اختتمت، أول أمس، فعاليات شهر التراث الثقافي لسنة 2025 بمدينة عنابة، الذي نظم تحت شعار “التراث الثقافي في عصر الذكاء الاصطناعي”، حيث وفي هذا الشأن نظمت مديرية الثقافة وبالتنسيق مع قاعة السينماتيك ندوة موسّعة وجلسة مناقشة حول دراسة وإعداد مخطط حفظ واستصلاح القطاع المحفوظ المدينة العتيقة بعنابة، من تقديم مكتب الدراسات ساهلي فيصل، بحيث حضر هذه الفعالية إلى جانب مثقفين ومهتمين بالمجال، الأمين العام لولاية عنابة، ممثلا عن الوالي، إلى جانب المدراء التنفيذيين، ورئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية عنابة، وكذلك مديرة الثقافة لولاية عنابة، إلى جانب مدراء من الهيئة التنفيذية المحلية لقطاعات البيئة، والحماية المدنية، ومدراء القطاع الثقافي لولاية عنابة وإطارات من مديرية الثقافة، ومهندسين معماريين وأساتذة وطلبة جامعيين بجامعة باجي مختار عنابة، والعديد من مثقفي وأدباء وكتاب المدينة ومهتمين بالتراث الثقافي، والجمعيات الثقافية والتراثية الفاعلة، وكذا الكشافة الاسلامية الجزائرية، وبعد كلمة مديرة الثقافة لولاية عنابة، وكلمة الأمين العام لولاية عنابة، ممثلا عن الوالي، أعلن من خلالها عن اختتام شهر التراث الثقافي لسنة 2025 الذي كان حافلا بالنشاطات، ليفتتح فيما بعد المجال للنقاشات القيّمة حول الموضوع من طرف الحضور، وذلك من خلال تقديم العديد من الاقتراحات والحلول الناجعة موجّهة لمكتب الدراسات كي تؤخذ بعين الاعتبار أثناء الدراسة، وهذا خدمة للمدينة، وللقطاع المحفوظ المدينة العتيقة، وعلى هامش الفعالية قدمت شهادات التقدير على الأساتذة المتدخلين من مكتب الدراسات، وكذا شهادات مشاركة وتقدير على المساهمين في إنجاح فعاليات شهر التراث الثقافي لسنة 2025، بداية من قطاع الثقافة والفنون، ومن مدراء المؤسسات والمهندسين المعماريين، والجمعيات الثقافية الفاعلة بالولاية، وكذا المهتمين بالتراث الثقافي، والكشافة الاسلامية الجزائرية. وخلال حديثه مع “أخبار الشرق”، كشف الدكتور شتيح عز الدين رئيس مشروع مكلف بمعية مكتب الدراسات ساهلي فيصل، بإعداد مخطط الحفظ لاستصلاح القطاع المحفوظ بالمدينة العتيقة بعنابة، أكدّ أنه تم ولفائدة الرأي العام العنابي وكامل فعاليات المجتمع العنابي والمثقفين والمهتمين بالحفاظ على التراث الثقافي الجزائري، اطلاعهم وتوسيع المشورة حول أهم المراحل التي يرتقب أن يتم من خلاها التجسيد الفعلي مخطط الحفظ لاستصلاح القطاع المحفوظ بالمدينة العتيقة بعنابة، بمشاركة جميع الفاعلين، من خلال عرض القيمة الأثرية والتاريخية والثقافية لمدينة عنابة، وإبراز المشاكل التي يعاني منها النسيج الحضري القديم بالمدينة العتيقة، واستعراض الرؤية الخاصّة لديهم لإعادة إحياء المدينة العتيقة مع الأخذ بعين الاعتبار الإطار المبني بكل ما يحمله من تراث وثراء ثقافي وتاريخي والإطار المعيشي، ورغبة في إحياء المدينة العتيقة، والالتزام بتوصيات “اليونيسكو”، ووزارة الثقافة والفنون الجزائرية، فيما يتعلق بالتراث المبني الثقافي، كما أشار المتحدث إلى أنّ المخطط يعتبر أداة قانونية للتعمير وتأطير جميع التدخّلات داخل المبنى، كما أنّه يقترح جميع الرؤى والمشاريع المستقبلية على سبيل الذكر ما تعلّق إعادة تهيئة “بلاص دارم”، باعتبارها أهم ساحة داخل المدينة العتيقة، لأجل استغلال مساحتها وموقعها في خلق ديناميكية حيث سيتم في هذا الشأن إعادة تهيئتها، إلى جانب ترميم وإعادة تأهيل كامل المباني المطلّة عليها دون إهمال أو إغفال الساحات العامة الموجودة على مستوى المدينة، إضافة إلى الاهتمام بالمرافق والمعالم التاريخية الأخرى كالمساجد والحمامات والفنادق. كما أوضح المتحدث لـ”أخبار الشرق”، أنّ قضية البنايات الخاصّة تكتسي أهمية بالغة لدى مصالحه بالنسبة لهذا النوع من المشاريع المهمة، من ناحية تمويلها ومن خلال مساهمة السلطات المحلية لولاية عنابة، سيتم استحداث خلية للمتابعة تشرف على جميع التدخلات المستقبلية داخل القطاع، وهذا بإشراك الفاعلين التقنيين ورؤساء المشاريع والجامعة كذلك قصد إنجاح المشروع، بغية تحسين الحياة داخل المدينة القديمة، وحفظ تاريخها وعماراتها، وتقاليدها وكل ما تحمله من إرث وتراث ثقافي وتاريخي.
أمير قورماط