوا مجددا تحليهم بالذهنية الراقية لتحويل منطقتهم إلى قطب سياحي بامتياز والحفاظ على مصادر رزقهم وإعطاء الصورة الأمثل عن هذا الحي العريق.
مطاعم ومقاهي بصبغة تراثية وأخرى “للنساء فقط” تصنع جلسات و”لمة” إستثنائية
تميز موسم الاصطياف بعنابة لسنة 2025 لم يتوقف عند الشواطئ فقط ،بل امتد إلى الملاحق الخدماتية على غرار المطاعم ومحلات الأكل السريع والمثلجات والمقاهي، التي ورغم بساطة البعض منهم إلا أن اللمسة التراثية أو الخصوصية التي اختارها أصحابها، جعلتها مقصدا لعشرات أو مئات الزوار يوميا سواء المتواجدة عبر الشريط الساحلي لبلدية عنابة على غرار مقهيين خاصين بالنساء فقط يقدم فيهما الشاي والقهوة بالأباريق و”السينية” النحاسيين إلى جانب تخصصها في تقديم الحلويات التقليدية العنابية للتعريف بتراثها في الطبخ والحلويات وجلسات حرائر العنابيات، كما أن نادليها ومسيريها وطباخيها كلهم من النساء، ما صنع نوعا من الجلسات تلبي أذواق الراغبات في التميز والخصوصية النسوية، وعلى مستوى المدينة القديمة التي تعتبر رمزا من رموز بونة التاريخية والمضيافة ينتصب شامخا أحد المطاعم المصنف ضمن المسارات السياحية، في عمق مدينة تحكي كل زواياها و أركانها حقبة من التاريخ المشرف، حيث يختص هذا المطعم في تقديم الأكلات العنابية التقليدية مع تنظيم جلسات فنية وفق برنامج مسطر ينشطه أعمدة مختلف أنواع الموسيقى العنابية من شعبي ومالوف وغيرها، وهي الخدمات التي لاقت استحسان حتى السياح من مختلف قارات العالم الذين زاروه ضمن الرحلات المنظمة من قبل وزارة السياحة والتي كانت عنابة من بين محطاتها، كما يشهد الشريط الساحلي والمناطق المجاورة له وحتى البعيدة عنه على مدار السنوات الأخيرة تنوعا في الخدمات التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة، واستغلال المناظر البحرية لتقديم خدمات الإطعام والمثلجات، ليكون بذلك هذا الجانب التجاري واحد من النجوم التي ترصع موسم الاصطياف بجوهرة الشرق، كما تبقى العديد من المطاعم للأكلات الشعبية على غرار “البوراك العنابي” والمحجوبة والشواء أيضا مقصدا لآلاف الزوار الراغبين في تذوق الطبخ العنابي.
مواقع أثرية وطبيعية ومعالم تاريخية مفتوحة للزوار ونشاطات ثقافية تزيد من بهجة موسم الاصطياف
من بين البرامج المسطرة بالتزامن مع موسم الاصطياف هذه السنة بولاية عنابة تم التركيز على المواقع الأثرية على غرار موقع “هيبون” الأثري وكنيسة “القديس أوغستين”، والقلعة الحفصية وساحة الثورة والمدينة القديمة للتعريف بتاريخ مدينة تعاقبت عليها العديد من الحضارات وتركت بصمتها فيها لتكون شاهدا على تجذرها عبر الأزمنة، حيث يتم تنظيم رحلات سياحية من قبل الهيئات والجمعيات السياحية وحتى وكالات السفر بالتنسيق مع المصالح المعنية لهذه المواقع مع خدمات الدليل السياحي والقائمين عليها للتعريف بها، إلى جانب رحلات إلى المواقع الطبيعية الخلابة على غرار مواقع بلدية جبال الإيدوغ الشامخة وخليج شطايبي المصنع كواحد من أجمل الخلجان في العالم، بالموازاة مع تنظيم هيئات الثقافة والسياحة سهرات فنية ليلة تجمع بين اللوحات الغنائية والمسرحية لتجول بالحاضرين فيها بين سحر عنابة المرفوعة التي لا تنصب ولا تجر مهما تعاقبت السنوات، وبين كرم ضيافة أهلها وسخائهم وترحابهم بزوارهم، تماشيا مع الجهود لتشجيع السياحة الداخلية التي شرع فيها منذ سنوات.
أكثر من 50 فندقا من مختلف التصنيفات تجهزت لاستقبال الزوار بتنافس في الخدمات والأسعار
شهدت ولاية عنابة على مدار السنوات الأخيرة تزايد معتبرا في المؤسسات الفندقية التي تجاوز عددها 50 فندقا موزع أغلبها عبر عاصمة الولاية مصنفين بين نجمة و5 نجوم، يتضمنون قرابة 2450غرفة بتعداد قرابة 55500 سرير يشرف على خدمتهم قرابة 1200 عامل، ليكون الخيار للزوار كل حسب إمكانياته المادية وميزانيته للعطلة الصيفية، بداية من المراقد ووصولا إلى فنادق الأعمال على غرار فندق سيبوس الدولي، “شيراطون”، إضافة إلى فندق صبري بـ 4 نجوم وفندق الريم بـ 3 نجوم وفندق “سانكلو”، وفندق الماجستيك وكذا فندق المنى، فيما تتوزع العديد من الفنادق الأخرى التي تشهد إقبالا كبيرا من المواطنين ذوي الدخل المتوسط بوسط المدينة على غرار “تمنارت”، “تليفيريك”، “ميموزا”،بالجهة الغربية للمدينة، وفندق “لوريو” بقلب ساحة الثورة، وكذا فندق “الصفصاف” بوسط المدينة القديمة، وبأعالي بلدية سيرايدي يلوح فندق المنتزه ذو الإطلالة الساحرة على الشواطئ السخرية الجبلية، لتكون عينات الفنادق المذكورة هذه، جزء فقط من مجموع فنادقها المتدرجة في التصنيف لتلبي كافة الاحتياجات، ويرى المهتمين بالمجال الفندقي أن الولاية ستشهد خلال السنوات القليلة القادمة افتتاح المزيد من المؤسسات الفندقية والمرافق السياحية والترفيهية ما يرفع من طاقة استيعابها ويعزز المنافسة بينها لتصب دائما في صالح المصطاف.
عنابة ..من ولاية عبور نحو تونس إلى مقصد للجزائريين تحت شعار”حوس في بلادك”
البرامج التنموية والأغلفة المالية المرصودة والتجهيزات التي قامت بها السلطات المركزية والسلطات المحلية لولاياتها، كان له دور بالغ في تشجيع السياحة الداخلية، التي يجمع المتتبعين والمختصين هذه السنة أنها شهدت تزايدا في معدلاتها بما يمكن اعتباره مؤشرا على نجاعتها، فقوافل وأعداد المصطافين و الزوار سواء لولاية عنابة أو الولايات الساحلية الأخرى يعكس مدى انتشار الوعي لدى المواطن الجزائري للتمتع بمقومات بلاده الساحلية والطبيعية والأثرية تحت عنوان “حوس في بلادك”، وهو ما يؤكده من جانب آخر تراجع الإقبال على الجارة تونس لقضاء العطلة الصيفية مقارنة بسنوات ماضية، بشهادة التونسيين أنفسهم فالمتابع للسياحة التونسية يمكن له دون عناء من خلال تعليقات وتصريحات نشطاء القطاع السياحي أن يتأكد من هذه المعطيات، وهي فرصة سانحة للسلطات المركزية والمحلية لمواصلة العمل أكثر على تعزيز القطاع السياحي وتشجيع الاستثمار فيه و تهيئة الشواطئ و تنمية السياحة الثقافية والتسوقية مع الحفاظ على خصوصية المجتمع الجزائري عموما والعنابي خصوصا، ولا يمكن لأحد أن ينكر فضل العديد من المؤثرين الجزائريين في التشجيع على السياحة الداخلية من خلال زياراتهم ومحتواهم الذي شوق الآلاف من الجزائريين وصحح نظرتهم نحو المقومات السياحية الجزائرية موازاة مع الجهود المبذولة لاستغلالها فعليا، كما كان للإجراءات التي أقرتها السلطات العليا في البلاد لضمان أحسن الظروف لاستقبال الجالية المقيمة بالخارج وتسهيل عودتهم لأرض الوطن الأثر البالغ في تمسكهم بقضاء عطلهم في بلادهم وبين أهاليهم.
الألعاب الإفريقية المدرسية تجمع إفريقيا في عنابة وتستحدث متنفسا جديدا للسكان والزوار
رغم انها توسطت الموسم الصيفي من السادس و العشرين جويلية إلى غاية الخامس من أوت ورغم عدم تجاوز مدتها 10 أيام، إلا أن الألعاب الإفريقية المدرسية التي تشارك فيها أكثر 47 دولة بـ 2500 مشارك من بينهم 1700 رياضي في 20 تخصصا، كانت حدثا زاد من بهاء جوهرة الشرق التي اختيرت عاصمة لها باحتضانها لفعاليات 11 تخصص رياضي، لتكون هذه التظاهرة القارية فرصة لزوار الولاية وساكنتها لمتابعة هذه المنافسات وتخلق متنفسا جديدا لمحلي الرياضة و أجواء الإثارة على مستوى 8 مرافق ومنشآت رياضية موزعة عبر 3 بلديات، ولعل الإقبال الكبير لحفل افتتاحها المنظم أمس لخير دليل على أنها تظاهرة زادت من ميزات الموسم الصيفي بعنابة، إلى جانب مختلف الفضاءات الأخرى، خاصة وأنها تجمع قارة أفريقيا كاملة وهي الفرصة التي جعلت السلطات المحلية أيضا تتجه نحو استحداث معرض للصناعات التقليدية على مستوى القرية الأولمبية بالإقامة الجامعية 3000 سرير بالبوني للتعريف بتراث الولاية والوطن، موازاة مع تسطير برامج ورحلات سياحية تعريفية للأشقاء والجيران الأفارقة، كما شهدت المرافق الرياضية المحتضنة للمنافسات المبرمجة بعنابة في أول يوم لها إقبالا معتبرا، لتكون بذلك بابا جديدا فتحته الولاية لزوارها لتزيد من الترحاب بهم فيها على مدار أزيد من أسبوع خاصة بعد التحضيرات المكثفة التي أجمع الكل على أنها ثمرة لجهود مضنية دامت لأشهر لإعطاء الصورة الأمثل للجزائري الغالية.
التنوع بالأسواق والمحلات والمساحات التجارية .. فرصة لسياحة التسوق
يعتبر تنوع الأسواق والمحلات التجارية وتوزعها حسب التخصصات عبر مختلف بلديات الولاية من محلات لبيع القماش وأخرى لبيع مستلزمات العرائس ومتطلبات الأفراح والمناسبات على مستوى وسط مدينة عنابة بما فيها المتعلقة بالمستلزمات العنابية المعروفة، ومحلات لبيع قطع الغيار ببلدية لحجار، ومحلات لبيع الأعشاب والعقاقير ببلدية البوني، فضلا عن محلات الملابس الجاهزة لمختلف الفئات العمرية للجنسين، إلى جانب محلات بيع الصناعات التقليدية خاصة بوسط مدينة عنابة وشريطها الساحلي ومحلات مواد التجميل، بمثابة الفرصة الجيدة للزوار لاقتناء حاجياتهم بأسعار مقبولة مع تنوع السلع والبضائع المعروضة، خاصة مع التزام تجار الولاية بالإبقاء على نفس الأسعار على مدار السنة وبعدهم عن استغلال الفرص، فعلى سبيل المثال تحولت ولاية عنابة إلى قبلة للأشقاء التونسيين الذين وجدوا فيها ضالتهم لاقتناء حاجياتهم من المحلات والأسواق والفضاءات التجارية التي كانت حاضرت وواكبت الحركية السياحية بتوفير مختلف أنواع السلع والمستلزمات لتكون في مستوى تطلعات زوار الولاية، وهو ما ساهم في تنشيط إضافي للقطاع السياحي بعنابة على مدار السنة، لتكون ولاية عنابة بتنوع أسواقها ولاية للاستجمام والاصطياف والتسوق المتنوع في آن واحد.
ومن خلال هذا التنوع الذي تزخر به بونة، التاريخية جوهرة الشرق الجزائري وكل التحضيرات التي قامت بها السلطات المحلية، تكون الولاية من بين الولايات التي تجمع كافة الأذواق وتضع اختيارات لزوارها لقضاء عطلة صيفية متكاملة، ما يمكن من القول أنها وضعت خطوات ثابتة بحسب المختصين نحو تنمية وتشجيع السياحة بها لكافة شرائح وأبناء الوطن على اختلاف اقاماتهم مؤكدة مواصلتها تربعها على عرش المتوسط بتنسيق بين سلطاتها المحلية وبين ساكنتها، ليستجيب لندائها آلاف الوافدين يوميا بحسب ما تكشفه الإحصائيات أو يمكن ملاحظته من جولات بسيطة بين أحيائها وشواطئها.