حسابات بريدية تحت مجهر مصالح الأمن بعنابة

التحقيق مع موظفين ومفتشين مشتبه فيهم بسحب أموال بطرق غير قانونية

كشفت مصادرنا أن الفرقة الإقتصادية والمالية بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية وسعت تحقيقها في ملف مؤسسة بريد الجزائر وذلك من خلال وضع العديد من العمليات المالية البريدية تحت المجهر، بعد أن وقفت المصالح القضائية على عمليات احتيال راح ضحيتها العديد من الزبائن وهي العمليات التي تسعى المديرية الولائية للتصدي لها بالاعتماد على عمل المفتشين الذين كشفت التحقيقات الأمنية أن هناك منهم من هو مشتبه فيه في عمليات غير قانونية لسحب أموال من حساب بريدية جارية ويستهدف المشتبه فيهم على وجه الخصوص الحسابات البريدية الجارية للأشخاص المتوفين وللمتقاعدين وذلك يكون غالبا بالتواطؤ مع أقاربهم الذين يلجؤون إلى الاعتماد على الوثائق المزورة لسحب الأموال مقابل دفع عمولات للأعوان الذين يسهلون عمليات السحب التي تتم على دفعات، وقد كشفت التحقيقات الأمنية أن بعض المفتشين المشتبه فيهم لم يبلغوا عن عمليات مماثلة رغم علمهم بها ورغم أن الأمر يتعلق بمبالغ مالية معتبرة، كما أن بعض المشتبه فيهم يستغلون تقرب كبار السن من شبابيك البريد لسحب معاشاتهم لاقتطاع منها مبالغ مالية قبل منحها لهم والتحجج بعدها بأن الزبون قد يكون أسقط المبلغ المفقود، في هذا الإطار فقد كشفت مصادرنا أن مصالح الأمن استمعت خلال تحقيقاتها إلى أقوال عدد من المفتشين والموظفين وأعوان الشبابيك، حيث يواجه المشتبه فيه تهم ثقيلة ستفصل فيها الجهات القضائية المختصة التي تنتظر نتائج التحقيقات التكميلية الخاصة بهذه القضية التي تأسست فيها مؤسسة البريد كطرف مدني، كما أن سهلت عمل المحققين من خلال تزويدهم بكافة المعلومات اللازمة، مع تسليط عقوبات إدارية بحق المشتبه فيهم، ولا يقتصر الأمر على أعوان الشبابيك والمفتشين، حيث سبق لمؤسسة “بريد الجزائر” بعنابة أن سجلت حادثة تتعلق بإقدام أحد سعاة البريد الذين ينشطون على مستوى إقليم بلدية عنابة بسحب مبالغ مالية معتبرة من الحسابات البريدية الجارية لعدد من زبائن المؤسسة الذين كانوا يثقون فيه من خلال منحه صكوك لسحب معاشاتهم وأجورهم التي يتم صبها في حساباتهم وهو ما يكفي عنهم عناء التنقل إلى المكاتب البريدية والاصطفاف في طوابير لسحب المعاشات والأجور، حيث استغل ساعي البريد هذا الأمر من أجل سحب مبالغ مالية من حسابات ضحاياه، إما من خلال سحب مبلغ يفوق ذلك الذي طلبوا منه سحبه، باعتبار أن بعض كبار السن يتركون له مهمة ملئ الصك البريدي وما ساعد المشتبه فيه على القيام بهذه الممارسات هو تسهيل بعض أعوان الشبابيك مهمة ساعي البريد من باب الثقة باعتبار أنه زميل لهم، فقد كشفت مصادر من المؤسسة بأن المبلغ الذي تم تحويله من قبل ساعي البريد وصل إلى قرابة 400 مليون، كما تسجل المؤسسة سنويا تجاوزات مماثلة يتم من خلال تحويل أموال من حسابات الزبائن، رغم اعتماد المؤسسة على برامج تكنولوجية متطورة للحد من هذه التجاوزات بالإضافة إلى عمليات التفتيش