سلط، أمس، دكاترة ومختصون، الضوء على الإمكانيات المتاحة والتحديّات الرّاهنة التي تواجه المؤسسات الناشئة في عصر التحول الرقمي والخيارات المتعددة في سياقه.
وقد نظّم مخبر دراسات وأبحاث في الاتصال بقسم الاعلام والاتصال في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة عنابة، الملتقى الوطني حول المؤسسات الناشئة في عصر التحوّل الرقمي “الخيارات والتحديات”، بحيث تضمن برنامج الملتقى العديد من الورشات والمداخلات التي قدمها المختصّون من الدكاترة من جامعة عنابة، وبقية الجامعات المشاركة، والأساتذة وأصحاب المؤسسات الناشئة الناجحة على المستوى المحلي بعنابة. الملتقى الذي أعطت إشارة افتتاحه عميدة كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية الأستاذة الدكتورة دهان آمال، عرف إلقاء كلمة للتعريف بحاضنة جامعة باجي مختار عنابة، الدكتور حاج موسى هشام، وقبل كلمة رئيس قسم الاعلام والاتصال، أبرزت رئيسة الملتقى الدكتورة مهشي نسمة، أهمية الملتقى والهدف العام منه، والفرص التي يتيحها للمشاركين وكذلك الطلبة، وحاملي المشاريع، من خلال التطرّق إلى تجارب نجاح وتحديات المؤسسات الناشئة في الوقت الرّاهن، وأهمية العنصر الاتصالي في سياستها، مع مناقشة أهمية التحول الرقمي بالنسبة لهذه المؤسسات. البداية كانت خلال الملتقى مع عرض نماذج المؤسسات الناشئة الناجحة، في صورة المؤسسة الناشئة “ألو طبيبي” لصاحبها الدكتور لحبيب حامي، ومشتلة المؤسسات عنابة لصاحبها رقامي سمير، كذلك تم التطرق إلى عرض مختلف تجارب المؤسسات الناشئة الناجحة محليا فيما تعلق بميدان الابتكار والمقاولاتية. وفيما يخص برنامج المداخلات فقد تم التطرق من طرف الأساتذة والدكاترة إلى المؤسسات الناشئة ورهانات الاقليم في ظل التحدي الرقمي، كذلك مساهمة اليقظة التكنولوجية في تطوير المؤسسات الناشئة ودعم ريادة الأعمال، وإلى جانب هذه المواضيع تم التطرق أيضا إلى دور الحاضنات الجامعية في دعم المقاولاتية ومرافقة المؤسسات الناشئة. وقد عرفت محاور الملتقى الأخرى التركيز على المقاولاتية الاعلامية في الجامعة الجزائرية، فيما تعلق بشأن آليات تطبيق القرار الوزاري 1275، مع مناقشة متطلبات إدارة التحول الرقمي بالمؤسسات الاقتصادية، وتقييم فعالية ورش العمل وندوات المقاولاتية في تعزيز المشاريع الرياضية الطلابية، مع التطرق كذلك إلى معيقات التوجه نحو الفكر المقاولاتي. فيما توسعت جلسات المناقشة الخاصة بالملتقى إلى تناول آليات تمويل ودعم المؤسسات الناشئة والمقاولاتية في الجزائر، مع التركيز أيضا على دور المؤسسات الناشئة الخضراء في دعم التنمية والحفاظ على البيئة، ودور الابتكار التسويقي عبر مواقع التواصل الاجتماعي في خلق ميزة تنافسية للمؤسسات الناشئة، ودور المرافقة في دعم المؤسسات الناشئة، كذلك دور المؤسسات الناشئة كتوجه استيراتيجي للحد من البطالة في الجزائر، وأهمية الاستثمار في الذكاء الاصطناعي بمساهمة المؤسسات الناشئة في المجال الصحي، مع عرض تجارب رائدة للمؤسسات الناشئة، والمرور إلى البيئة الرقمية كآلية لتطوير ونمو المؤسسات الناشئة. وأبرز الملتقى تناول ملفات أخرى هامة تخص المؤسسات الناشئة في عصر التحول الرقمي، في صورة محاور أخلاقيات الأعمال والمؤسسات الناشئة في عصر الاتصال الرقمي، وكذلك أهمية المقاولاتية النسوية ودورها في تحقيق التنمية الاقتصادية في الجزائر، إلى جانب تناول دور الابداع في مواكبة التحول الرقمي وقراءة في واقع المؤسسات الناشئة في الجزائر. كما ركز المتدخلون في سياق الملتقى على عرض تجارب دولية رائدة في المؤسسات الناشئة، مع إبراز مقومات المؤسسات العائلية الناشئة والمصغرة في البيئة الجزائرية، وكذلك التركيز على أهمية المقاولاتية ودورها في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الجزائر. كما عرف الملتقى تنظيم ورشات ومداخلات عن بعد، لدكاترة وأساتذة ومختصين من مختلف جامعات ولايات الوطن، على غرار جامعة قالمة، الوادي، سوق أهراس، وجامعات سطيف، وأم البواقي، وورقلة، إضافة إلى جامعات تلمسان وتيزي وزو، وقسنطينة، وكان الملتقى فرصة هامة بالنسبة للمتدخلين والمشاركين لتقديم توجيهات وارشادات هادفة حول المؤسسات الناشئة من خلال تجارب أجنبية وعربية.
أمير قورماط